علي بعد 45 كيلو مترا من المنيا توجد مدينة ملّوي أكبر مركز تجاري في صعيد مصر، وصاحبة اسم »مرو» في العصور الفرعونية، التي معناها »محل البضائع»، وهي مثل غيرها من مدن الصعيد لا تخلو قرية فيها من الآثار التي تعود إلي عصور مختلفة،ولكن ملوي تتميز بأنها صاحبة لقب »بلد البشوات»، والشاهد عليها كل تلك القصور التي فيها، بعضها تهدم، والآخر أصبح مهجورًا. ومن أبرز تلك القصور »قصر عبد المجيد باشا»،حيث كان لعائلة »سيف النصر» بصمتها الواضحة، فأحد أبنائها، المشهور بكرمه وأعماله الخيرية، كان عبد المجيد باشا سيف النصر، أهم عمد ملّوي، الذي يحمل شارع »المجيدي» بالمدينة اسمه، وبني مسجدا يخلد أثره فسي الشارع الذي يحمل اسمه ثم تحول إلي مقام بعد ذلك،وبني عبد المجيد قصره علي مساحة 16 قيراطا في أوائل القرن العشرين، وكان تحفة معمارية علي الطراز الفرنسي،، وقررت عائلة »كريم» بملّوي منذ فترة قريبة شراءه، وحولته إلي مخزن للسجاد،وكانت للباشا الكثير من الأملاك، وقام في أواخر حياته بتوزيع أملاكه علي الفقراء، وأقام خارج قصره سبيل ماء، كما تبرع بقصر آخر له بغرب المدينة، ليصبح المستشفي العام بملّوي حاليا، وما زال يحتفظ بأصالته، كتحفة معمارية متميزة. ولا يقل عنه عرفان باشا سيف النصر، ابن عم عبد المجيد باشا، ويكفي الإشارة إلي أن مسجد »العرفاني» أشهر مساجد ملّوي يحمل اسمه،أما قصره فقد تحول إلي منزل سكني ومحلات تجارية، وكان قد شهد أشهر محاكمة في صعيد مصر، وهي محاكمة »خُط الصعيد»وكانت برئاسة القاضي مصطفي باشا سيف النصر. وبعد هجرة اصحاب القصر للقاهرة تحول علي مكان مهجور. ومن أهم مباني ملوي» قصر فورتنيه» لصاحبه الفرنسي فورتنيه ماركو، الذي بناه عام 1916، وسكن فيه مع وزوجته زنيتا وابنيه،وتمت مصادرته بعد التأميم، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأصبح في ملكية الإصلاح الزراعي، وتم تأجيره إلي معزل »حميات» طبي، وانتقل المعزل إلي قصر عبد المجيد باشا، وتحول قصر فورتنية إلي مخزن أدوية تابع لوزارة الصحة.