في ملحمة وطنية جمعت كل أطياف المجتمع خاصة شباب مصر الطامح والساعي لوضع بصمته داخل المجتمع، وفي مشهد اختلطت فيه حماسة الشباب وخبرة الكبار واهتمام المسئولين، وقف الجميع في لحظة تحية وتقدير واعتزاز وفخر بما قدمته مجموعة من شباب مصر الواعد لبلدهم الحبيبة،في رسالة لكل شباب المجتمع بأن الطريق مفتوح أمامهم لتجسيد أحلام ظنوا أنها بعيدة عن أرض الواقع، وبأن مصر تدخل عهدا جديدا تدعو فيه كل الشباب للمشاركة في بناء الوطن بل وتصدر المشهد وحمل هموم بلدهم الذي ظل بعيدا عنهم لسنوات طويلة فاقدا لنقائهم وحماستهم التي انفجرت خلال مؤتمرات الشباب التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مشاهد أبهرت العالم لتسطع صورة الوطن الحبيب المضيئة مخاطبا الأمم بأن مصر عادت شمسها الذهب، وعادت إليها سواعد شبابها. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد كرم عددا من الشباب المبدعين في مختلف المجالات خلال فاعليات الجلسة الختامية في المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية ,وفي نظرة عن قرب، استمعت «الأهرام» إلي عدد من المكرمين للوقوف علي مصادر نجاحهم واستلهام المعاني التي انطلقوا من خلالها لعلها تحيي روح التحدي والإنجاز داخل العديد من الشباب وتدفعهم أن يحذوا حذوهم ويعيدوا النظر في الرسائل الشيطانية التي تبث لهم عبر العديد من الوسائل بأن مصر ليست المكان الأنسب لتحقيق أحلامهم. التقينا في البداية مع المهندس محمود السيد لبلب وهو مصمم جرافيك من مواليد محافظة بورسعيد الذي استعرض مشروعه «الكشك المكتبة» خلال المؤتمر وهو مشروع يستطيع إفادة الناس ثقافيا بشكل مختلف بان يكون المنفذ الذي يعملون من خلاله عبارة عن كشك من الأكشاك المنتشرة في شوارعنا وتقدم وجبة خفيفة ومشروبات، لكن الكشك الخاص بهم يقدم وجبة ثقافية موجهة إلي العقل، و أن المشروع مر بصعوبات شديدة خلال الأشهر الستة الأولي ولكن استطاعوا أن يتغلبوا علي ذلك بإيمانهم بالفكرة وتصميمهم علي الاستمرارية، ورغم الربح المتدني للمشروع فقد أعرب محمود عن سعادته الكبيرة بما يقدمه للمجتمع مؤكدا أن هذا هو الوقود الرئيسي الذي يمكنه من الاستمرار والتقدم لأن الهدف من المشروع ليس التربح ولكن نشر الثقافة . وأن طموحه هو نشر الفكرة في كل أنحاء مصر التي كانت طوال تاريخها تقدم للعالم الثقافة في كل المجالات، علي أمل أن تعود مصر لسابق عصرها الثقافي وان تمد العالم بكل الثقافات، وتمني ان يستمر المشروع وينتشر الكشك في كل أنحاء مصر ليقدم الكتاب والرواية والقصة لكل الأعمار حتي الطفل الصغير.وانه شعر بسعادة غامرة لتكريم الدولة له ومقابلته لرئيس الجمهورية شخصيا، لذلك أشعر بمسئولية كبيرة لأننا يجب ان نثبت ونحقق ما بدأناه، وبالفعل نعد الآن الي مشروع لتبني أي موهبة في بورسعيد ونقدم لها الدعم المطلوب وسنبدأ في هذا المشروع قريبا. «باب السعادة» وفي رسالة لكل شباب مصر قال صاحب المشروع.. أقول للشباب جميعا .. اجتهد.. تلك الكلمة يجب ان نضعها امام اعيننا دائما.. وسوف تجد نتيجة اجتهادك.. وانا أحزن من الاعتقاد السائد أن باب السعادة