قال صلاح سليمان الرشندي أحد أبناء محافظة البحر الأحمر، مقيم بمدينة الغردقة: إن المدن الساحلية لها عادات وتقاليد متشابهة تختلف عن مدن الدلتا والصعيد ومدن غرب الجمهورية، وتتشابه هذه المدن فيما بينها رغم البعد الجغرافى، وذلك لعوامل كثيرة أهمها البحر ومهنة صيد السمك التى يعمل بها أغلب السكان وأيضا الموانى التى تربطهم ببعض وأكد أن كل هذه العوامل جعلت هناك تواصل بين هذه المجتمعات وجعلت أوجه التشابه فى مجالات كثيرة منها العادات والتقاليد. وأشار الرشندى، إلى أن الأكلة المفضلة فى أول أيام عيد رمضان فى مدن محافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء. وجبة (السمك الناشف) فى وقت الغداء يوم عيد الفطر المبارك، لافتا إلى أن المدن السالف ذكرها يعمل أغلب سكانها منذ القدم بحرفة صيد السمك، ويقوم البحارة بتشريح الأسماك وتمليحها وتجفيفها على شواطئ الجزر وفى نهاية السرحة يحملونها على مراكبهم ويذهبوا بها إلى سوق الدلالة المعروف مكانه بمنطقة السقالة حيث يقام واحد منها أمام دكان الحلوانى وشارع البحر بجوار عصارة عبد الوهاب وكان رجل يدعى "البلم" هو الذى يقوم بعملية الدلالة أو المزاد حيث يتم تصنيف أنواع وأحجام الأسماك وعزل كل نوع على حدة فى أكوام مرصوصة فوق بعضها البعض، أما فى الدهار فكانت تقام الدلالة فى المنطقة المواجهة لقهوة "الضوى" وأمام دكان "عبداللة السميرى" ودكان "العويضى" من يرسى علية المزاد يتوجة بة إلى الصعيد لبيعة فى الأسواق الأسبوعية هناك. وتابع الرشندى أنه قبل قدوم شهر رمضان يقوم كل صياد بتشريح وتمليح وتجفيف ما يكفى بيته وجيرانه وأصدقاءه من الأسماك لتكون جاهزة قبل يوم العيد، أما غير الصيادين ويرغبون فى تناول هذة الأكلة فانهم ينبهون على الصيادين بضرورة تجهيز ما يكفيهم قبل الموعد أو يقوموا بشرائها من السوق وكانت تعرض فى محلات الفسيخ ومن أشهر هذة الأسماك (الحريد – الرهو). وكشف أن النساء تقوم بخبز العيش الشمسى فى الفرن البلدى المبنى من قوالب الطفلة البيضاء، ويتميز رغيف الخبز هذا بأن له 4 قرون تشكلها النساء بأيديهن فبعد أن يتعرض الرغيف للشمس ويخمر يقمن بعمل أربع شقوق جانبية متقابلة باستخدام إبرة الخياطة يخرج منها العجين مكونا هذة القرون التى يحب الأطفال شكلها ويفضلون أكلها، وعلى سبيل الدعابة كان يسمى هذا الرغيف (رغيف أربعة موجة). وأكد أنه فى ليلة العيد تقوم النساء بتنظيف السمك الناشف ونقعة فى الماء ثم تخليصة من الجلد والشوك ووضعة فى (التخديعة) التى أعدت من قبل وهى البصل والطماطم والصلصة والفلفل الأخضر مع إضافة بعض التوابل مثل الكمون والكسبرة، بعض العائلات تفضل أكلات أخرى مثل (الغمسة) وهو سمك طازج يقلى فى الزيت ثم يوضع فى التخديعة، ولا ننسى فى هذا اليوم (الصيادية) وهى من الأكلات المشهورة بها محافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء ومدن القناة. وقال: إن الكل يعود إلى المنزل الكبار والصغار بعد الانتهاء من صلاة العيد والجولة المرهقة التى قاموا خلالها بالمعايدة على الأهل والأقارب، يعودون وهم فى اشتياق لتناول وجبة الغداء فيجدوا كل شيء معد الأسماك والخبز الطازج والسلطات ومخلل الليمون والجرجير وغيرة وتجتمع الأسرة كلها حول (الطبلية) فى صورة جميلة وحلوة ولمة أحلى.