أساتذة التغذية: البقوليات والحبوب.. بديلا للحوم بشرط خلطها لتحقيق »التكامل الغذائي« هل فكرت يوما في مصدر الغذاء الذي تأكله؟ وأهمية كل نوع منه لجسمك؟.. بالطبع الاجابة »لا«.. فمعظمنا يتناول الطعام دون النظر إلي فائدته أو مصدره.. ونترك الأمور لبعض الموروثات الثقافية في تفضيل أنواع من الأطعمة علي الأخري مثل حبنا للمنتجات الحيوانية دون النباتية.. فالكثير منا يعتبر المائدة غير مكتملة ما لم يتواجد عليها لحم.. ومع الارتفاع الجنوني الذي شهدته أسعار اللحوم مؤخرا أثيرت العديد من التساؤلات حول امكانية الاستغناء عن اللحوم وهل هناك وجبات نباتية متكاملة العناصر الغذائية يمكن ان تحل محل اللحوم. »الأخبار« قامت بجولة داخل مطابخ فندق 5 نجوم شهير بالاسكندرية اصطحبنا خلالها الشيف محمد عبدالعزيز مدير عام المطابخ.. وطرحنا التساؤل حول كيفية عمل وجبة نباتية متكاملة العناصر الغذائية ورخيصة الثمن في الوقت نفسه.. فقال الشيف: بالطبع يمتاز المطبخ المصري بوجود العديد من الوجبات النباتية كاملة العناصر الغذائية رخيصة الثمن.. وخلال دقائق قليلة بدأ الشيف بتجهيز مكونات عدد من الوجبات بدا جميعها مكونة من البقوليات والحبوب والخضراوات وامسك أدواته.. وأثناء طهي الوجبة الأولي »عدس بالشعرية« قال وهو يشير إلي العدس انه وجبة مصرية تقليدية متكاملة متوازنة العناصر الغذائية لا يدخلها إلا منتجات نباتية وفي مصر تؤكل علي الغذاء والعشاء ومطاعم بيعه في أماكن عديدة.. فلماذا لا نجرب ادخاله لموائدنا فهو نموذج ممتاز للتكامل البروتيني فمكونات الطبق الواحد منه تحتوي علي عدس أصفر وحبة بطاطس وجزر وكرفس وكرات وطماطم وشعرية حيث تعد وجبة ذات قيمة عالية من البروتين وبها بطاطس وشعرية مما يعطيها نسبة عالية من الكربوهيدرات والطماطم المضادة للأكسدة كما يتم وضع شيء من البصل المقلي علي الطبق مع شيء من البهارات مما يعطيه لذة تضاهي لذة اللحوم. ويقول هناك مثال آخر للتكامل البروتيني وهو طبق التونة بالبصل والطماطم الذي يحتوي علي تونة وبصل وبقدونس وليمون مما يعد وجبة متكاملة عالية البروتين. طعم البديل كما يمكن عمل مسقعة مع أرز فهي وجبة تضم العديد من العناصر الغذائية منها الحديد الذي يعالج الأنيميا والموجود في »الباذنجان« والفلفل المقوي للقلب والبطاطس المليئة بالكربوهيدرات والطماطم التي تحتوي علي فيتامين أ والبصل ويمكن إعدادها بعدة طرق حسب رغبة ربات البيوت.. ويمكن اضافة مكعب مرقة دجاج أو بهارات أخري للأرز المقدم معها لاعطائه الطعم البديل للحم. وهناك أيضا وجبة أخري لا يعرف عدد كبير منا قيمتها وهي »الفول المدمس مع البيض المسلوق« بعد اضافة قليل من الطحينة والزيت إليه فلن تتخيل كمية البروتين التي يحصل عليها الجسم من تلك الوجبة المتكاملة العناصر الغذائية.. والوجبة الشبيهة بها هي »البصارة« التي تحتوي علي فول مدشوش وبصل وشبت وبقدونس وكسبرة ونعناع ويمكن إعداده عن طريق سلق الفول مع البطاطس للقوام وتصفي ويتم وضع البقدونس والكسبرة والأعشاب وتقدم مع العيش. 