داخل غرفة لا تعرف لنسيم الهواء معني، ولا يدخلها شعاع الشمس من قريب او من بعيد، ولا يوجد بها اية نوافذ فقط قوالب الطوب التي تستر من بداخلها، تقع في قرية نكلا محافظة الجيزة، وبداخلها تسكن حنان محمد، البالغة من العمر 44 عاما، تعاني ضيق العيش، وعدم كفاية المساعدات التي تعيش عليها، فهي ليس لديها دخل تنفق منه سوي معاش لا يكفي الا القليل من مستلزمات المعيشة اليومية. داخل غرفة حنان الصغيرة يوجد ما تنفق عليه ايضًا، فقد احاطت مجموعة من الطيور ببعض قوالب الطوب كي يساعدونها علي العيش، انتاج البيض وبيع البعض او ذبح البعض الآخر من اجل الغذاء، هو مصدر دخل ربما يكفيها ايام لا تملك فيها جنيه واحد، وعلي الرغم من ذلك تعلي شفتيها بكلمة »الحمد لله». »الحال زي مانتي شايفة كدة يا استاذة .. العيشة صعبة والحاجة كل مدي بتغلي هنعمل ايه! وعندي بنت عايزة اجهزها ومش لاقية اللقمة» هكذا عبرت حنان عن حالها، ومعيشتها الصعبة، فغرفتها لا تحتوي علي أي منافذ للتهوية سواء نوافذ او مروحة، بالإضافة الي الطيور، فهي تتسبب في رائحة تسرق انفاسهم خاصة مع موجة الحر في فصل الصيف، فلا تملك ما تدفعه ثمن المروحة، وايضًا تخشي فتح نوافذ في الغرفة لخشيتها من اللصوص فتضطر الي تحمل الحر. حنان زوجها توفي منذ بضعة اعوام، وتقبض معاش 700 جنيه لا يكفيها الا بالكاد ايجار غرفتها الذي يبلغ 400 جنيه مع المياه 60 جنيه وما يتبقي هو قوت يومها هي وابنائها الأربعة، حتي جهاز ابنتها المخطوبة فهي لا تستطيع سد احتياجاته فكل ما قامت بشرائه لا يتعدي نصف المطلوب من الاحتياجات ومستلزمات الزواج، »انا كل اللي هاممني استر بنتي واشوفها مبسوطة ومرتاحة في بيتها، محدش يعايرها ولا يشوفها قليلة عشان مجبتش المطلوب منها، وانا علي قد حالي والاسعار مولعة»، وتمنت ان يقدم لها يد المساعدة والعون حتي تطمئن علي ابنتها و»يخف الحمل». احلام حنان بسيطة، فكل ما تطمع فيه هو لقمة عيش »هناكلها جبنة قديمة وفول هنبقي متهنيين، الستر والصحة بس اللي طالبينهم» هكذا تتحدث دائمًا مع كل ما يقابلها، فعلي وجهها شيم عزة النفس والترفع عن مد الأيدي للغير، هي فقط تفعل كل ما بوسعها من اجل التكسب »طالما الرزق حلال ربنا يغنينا مش عايزين الا الحلال .. وبنستحمل كل حاجة عشان الحلال» هذا هو الشعار الذي ترفعه دائمًا. لم تكن حنان تحلم سوي بضع جنيهات تمكنها من شراء قوت يومها، وتقوي علي استكمال جهاز ابنتها حتي تتمكن من الزواج، و »العريس مبيصبرش .. ولازم نجهزها .. لكن العين بصيرة والايد قصيرة» الا ان »ليلة القدر» الشمعة التي اضاءها الكاتبان الصحفيان مصطفي وعلي امين، قررت صرف مبلغ 10 آلاف جنيه لحنان واسرتها، للمساهمة بشكل كبير في تحسين وضعها المادي والمعيشي، لعلها تجد مشروعها الخاص في ماكينة خياطة تساعدها في دخلها او تشتري لها ما يساعدها علي فتح مشروع صغير تبدأ به من اجل توفير نفقاتها ونفقات ابنائها بجانب المعاش حتي يكفيها. »انا اقل فلوس بقدر ادبر بيها حالي.. والحمد لله، واي رزق ربنا باعته بحاول ادبر بيه حالي» هكذا اختتمت حنان حديثها معنا، فهي واحلامها البسيطة المنتظرة ساهمت »ليلة القدر» في تحقيقها ورسم الابتسامة علي وجهها ووجه ابنائها.