تعمد نتنياهو التهرب من مؤتمر القمة النووي في واشنطن حتي لا توضع اسرائيل في مأزق المواجهة بأنها ترفض التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي وحتي يتفادي فضح الترسانة النووية الاسرائيلية التي تهدد منطقة الشرق الاوسط بالخطر.. وقد تجاهل الرئيس اوباما مسألة اسرائيل النووية في ظل »الغموض« الذي تفرضه علي حيازتها لرؤوس نووية!. وتبين ان الولاياتالمتحدة كانت تهدف الي ان يركز المؤتمر علي السعي إلي منع حصول جماعات ارهابية علي اسلحة الدمار الشامل بما فيها الاسلحة النووية، وبينما ان هذه الجماعات لا تملك القدرة التقنية ولا البنية التحتية والامكانيات لاستخدام المواد النووية مثل اليورانيوم المخصب التي قد تستطيع الحصول عليها من السوق السوداء للسلاح في العالم.. وبالتالي فإنها لا تمثل خطرا داهما يستدعي عقد مثل هذه القمة.. واذن ما هو المقصود؟. ان الهدف الحقيقي لقمة واشنطن هو محاصرة البرنامج النووي الايراني وتشديد العقوبات علي ايران وانتزاع موافقة الصين علي ذلك بعدما كانت مترددة وقد عمل اوباما جاهدا علي التفاهم مع الصين التي تمانع العقوبات المشددة.. ويري الخبراء ان الهدف غير المعلن »الآخر« للقمة النووية هو فرض رقابة امريكية علي اسلحة باكستان النووية لانها تقع في بؤرة خطر الاستيلاء من جماعات ارهابية مثل »طالبان باكستان« ورغم انه احتمال بعيد الحدوث الا انه يمثل هاجسا للادارة الامريكية من تنظيم القاعدة الذي يتخذ من منطقة الحدود الباكستانية الملاصقة لافغانستان ملاذا آمنا له في الجبال الوعرة، وقد تسعي واشنطن لوضع يدها علي البرنامج النووي الباكستاني ووضعه تحت سيطرتها!. وأما الموقف الامريكي من اسرائيل النووية والغموض المحيط بها فإنه يثير الشكوك من جانب دول المنطقة التي تري في وجود السلاح النووي الاسرائيلي خطرا يتهدد الامن القومي العربي اكثر من البرنامج الايراني. وما يثير التساؤل حقا هو: ذلك الموقف الامريكي المتشدد مع ايران مع انها لم تتوصل الي صنع سلاح نووي ومازالت في مرحلة تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية، وفي ذات الوقت ذلك الموقف الامريكي المتساهل مع اسرائيل التي ترفض التفتيش علي منشآتها النووية وتراوغ من التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي.. وعلي مدي اكثر من اربعين عاما تتعمد جميع الحكومات الاسرائيلية سياسة »الغموض« تجاه امتلاكها لاسلحة نووية وتكتفي بالتأكيد علي ان اسرائيل لن تكون أول دولة تدخل السلاح النووي إلي الشرق الأوسط بينما يقول الخبراء العسكريون: إن اسرائيل تملك ما بين مائة وثلاثمائة رأس نووي ومخزنة تحت الارض!. وهكذا تبين بعد انتهاء قمة واشنطن اننا امام موقف امريكي يكيل بمكيالين: تجاه ايران وتجاه اسرائيل.. ويخضع لسياسة الغموض بشأن اسرائيل النووية.. ويسوق المعلقون الامريكيون حجة ان مؤتمر واشنطن كان يقتصر علي منع حصول الجماعات الارهابية علي الاسلحة النووية ولم يتطرق الي البرنامج الاسرائيلي الخارج عن السيطرة. ولذا اكد الرئيس اوباما في ختام القمة ان الارهاب النووي هو اعظم التحديات التي تهدد الامن الدولي الان، ودعا دول العالم الي التحرك بشجاعة لاصدار قرار جديد من مجلس الامن بفرض عقوبات اضافية مشددة علي ايران.. ولكن فيما يتعلق بإسرائيل اعرب اوباما عن امله في انضمامها الي معاهدة منع الانتشار النووي، ورفض التعليق علي موضوع الترسانة النووية الاسرائيلية.. ولا تعليق!!.