ما استوقفني في مضبوطات الملياردير الهارب حسين سالم وجود شبشب حمام إلي جانب التماثيل الذهبية والاطباق اللازوردية والملابس الغسقية العالمية والصور الخاصة وكروت الفيزا، هل سمع أحد بمن يترك وراءه كروت الفيزا التي من المفروض ان تكون في جيبه أو هكذا يتصور خيالي المحدود، لماذا الشبشب؟ أهو الحرص علي نقل كل شيء يمتلكه حتي الشبشب؟ الحرص علي الهرب حتي آخر ما يمتلكه وإن كان شيئا يبدو تافها، يذكرني ذلك بسلوك البعض أثناء مآدب الطعام عندما يحرصون علي لف ما تبقي من طعام تبقي في أطباق مدعويهم، لا صلة بالثراء الفاحش والطبع الذي جبل عليه الإنسان والذي تكون رائحته احيانا مثل بقايا جثة عفنة؟ لكن لا داعي لسرعة الحكم فربما لحق الظلم بالملياردير الذي سرق المليارات من ثروة المصريين وعمل كواجهة لرأس النظام السابق، ربما كان الشبشب يمثل بالنسبة إليه ذكري عاطفية ثمينة تنتمي إلي وقت تنقله من الحمام إلي الفراش، وربما كان مريضا بالسادية، لا يلقي الراحة الا إذا صُفع به، وربما ينتمي إلي شخص عزيز عليه بحيث يغمض عينيه والشبشب قريب منه، يتطلع إليه ويتنهد مرددا أغنية عبدالعزيز محمود »يا شبشب الهنا.. يا ريتني كنت أنا«، الحرص علي العزيز جدا، الغالي علي صاحبه، يقود إلي التساؤل عن نوعه، هل صنع من الذهب أو الفضة!! ام انه يخص احد الملوك الاقدمين؟ ام انه شبشب زنوبة البلاستيك الذي انتشر في مصر منذ الستينات، ربما ينتمي إلي أيام الفقر التي مرتبه فأراد الاحتفاظ بالذكري؟ لماذا لم تهتم الصحف به؟ انه أهم قطعة في المضبوطات التي أمسك بها رجال الأمن ورجال الجمارك الذين يستحقون التحية والمكافأة قبل تهريبها إلي السعودية. يجب الاهتمام بأمر الشبشب، ظاهره وباطنه فربما يحوي اسرارا تستعصي علي وثائق ويكيلكس!