003 سعر حراري وينصح الشيف محمد عبدالعزيز بتقديم السلاطات مع الوجبات السابقة حيث يمكن الاختيار بين السلاطة الخضراء المكونة من الطماطم والخيار والخس والفلفل الرومي والجرجير وفجل أحمر وجزر وبقدونس وشبت وكسبرة ويضاف إليها عصير الليمون أو زيت الزيتون أو الذرة حيث يحتوي طبق السلاطة الواحد علي 52 سعرا حراريا فإذا تم تقديمها مع العدس بالشعرية فإنها تعد وجبة غذائية تحتوي علي 003 سعر حراري.. كما يمكن تقديم سلاطة الحمص حيث يتم سلق الحمص ووضع ليمون عليها بعد السلق مع قليل من الطحينة أو سلاطة الفاصوليا البيضاء بعد سلقها واضافة زيت وليمون إليها. ويؤكد الشيف ان هذه الوجبات تعد أمثلة فقط حيث يمكن لربة المنزل ان تفتش عن وجبات متكاملة أخري وتقدمها لأفراد الأسرة بدون لحم وحيوانات.. فزيادة علي ما ستجده من أكلات معروفة يمكنها أن تخترع تكاملات وتكاملات دون أن يكون هناك حاجة للحم ومنتجات الحيوان. الدكتورة دعاء جنينة استشاري التغذية بالمعهد العالي للصحة العامة بجامعة الاسكندرية تقول: رغم توافر البروتينيات في بعض النباتات وتحديدا في البقوليات مثل: الفول والعدس والحمص والفاصوليا واللوبيا وغيرها، بالاضافة إلي الحبوب مثل القمح وغيره إلا أنها تعتبر غير كاملة حيث ينقص بعض النباتات حامض أميني معين من الأحماض الأمينية الموجودة في اللحم والتي يصل عددها إلي 12 حامضا أمينيا يلزم لبناء العضلات ونمو الجسم ولا يقدر الجسم علي تكوينها ولكن هذا الحامض قد يتواجد في نبات آخر ويفقده نبات آخر وهكذا. التكامل البروتيني سألتها وهي يعني ذلك انه لا يمكن الاعتماد علي النباتات كبديل للحوم؟ فقالت: بالعكس النباتات يمكن أن تصبح بديلا للحوم بشرط تحقيق ما يسمي بالتكامل البروتيني بمعني انه يتم خلط نوعين أو أكثر من الأغذية النباتية الغنية بالبروتينات حيث يؤدي تناولها مع بعضها إلي تزويد الجسم باحتياجاته من الأحماض الأساسية لأن ما لا يوجد في مصدر نباتي يوجد في الآخر والعكس مما يعني ان تناول النباتات التي تحتوي علي بروتينات بشكل متكامل يعوض الجسم عن تناول اللحوم. ويوافقها في الرأي الدكتور مصطفي ابراهيم مراد عميد المعهد العالي للصحة العامة ويضيف ان الاكثار من تناول المنتجات والأغذية الحيوانية يصيب بالعديد من الأمراض منها النقرس وارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول وأمراض القلب وتصلب الشرايين، بينما يتمتع الأشخاص الذين يتناولون الأغذية النباتية بصحة جيدة.. مشيرا إلي ان هناك أطعمة نباتية صحية أفضل من الأطعمة الحيوانية. ويوضح عميد المعهد ان الامتناع عن تناول اللحوم بين 3 إلي 4 أيام أسبوعيا لن يمثل أي ضرر علي جسم الانسان ضاربا مثالا بصوم الأخوة الأقباط 04 يوما عن تناول اللحوم والألبان وغيرها، مؤكدا ان مقاطعة اللحوم تمثل الحل الأمثل للضغط علي جشع التجار والجزارين. هيا نبدأ مقاطعة اللحوم.. الخطوات بدايتها خطوة واحدة لن تنجح إلا بمشاركة جماعية مسئولة.. فلماذا كل يوم أرز ولحم؟ لماذا لا يكون بدون لحم.. هناك وجبات نباتية لذيذة وبدون لحم وهي متكاملة متوازنة يمكن أن تحل محل اللحوم ولو لثلاثة أيام في الأسبوع.