مجموعة من الشباب ببورسعيد فكروا خارج الصندوق يحلمون بتغيير المجتمع ونظرته للقراءة. لم ينتظروا دعماً من مؤسسات الدولة وأخذوا زمام المبادرة بعدما اكتشفوا أن احصائيات الأمية في بورسعيد تخطت حدود ال 30 ألف "أمي" وكونوا حملة بعنوان "اقرأ" يستهدف منذ سنوات الشباب في الجامعات والمدارس حتي أن محافظاتالإسكندريةوالمنوفية والمنصورة والإسماعيلية ساروا علي خطاهم وكونوا نفس الحملة في محافظاتهم وتبادلوا بينهم الزيارات بعيداً عن الروتين والبيروقراطية. يروي حسن مسلم "خريج هندسة بترول" ل "المساء" تفاصيل هذه المبادرة التي انتشرت بسرعة في بقية المحافظات رغم جديتها يقول: نسعي للمساهمة ولو بقدر ضئيل في بناء الوطن من خلال إعادة الاهتمام بالقراءة ومشاهد القراء في الشارع والمواصلات العامة. حتي تصبح القراءة سلوكا في المجتمع البورسعيدي ففكرنا في أننا ننزل بكتبنا في الحدائق العامة وميدان المنشية لكي نلفت نظر الناس لنا. اكتشفنا تفاعلا كبيرا من الناس وخاصة الشباب وهذا التفاعل دفعنا لأن نقيس من خلاله المشاكل التي تواجه القراء الشباب والتي كان علي رأسها عدم توافر الكتب بسهولة وعدم وجود معارض للكتاب ومن السنة الأولي نعمل فيها من خلال الحملة التي بدأت من بورسعيد ثم انتشرت لبقية المحافظات عن طريق التواصل مع مجموعات الشباب بالقراءة وتشجيعهم فبدأوا في المنوفية يستجيبون للحملة وكونوا فرق عمل للحملة ثم الإسكندرية والمنصورة والإسماعيلية وبعضهم تواصلوا معنا وقاموا بزيارتنا في بورسعيد وشاركوا معنا في بعض الفعاليات المختلفة وكان شيئا رائعا. أضاف أحمد وائل "أولي صيدلة القاهرة وأحد مؤسسي الحملة" : كنا في البداية 20 شاباً وفتاة من مختلف الأعمار والدراسات حتي وصلنا الآن إلي 50 جمعنا من بعض لشراء الكتب التي يريدها الشباب وكانت معظمها روايات عاطفية مختلفة مثل "هيبتا" هذه الرواية العاطفية التي عشقها الشباب وتحولت إلي فيلم "هيبتا" في السينما. وكانت الكتب نوفرها من خلال دار نشر ونبيعها بأسعار مخفضة مثل أسعار "سور الأزبكية" فنحن لا نهدف للربح. قالت سلمي مصطفي "بكالوريوس خدمة اجتماعية" حملة اقرأ بدأناها عام 2012 وبدأت الخطوة الثانية عام 2013 حيث كنا نستهدف أن تتنوع مصادر الكتاب وأن يقرأ الشباب كتبا في مجالات غير الروايات فقمنا بعمل مناقشات كتب من خلال جذبهم لحفلات شبابية موسيقية واسكتشات مسرحية وأغاني سمسمية قدمنا كل هذه الفنون في الشارع عند المعدية وحدائق "الفرما والمنتزة والتاريخ والأمل". أضافت "سلمي" بدأنا في السنة الثالثة نوفر الكتب بكميات أكبر عملنا أول معرض في نقابة المهندسين كان فيه أكثر من 10 آلاف كتاب شاملة كافة المجالات تاريخية سياسية عاطفية مراجع مختلفة وتواصلنا مع الشباب من خلال موقعنا علي الفيس بوك "حملة اقرأ في بورسعيد" ومن خلال نزولنا الكليات المختلفة وجدنا تجاوباً كبيراً من الشباب. وشهدت السنة الرابعة 2016 تركيزنا علي اكتشاف المواهب وتنميتها في الرسم والتمثيل والشعر والقصة وعملنا مسابقات ووفرنا تدريبات من خلال ورش متخصصة للمتميزين. استكملت آية عبدالشكور "خريحة تربية أساسي" مشوار حملة اقرأ بقولها إن حملتنا قدمت مواهب جديدة في الكتابة والشعر والعزف والغناء. تضيف سلمي فتحي خريجة كلية علوم شارك معنا مجموعة من الكيانات الشبابية مثل "بورسعيد علي قديمه.. وصناع الحياة وشبابيك واسباكتي وأوكسجين واي زك" وقمنا بتوزيع جوائز مسابقة "اكتب" وتكريم الفائزين وكانت عبارة عن مسابقة في المقال والقصة القصيرة والشعر والتصوير والجائزة الأولي 500 جنيه والثانية 250 وكلها دفعناها من جيوبنا وطبعاً تحملنا أيضاً تكاليف الاضاءة والصوت وتجهيزات المسرح الصيفي بمكتبة مصر العامة.. ولكننا خرجنا بآلاف المعجبين. أضاف محمود عاطف "طالب هندسة" أن الفئة المستهدفة لحملتنا كانت الشباب بالجامعات ولكن الفترة القادمة سنحاول النزول إلي الفئة العمرية الأصغر من الأطفال في الحدائق والمتنزهات والشاطئ في النشاط الصيفي بالمدارس هدفنا أن ننمي عادة القراءة للأطفال وتوعيتهم بأهميتها باعتبارها كنزا حقيقيا من المعرفة ضروري في عالم مليئ بالتحديات والتكنولوجيا وتوفير الكتب في المقاهي الثقافية والكافيهات والنوادي والعيادات الخاصة.. فهدفنا أن نصل إلي الناس في أماكنهم.. هدفنا نشر ثقافة القراءة. لتصبح سلوكاً مجتمعياً في حياتنا.