كشفت نتائج أعمال شركات الغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال العام عن طفرة في الإيرادات وتحسن الأداء، بعد أعوام من الخسائر المتواصلة المتزايدة، وجاءت الجمعيات العامة لاعتماد الموازنات التقديرية للشركات لتكشف عن قدر أكبر من التفاؤل والتحدي حتي يستطيع هذا القطاع الوقوف علي قدميه من جديد في مواجهة شبح القطاع الخاص ووحش المستورد، الأرقام عن العام المالي الجاري مبشرة وتفتح الطريق لمزيد من العمل، وحينما يقول الوزير إنه للمرة الأولي منذ سنوات تستهدف الشركة القابضة للغزل والنسيج تراجعا في الخسائر السنوية المتوقعة بنسبة 51%؛ و7.4 مليار جنيه إيرادات مستهدفة بزيادة 171.5%؛ فهذا يعني أن القادم يحمل الخير للمصريين. المهندس حمزة أبو الفتح، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري، كشف ل »الأخبار» عن تحسن كبير في أوضاع الغزل والنسيج في مصر، بالتزامن مع انطلاق خطة التطوير التي أعدها المكتب الاستشاري العالمي »وارنر» التي ستبدأ بالمحالج، مشيرا إلي أن المبيعات وصلت إلي 90 مليون جنيه شهريا بزيادة بنسبة 100% اعتبارا من يناير الماضي، فضلا عن زيادة الصادرات من منتجات الشركة إلي الخارج ل3 ملايين دولار بدلا من 2 مليون دولار مثل العام الماضي وقد انخفض المجمل العام للخسائر بما يتجاوز ال 30%. وأكد المهندس أبو الفتح أن الشركة تستهدف الوصول بالصادرات إلي الخارج بما يفوق ال5 ملايين دولار شهريا و40 مليونا في السوق الداخلي العام المقبل بنسبة زيادة تتجاوز ال 50%، مؤكدا أنه مع انطلاق خطة التطوير ودعم المصانع بالماكينات الجديدة ستبدأ الانطلاقة الكبري والإعلان عن فرص عمل جديدة للشباب من عمال وفنيين ومهندسين وبما يعمل علي دعم ودفع الاقتصاد الوطني والحد من الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية. وقال م. أبوالفتح إن خطة التطوير تشمل الشركة بالكامل من حيث الماكينات ومن بداية الغزل والنسيج وحتي كل مراحل التجهيز والملابس تقريبا، وكل شئ متوقف علي الخطة التي انطلقت بالفعل بالمحالج وبالماكينات القائمة نعمل حاليا لتلبية جميع احتياجات التصدير والمعارض المحلية وطلبيات الجيش والشرطة من الملابس وجميعها تشمل بشائر خير بعمل دائم ومتواصل ووضع أفضل خلال الفترة المقبلة. وأشار إلي أن شركة المحلة تمثل أكثر من 35% من قطاع الغزل والنسيج بالنسبة لقطاع الأعمال العام، بجميع المراحل التصنيعية من الألف إلي الياء. المحاسب أحمد الصاوي، رئيس مجلس إدارة شركة كفر الدوار للغزل والنسيج، قال إن الشركة حققت زيادة في الصادرات بنسبة 150% عن العام الماضي ومن المستهدف في الموازنة التقديرية 2017_ 2018 خفض الخسائر إلي ما يفوق 35%، وإيرادات نشاط بزيادة 140% في العام الجديد، موضحا أن إيرادات العام الجاري ارتفعت والخسائر انخفضت رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الشركة وعدم توافر الخامات الأساسية وفي مقدمتها القطن. أوضح أن الخسائر انخفضت بقيمة 27 مليون جنيه، والإنتاج زاد عن العام الماضي 67 مليون جنيه، كما زادت المبيعات عن العام الماضي ب 23 مليون