في ختام المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية قام الرئيس بتكريم مجموعة من الشباب أصحاب المشروعات المتميزة وكان أول ما تم تكريمه هو »مشروع كشك» في مدينة بورسعيد لبيع الكتب، وصاحبه الشاب محمود السيد لبلب،وكان ذلك التكريم بعد رحلة طويلة بدأت من نفس الشهر الحالي من عام 2015عندما بدأ في تنفيذ فكرته في نفس مجال هوايته وعشقه وهي القراءة. كان محمود يعمل في التصوير وهو نفس مجال العمل الذي تتخصص فيه كل عائلته وتعلم أصولها من والده،ورغم العائد الجيد الذي كان يحصل عليه، غلب عليه عشقه للكتب، وترك ماكينة التصوير، وبدأ في البحث عن مكان يبدأ فيه مشروعه الجديد،وبعد أن اصطدم بأسعار العقارات والإيجارات المبالغ فيها في بورسعيد،جاءته فكرة »الكشك»، فكما أن كل الناس تذهب إلي الأكشاك المنتشرة في أنحاء مصر لتسعد نفسها بقطعة شوكولاتة أو تواجه الحر بزجاجة مشروبات، فلماذا لا يشبع محبو القراءة نهمهم وعشقهم للكتب من»الكشك»،ووقع اختياره علي المكان وحرص علي أن يكون تصميمه جذابا للعيون ومتناسقا مع التراث المعماري لمدينة بورسعيد. ولم تكن البداية جيدة،فقد لاحقته اعتراضات كبيرة من أهله علي »الكشك» وخوفهم من نظرة المجتمع له،بالاضافة إلي مرور شهور طويلة ونشاطه شبه متوقف لدرجة أنه لم يكن يمتلك المبلغ الذي يركب به المواصلات أو شراء سندوتش يأكله،ولكنه لم ييأس وواصل صموده حتي تغير الحال خلال عام وبدأ يعرف طعم النجاح،بعد أن زاد عدد مرتادي »الكشك»،ليصبح أكبر موزع للكتب في المدينة لأكبر دور النشر في مصر،ووصل إلي شرائح لم يكن لها علاقة بالقراءة،وانتقل به إلي مرحلة جديدة تحول معها » الكشك» من مجرد مكتبة لبيع الكتب إلي مركز ثقافي يحتضن فعاليات مختلفة من أمسيات شعرية وحفلات غنائية وفعاليات للأطفال مثل الرسم والتلوين، وهو ما شجعه علي فتح فرع ثان في بورسعيد والتوسع في المحافظات. ولم يكن يكن يخطر علي باله أبدا أن ينجح للدرجة التي يتم فيها تكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدرجة أنه لم يصدق في البداية الاتصال التليفوني الذي تلقاه باختيار مشروعه ليتم تكريمه من رئيس الجمهورية،ويقول محمود :» »كان أجمل وأعظم ما في التكريم هو اختيار مشروعي ليكون أول المشاريع المعروضة أمام الرئيس والحضور وعرض في الفيلم معالم مدينة بورسعيد التي أفخر بانتمائي لها»، ولا يعرف محمود كيف يصف لقاء الرئيس به،فقد كان بسيطا معه للغاية وقال له:» الكشك جميل وأعجبني أنا فخور بك مشروع عظيم وفكرة أجمل». وطار محمود لبلب بعدها من السعادة وشعر بالرضا عن نفسه، فقد منحه ذلك التكريم الثقة في أن تعبه واجتهاده لم يضع هباء وشجعه علي المضي قدما لتنفيذ بقية أفكاره علي أرض الواقع، ولكن تلك السعادة كانت ناقصة، فبالرغم من احتفاء الرئيس ب»الكشك» وفكرته إلا أنه لايزال يواجه تعنتا شديدا من المحافظة،ولم يزل الحي يحاول إزالة الكشك من موقعه،وأغلقه أكثر من مرة،ليظل حلمه حتي بعد التكريم الكبير الذي حصل عليه مهددا بالإزالة. • محمد التفاهني