من هو هذا العبقري الذي اخترع هذه الدعوة التي تصفعنا كل يوم بعارها؟ وكيف يسمح البنك المركزي أن يتسول لنا لقة العيش، وباسم ماذا ؟ باسم 25 / 1 / 2011 . وبأي حق يرفعون شعار ارفع رأسك أنت مصري؟ أي رأس أرفع ، وأنا أتسول من هذا وذاك أن يتبرع لدعم اقتصاد بلدي يا هوان الهوان علي التاريخ الذي صار عنوانا، والعنوان الذي هز عرش الظلم، ونكس رأس القهر، فجأة أصبح لافتة ساطعة بحروف التسول والاستجداء، ويافطة مثيرة للشفقة والمسكنة. أفهم أن ندعو الي العمل الجاد والحاد، أفهم أن نحرض أنفسنا علي الفعل الخلاق للحياة الكريمة، وأن نحرك العقل الذي تكلس، وأن نستعيد الروح التي هربت، لكن يستحيل أن أتقبل هذا العبث وأسكت علي هذا الاعلان العارف والعاري من الكبرياء: تبرعوا لاقتصاد مصر علي حساب رقم 25 / 1 / 2011!! إنها مهزلة، والسكوت عليها مسخرة، أين عنوان الكرامة؟ أين نبض الكبرياء؟ أين روح الثورة والثوار؟ ألف أين وأين، وألف لماذا وكيف، تكسر العين كلما لفحها ذلك الإعلان البغيض . ألم نقرا »قل إعملوا« ألم نفهم هذا الأمر الإلهي؟ ألم يخجل هذا العبقري الداعي الي التبرع المعدوم الحياء والمنكسر إذلالا لابد أنه قد جبل علي المهانة، فلايشعر بالعز، وأنّي له أن يدرك المعني الشعري العزيز: لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل أي تبرع هذا الذي ينتظره البنك المركزي والذي لابد من فتح كشف حسابه هو الآخر، بما فيه ومن فيه،وهو الذي يعلم علم اليقين أين ذهبت المليارات، وتحركت الملايين. أي اقتصاد هذا الذي تدعمه التبرعات، ويتعزز بالصدقات، ويتخلق بالحسنات، ويشمخ بالطيبات؟ أين أنتم يا أيها العلماء والخبراء والمستشارون وأهل الذكر الاقتصادي ؟ أما كفانا إراقة ماء الوجوه؟ عزائي إلي حساب رقم (25ِِ/1 / 2001) بالبنك المركزي المصري! ثقافة الأسئلة لماذا يتجاور الدين والديناميت هذه الأيام بالذات؟ الشرق الأوسط، أم الشر الأوسط؟ هل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟ نفسي الأمارة بالشعر أحبك يا ابنة الخمسين جناح النسر فيك ولفتة العصفور وزرقاء اليمامة في سنا عينيك إشراق ونور وحدسك يحتويني بالبشارة والإشارة والتوهج والحضور أحبك يا ابنة الخمسين بكل غواية الخمسين بكل هداية الخمسين بكل عواطف الخمسين بكل عواصف الخمسين وسن البأس في الخمسين ورقة عنوان العمر في الخمسين وهمس وداعة الجبروت في الخمسين كسرت مقولة العلماء: (سن اليأس في الخمسين)