جنيه وخاصة بعد قرارات وزير قطاع الأعمال العام ورئيس الشركة القابضة بتعديل الأسعار وعدم البيع بأقل من سعر التكلفة، وقال إن خطة المكتب الاستشاري العالمي للتطوير تتضمن نقلة نوعية وكبيرة للقطاع والتي راعت كافة الجوانب الفنية والتكنولجية وكذلك التمويل باستغلال الأصول غير المستغلة وخاصة المحالج. المهندس إبراهيم صادق، رئيس مجلس إدارة شركة الدقهلية للغزل والنسيج، كشف عن تحديات جديدة ظهرت خلال الوقت الراهن أمام انطلاقة شركات الدولة وذلك بسبب المصانع السورية للغزل والنسيج التي انتشرت بالعاشر والعبور وغيرها من المدن الصناعية وتتسبب في إهدار ملايين الجنيهات علي الدولة بسبب التهرب من ضريبة المبيعات وعدم إصدار فاتورة للعملاء، مشيرا إلي أن هذه المصانع غير محملة تماما بالأعباء التي تتحملها شركات قطاع الأعمال أو حتي الشركات الوطنية المحلية للقطاع الخاص، مشيرا إلي أن شركات قطاع الأعمال تتحمل جانبا كبيرا من المسئولية الاجتماعية سواء للعمال أو المجتمع المحيط. وأكد م. صادق أن هذه المصانع تبيع بسعر أقل من السعر العادل في السوق لعدم تحملها أعباءنا بفارق 13% أو يزيد بسبب البيع بدون فاتورة، فضلا عن امتلاكهم منظومة ماكينات فائقة التطور وفي الوقت نفسه لا يحملون بأي من الأعباء التي نتحملها وكان من نتيجة ذلك تأثر مبيعاتنا بشدة خلال الشهرين الماضيين لذلك فالمنافسة هنا تكون غير متكافئة، وهنا نطالب وزارة المالية وكافة الجهات المعنية بإخضاع مثل هذه المصانع لرقابة صارمة فقد أصبح لديها حصة في السوق دون دفع حق الدولة وهذه جريمة، فهذا المستثمر حصل علي العديد من الإعفاءات ضرائب علي الأرباح وغيرها ولكن التهرب من ضريبة المبيعات يضر البلد والصناعة الوطنية. وأوضح رئيس ديتيكس أن قيمة الإنتاج بالشركة وصل إلي 128 مليون جنيه مقابل 72 مليون جنيه العام الماضي، وبلغت الايرادات 88.5 مليون جنيه مقابل 61.5 مليون جنيه العام المضي ومن المتوقع إنخفاض المجمل العام للخسائر بنسبة 65% بنهاية العام المالي الجاري. تراجع الخسائر من جهته، قال د. أحمد مصطفي، رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، إن الشركة القابضة تستهدف عن العام المالي 2017-2018 تحقيق إجمالي إيرادات بنحو 41 مليون جنيه بنسبة زيادة 3% عن المتحقق العام المالي الماضي، وانخفاض قيمة الخسائر المتوقعة إلي 112.7 مليون جنيه بنسبة 20.6%، كما تستهدف الشركات التابعة تحقيق إجمالي إيرادات عن العام المالي 2017/2018 حوالي 7.4 مليار جنيه بنسبة زيادة 171.5% عن المتحقق في العام الماضي، وتراجع قيمة الخسائر المتوقعة إلي 1.4 مليار جنيه بنسبة انخفاض 51%. فيما أكد د. أشرف الشرقاوي، وزير قطاع الاعمال العام، أنه للمرة الأولي منذ سنوات تستهدف الشركة القابضة للغزل والنسيج تراجعا في الخسائر السنوية المتوقعة في الشركات التابعة لها، موجهًا إدارة القابضة إلي مواصلة العمل بقوة خلال الفترة المقبلة وسرعة إنجاز وتنفيذ خطة تطوير الشركات التابعة والتي بدأت بطرح مناقصة لتطوير شركات حليج الأقطان منذ أيام، مع ضرورة ضخ دماء جديدة بمجالس إدارات الشركات.