محاكمة العادلي ومساعديه استغرقت ساعة واحدة.. لكن الإجراءات الأمنية بدأت منذ السادسة صباح أمس.. حيث شاركت 03 سيارة شرطة كبيرة و01 سيارات نجدة وما يزيد عن 3 آلاف جندي وضباط من قوات الشرطة في تأمين مبني المحكمة.. كما شارك في التأمين وتنظيم الدخول ما يزيد عن 005 من رجال وضباط القوات المسلحة.. وقد انتشرت صفوف الجنود لتحيط بالمحكمة من كل جانب ولمسافة 001 متر في كل جانب.. وفي الساعة السابعة صباحا وصل المتهمون إلي حجز المحكمة، ومنذ الثامنة بدأ توافد عشرات الصحفيين والاعلاميين.. وفي التاسعة صباحا بدأ السماح بدخول كل المحامين من المتهمين.. وبعدها السماح لرجال الصحافة والاعلام بالدخول بتصاريح خاصة وأيضا للمحامين المدعين بالحق المدني وتمكن عدد من أهالي الشهداء والمصابين من الدخول.. واضطر كل من يدخل للمرور علي 3 لجان تفتيش.. ومع الوصول للساعة العاشرة صباحا كانت قاعة المحكمة قد امتلأت تماما بالمحامين والمدعين بالحق المدني والصحفيين. ولأن القاعة كانت قد امتلأت بالكامل بل ووقف العشرات في طرقاتها، فقد منع رجال الجيش الدخول إليها تماما منذ العاشرة، ليتم منع كل أهالي الشهداء والمصابين وعشرات من المدعين بالحق المدني الممثلين للضحايا ومن الصحفيين من الدخول.. وبينما وقفت الشرطة جانبا فقد قام رجال الجيش بتأمين باب المحكمة، وحدثت احتكاكات ومشاحنات شديدة ودفع وجذب وتلامس بين رجال الجيش والمحامين وأسر الشهداء، واضطرت أم شهيد لضرب جندي دفعها بعيدا.. وسمحت المحكمة لعدد من الصحفيين بدخول القاعة عن طريق قفص الاتهام.. وأخذ الجميع يضربون علي باب المحكمة والمحامون يؤكدون انهم سيردون المحكمة وسيختصمون رئيس المحكمة المستشار عادل عبدالسلام جمعة لمنعهم من الدخول.. وتوجه عدد منهم إلي رئيس محكمة استئناف القاهرة لتقديم طلبات للرد والخصومة.. وأخذ عدد من المحامين وأهالي الشهداء يضربون باب قاعة المحكمة بشدة ويطالبون بفتحها لهم ويرددون هتافات: المحاكمة باطلة بدون حضورهم ومن يحمي حبيب العادلي ورجاله، حتي ابعدهم رجال الجيش عن باب القاعة بعد مشادات عنيفة. الأطباء الشهود وأمام باب المحكمة تجمع 7 من الأطباء والطبيبات الشهود الذين استدعتهم المحكمة ولم يتمكنوا من الدخول أيضا وهم أسماء صادق وأحمد فاروق عبدالعظيم وشريف حسين وأماني صادق وغادة كمال المرشدي وإيمان محمد مهران ورحاب مصطفي.. وأكدوا ل»الأخبار« ان المحكمة استدعت للشهادة الأطباء الذين عالجوا المصابين فقط بينما لم تستدع الأطباء الذين كتبوا التقارير الطبية عن الشهداء، وأن الأطباء سيحضرون للمحكمة للشهادة من أنفسهم إذا لم يتم استدعاؤهم، وقالوا ان القتلي تعمد قناصة الشرطة اطلاق الرصاص علي قلوبهم وصدورهم وكل من أصيب بالرصاص الحي استشهد علي الفور، وعند وصوله للمستشفيات، وأكدوا ان الاصابات حدثت في كل أنحاء الجسم وغالبيتها في الأعين من الخرطوش والمطاطي.. وعلي باب القاعة وقفت محاسن هيكل تحمل لافتة تطالب بالقصاص من العادلي بعد اصابتها في ساقيها يوم 82 يناير فوق كوبري قصر النيل. وحضرت من بولاق الدكرور الأم المكلومة وهي تحمل صورة ابنها الشهيد أحمد محمد حامد الذي توفي يوم 2 فبراير في موقعة ميدان التحرير وطالبت بإعدام السفاحين. بعد الجلسة وبمجرد انتهاء جلسة المحكمة دخل الجميع قاعة المحكمة ووقف العجوز محمد عبدالفتاح يحمل ملابس ملوثة بالدم ويقول انها لابنه حسن »21 سنة« الذي استشهد في الثورة علي يد رجال وقناصة العادلي وصرخ ووراءه الجموع: »الاعدام للسفاح.. باطل.. باطل..«.. كما دخلت هدية محمد تطالب بالقصاص لابنها خالد الذي اصيب برصاصة في ركبته. وخارج المحكمة كان الآلاف طوال الجلسة يرددون هتافات »حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياعادلي«.. موت نضري.. وحبيب قلبي«.. »أبو دبورة ونسر وكاب.. ليه غاوي تقتل الشباب« - »يا شهيد نام وارتاح.. احنا هناخد تارك من السفاح«- »هم يقولوا عليه حبيب.. وهو في الأصل عميل- »احلف بسماها وترابها.. ان العادلي هو اللي خربها«. وتقول والدة الشهيد محمد مصطفي محمد مرسي »22 سنة« انه توفي بجمعة الغضب بطلق ناري نافذ بالرأس من أحد القناصة.. وأكد والد الشهيد محمد محمود صادق بأن نجله »32 سنة« توفي في ميدان التحرير بعد اصابته بثلاث رصاصات نافذة بالصدر.. وأوضح بأنه لن يتنازل عن دماء ابنه الشهيد.. وأضاف والد الشهيد أحمد سالم عيسي »01 سنوات« الشهير ببلال وبمؤذن الثورة بانه حضر أمس من رفح مدينته التي شهدت مقتل ابنه فلذة كبده علي يد العقيد أحمد سراج رئيس قطاع الأمن المركزي برفح وضابط آخر حيث.. وانه لم يأخذ العزاء في ابنه حتي الآن.. وانه ينتظر صدور الحكم باعدام القتلة حتي يستريح قلبه وقلب أم الشهيد.. لأن قلوبهم اسودت من الحزن بعد قيام هؤلاء السفاحين بقتل واطلاق الرصاص علي الملائكة الصغار.. كما حضر ايضا والد الشهيد هشام عبدالحميد من رفح مطالبا بإدخال أحمد عليوة رئيس جهاز أمن الدولة السابق برفح كمتهم لتسببه في وفاة نجله.