المدن الساحلية لها عادات وتقاليد متشابهة في عيد الفطر تختلف عن مدن الدلتا والصعيد ومدن غرب الجمهورية، وتتشابه فيما بينها رغم البعد الجغرافي، حيث يجمعهم البحر ومهنة صيد السمك التي يعمل بها أغلب السكان وأيضا المواني التي تربط فيما بينها ببعض، وكلها عوامل التواصل والتشابه فيما بينها كبير، ومن أبرز تلك العادات تناول وجبة »السمك الناشف» في الغداء أيام عيد الفطر، حيث كان أغلب سكان المدن الساحلية ومنها الغردقة ورأس غارب والقصير ومرسي علم يعملون في الماضي بحرفة صيد السمك، ويقوم البحارة بشرح الأسماك وتمليحها وتجفيفها علي شواطيء الجزر وفي نهاية رحلة الصيد يحملونها علي مراكبهم ويذهبون بها إلي السوق. وكما يقول صالح الرشندي أحد أبناء البحر الأحمر، فتقوم النساء في ليلة العيد بتنظيف السمك الناشف ونقعة في الماء ثم تخليصه من الجلد والشوك ووضعه في »التخديعة» المكونة من البصل والطماطم والصلصة والفلفل الأخضر مع إضافة بعض التوابل مثل الكمون والكسبرة، وتفضل بعض العائلات أكلات أخري مثل »الغمسة» وهو سمك طازج يقلي في الزيت ثم يوضع في التخديعة السابق،إضافة إلي الأكلة الشهيرة »الصيادية» والقاسم المشترك فيما بينها الخبز الطازج والسلطات ومخلل الليمون والجرجير. ويلفت عمر الرموزي من أهالي مدينة الغردقة إلي أن »السمك الناشف» عادة يحرصون عليها ويتم إعدادها منذ بداية رمضان حيث يجلب أغلب أهالي الغردقة أسماكاً ويتم تشريحها بطريقة معينة ثم بعد ذلك تترك مغمورة بالملح في الشمس لفترة لا تقل عن شهر وهو في الغالب طوال شهر رمضان، موضحا أن هناك نوعيات معينة فقط هي التي يمكن استخدامها كسمك مملح مثل الحريد والرهو والبياض وأبو قرن، ويوضح محمود عبد الجواد أن سعر الكيلو منها لا يقل عن 120 جنيها، ويقول :»ومهما بلغ سعر السمك المملح فالجميع يحرص علي اقتنائه قبل ليلة العيد».