لا تتوقف حقائق تتويج الأهلي مبكراً ببطولة الدوري الكروي هذا الموسم عند حد التفوق الفني، لكنها تمتد إلي تفاصيل ودقائق كثيرة يحفل بها المشهد التنافسي للمسابقة هذا الموسم، وهي التي فرضت هذا التفوق الكبير الذي تكشف عنه أرقام ونقاط كل فريق خاصة في المنطقة الامامية من جدول البطولة، غير أن تفوق الأهلي وتتويجه مبكراً باللقب رقم 39 في تاريخه بالدوري والذي زاد به عن ضعف إجمالي ما تحصلت عليه أندية الدوري مجتمعة في تاريخها، لا يخفي ان هناك اخطاء صورها البعض إعلاميا علي أن خطايا حقيقية ونالت للأسف من الاهتمام الاعلامي الكثير. فنيا، نجح حسام البدري كثيرا في فرض جماعية الأداء علي لاعبيه بالتزام تكتيكي صارم كان هو المعيار الأساسي في اختياراته وتفضيلاته للاعبين بعينهم، وهو ما ظهر جليا في النواحي الدفاعية ولم يكن حصول الأهلي علي لقب الأفضل دفاعيا حتي نقطة التتويج أمام المقاصة واستقبال شباكه لتسعة أهداف فقط في 30 مباراة.. الا نتاجا لأسلوب اللعب الجماعي وتنفيذ كل اللاعبين واولهم رأس الحربة المتقدم مهام دفاعية بالضغط علي المنافس ومنعه من التقدم أو استلام وتسليم الكرة علي راحته وكان تنفيذ هذا الشق التكتيكي دفاعيا فيه حصانة لمرمي شريف إكرامي، لكن في المقابل افتقد الأهلي لنا قل الحركة السريع في وسط الملعب وظهر البطء مكلفا في نقل الكرة من منطقة العمليات للقوي الهجومية وربما كان في إجهاد عبدالله السعيد وادائه معظم المباريات منهكا السبب في حالة البطء هذه خاصة مع تمكن البطء ايضا عن حسام غالي الذي ظهر علي أهميته ومهاراته وفكره بطيئا في حركته مع تقدم سنه واجهاده، وبرغم هذا كان السعيد هو هداف الفريق في المسابقة وهو ما يعكس غياب الفاعلية الحقيقية عن رأس الحربة المتقدم الذي شغله كوليبالي متأخرا ثم هرب بليل.. تمكن الاجهاد من لاعبي الأهلي في كثير من المباريات تحتاج إلي استشفاء سريع ومراجعة للاحمال البدنية خاصة مع تلاحم المواسم، لكن يؤخذ علي المدير الفني برغم نجاحه في فرض شخصية البطل الجماعية، عدم تنفيذه سياسة تدوير اللاعبين علي نحو جيد، وإهماله لاعبين اكفاء خاصة في قلب الوسط مثل إكرم توفيق دفاعيا وصالح جمعة وعمرو بركات هجوميا مع حاجة كريم نيدفيد لدفعات معنوية وابتعاد لاعب صاعد موهوب آخر هو أحمد حمدي، وجميعهم لديهم من الموهبة مايحتاجون معها لفرص حقيقية نراها قد تأخرت كثيرا ربما بفعل توالي المباريات وأهميتها وصالح جمعة تحديدا، يحتاج لتركه في الملعب لعدة مباريات يواجه فيها نفسه ومصيره وجمهوره. ولم يكن ارهاق اللاعبين وحده مكلفا، فقد ظهر الجهاز الفني في حالة اجهاد نفسي في كثير من المواقف ربما بفعل التوتر والضغوط العصبية، وصدرت أخطاء صورها البعض علي أنها خطايا كان أبرزها نظرة البدري باستهانة للحكم محمد عاشور وانفلات مساعده سيد معوض وتوتر لاعبه حسام عاشور واستحق الثلاثي العقوبات، لكنها تصرفات لا يجب تكرارها من فريق بطل بحجم وقيمة الأهلي، ناهيك عن بعض الاخطاء الاعلامية غير المناسبة في توقيتاتها ومضمونها. نجح الأهلي كثيرا هذا الموسم، لكنه لم يمتع جمهوره بالقدر الكافي، وتحفظ البعض علي غياب المتعة في الأداء، وهذا يرجع إلي طبيعة الأداء والضغط العصبي واجهاد اللاعبين المتميزين مهاريا صانعي المتعة، لكن يبقي الطابع الجماعي والانضباط التكتيكي والحفاظ علي شخصية البطل وروحه القتالية وقدرته علي الفوز في الدقائق الأخيرة، دقائق البطل وروح الفانلة الحمراء أكثر جلبا للمتعة والاثارة.. والبطولات.