اصطحبت أسرتي الصغيرة- زوجتي وولدي مراد وعمر- الي منطقة الحسين وجلسنا علي واحدة من المقاهي المنتشرة والتي تحتل معظم ان لم يكن كل الشوارع المجاورة والمواجهة لمسجد الحسين، ولم يكن في المقهي او الشارع مكان لموضع قدم، وهذا هو الحال في هذا الوقت من كل عام. وسيزداد الزحام في رمضان.. معظم روادالمقاهي والمطاعم من السائحين والاخوة العرب الذين يقضون اجازتهم الصيفية في مصر. المشهد يسر العدو ولايسر الحبيب المتسولون منتشرون في كل مكان وعلي كل شكل ولون، شيوخ وسيدات واطفال ولا احد به عاهه، او تنقصه عين او ذراع او حتي اصبع قدم، ولكنهم يتخذون التسول مهنة واحترافا، ويتصيدون السائحين العرب، ويظلون يلحون عليهم بكل الطرق، بالتودد، والتوسل والاستعطاف بطريقة مخزية الي ان يحصلوا علي مايريدون ، ومن لايدفع فعليه ان يتحمل رزالة واصرار المتسول علي افساد متعته بالمكان. كان في »الترابيزة« المجاورة لنا مجموعة سيدات ينم زيهم علي انهم عربيات، وجاءت »متسولة« ترتدي ملابس ليست ممزقة، ولا متسخة و»تسحب« في يدها طفلة صغيرة وظلت تلح علي السيدات ان يعطوها اي شيء ولما رفضن- ومعهن حق- ووجدت لمتسولة انهن لن يعطوها اي نقود طلبت ان تأخذ الطعام الذي امامهن، فوافقن ليس لانها تستحق ولكن ليتخلصن من الحاحها، فقامت باخذ كل الطعام الموجود علي »الترابيزة« بالاطباق، ولما اعترضت السيدات، اخبرتهن انها ستعيد الاطباق مرة اخري- في اشارة انها معتادة علي ذلك وكذلك عمال المطعم - ومشت المتسولة ثم عادت مرة أخري لتلح في طلب نقود لشراء شبشب لابنتها التي تسحبها معها في رحلة التسول.. هذا ماحدث في الترابيز المجاورة لنا علي مسمع ومرآي من رجال شرطة السياحة لانه يحدث في الشارع علي الملأ.. ولن اقول واكرر مانعرفه جميعا ان ذلك يشوه صورة مصرنا و»يطفش« السائحين لانني اعرف انني انفخ في قربة مقطوعة. اما ماحدث معي فهو نصب علني فعندما طلبت فاتورة الحساب لطلباتي وكانت عبارة عن 3 أرز بلبن »سادة« بدون مكسرات ولا اي حاجة، والذي جاءنا في طبق لايتعدي حجمه راحة اليد، وواحد »ايس كريم«.. قال الجرسون: الحساب 69 جنيها.. اي والله العظيم.. فظننت انه اخطأ في الحساب فقال: الحساب مضبوط الارز بلبن ب 21 جنيها والايس كريم ب 02 جنيها قلت :يبقي الحساب 65 فقال: انت نسيت المكسرات الموجودة علي الترابيزة ده حسابها 03 جنيها.. وكانت صدمة لي، فالمسكرات التي يتحدث عنها عبارة عن »شوية« لب اسمر وابيض وسوداني سعرهم لايتجاوز جنيها علي اكثر تقدير. وطبعا رفضت هذه الحسبة، وذهبت الي المسئول في المحل وابلغته انني معترض علي ذلك لانه »نصب« وانني سأذهب الي شرطة السياحة لابلغ عنهم.. فقال: لاداعي سنحاسبك علي الطلبات بالاضافة الي 01٪ خدمة دون اضافة الثلاثين جنيها، فوافقت. طبعا هذه فاتورة المصريين فما بالنا بفاتورة الاجانب والسائحين. مايحدث في الأماكن السياحية المفتوحة يحتاج الي وقفة وانضباط حتي لانتعرض لتسول المتسولين.. ونصب اصحاب المحلات الذين يعرفون انه لارقيب عليهم.. أين شرطة السياحة؟