هو المطار فالكل يري ان سعادته تكمن في الابتعاد والسفر خارج مصر والبحث عن الجنسيات الأخري، ولكن هذا اعتقاد خاطئ فمن يجتهد ويتحمل سوف يصل الي مبتغاة لا محالة ، وقد بدأنا مشروعنا هذا منذ عامين وأتذكر إننا في أول ستة أشهر لم يكن يزورنا سوي قارئ واحد أو اثنين في اليوم، ولكني كنت اعلم ان مشروعنا هذا يحتاج الي الصبر ونشر الفكرة وتوصيلها للقارئ بأن يزورنا ويري الكتب ويقرأ ما بها بغض النظر عن رغبته في شراء الكتاب أم لا، والآن وبحمد الله وفضله الكبير علينا أصبحت الفكرة جزءا من ثقافة بورسعيد واصبح انتشارنا اوسع ، كما نقوم بتوزيع نحو 350 كتابا علي الأطفال مجانا كل عيد ، كما نحافظ علي مفهوم الكتاب الأصلي ونحرص علي توزيع نسخ أصلية من الكتب . «الأخبار بريل» وإلي قصة تحد أخري ومسيرة نجاح كللها الله بإنجاز نال اعجاب المصريين، تحدث خلال الفيلم التسجيلي بالجلسة الختامية لمؤتمر الشباب بالاسماعيلية أحمد رياض أبو هميلة - صحفي بجريدة المصري اليوم - من ذوي الاحتياجات البصرية عن تجربة فريدة من نوعه،ا وهي مجلة لذوي الاحتياجات البصرية وهي اول مجلة للمكفوفين في مصر والوطن العربي وهي مجلة «الأخبار بريل»، وهي مشروع ثقافي داخل مصر ينشر الثقافة والوعي ويخدم توجه الدولة التنموي للمجتمع ويمتد أيضا لبعد مصر الحضاري خارج نطاق الحدود المصرية، وأكد أحمد رياض أنه لكي يكتمل هذا المشروع ويخاطب كل ذوي الاحتياجات الخاصة داخل مصر ويتوسع نحتاج لتضافر كل الجهود لتخطي الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها من أول الطباعة بطريقة بريل والتي تكلف بشكل كبير وايضا التوزيع ودعا أحمد جميع الجهات لدعم الشباب بأي شكل ثقافي أو اجتماعي أو بأي شكل معنوي أو مادي وفي كل المجالات. واعتبر أن تكريم الرئيس له جاء تكليلا لمشوار من العمل والمشقة لفترة طوية بدأت معهم منذ فترة الطفولة حين فقد بصره في المرحلة الاعدادية في الصف الثالث الاعدادي ثم التحق بالثانوية العامة بمدرسة حكومية وتغلب علي كل الصعوبات وحصل علي مجموع 96٫5% والتحق بكلية الإعلام وبعد التخرج ظل يتدرب خمس سنوات في المصري اليوم حتي جاء تعيينه سنة 2011 وفي خلال السنوات تلك سعي بكل ما يملك للالتحاق بالصحافة وقد عرض عليه العمل بمحافظة الجيزة بادارة العلاقات العامة الا انه رفض الوظيفة الحكومية واصر علي تحقيق حلمه بالعمل في الصحافة وبالفعل جاء التعيين بعد اختبارات سنة 2011 في المصري اليوم وبدأ مشواره الصحفي بشكل رسمي واجري العديد من الحوارات والتحقيقات وظل يتواصل مع الناس والمجتمع من خلال ما يكتبه لهم، ورغم فقدانه لبصره فإن هذا لم يمنعه من استكمال حلمه وهو العمل بالصحافة رغم صعوبتها وحتي جاء اليوم الذي قررت الرئاسة ان تختاره للتكريم علي احد المشروعات التي يسهم بها وهي مجلة الاخبار بريل أول مجلة تصدر بطريقة بريل للمكفوفين في مصر والشرق الاوسط والصادرة عن مؤسسة الأخبار ليحقق من خلالها حلمه في توصيل الصوت الي جميع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل تفاعلي لكي يعبر عن قضاياهم. ويعتبر ابو هميلة ان تكريم الرئيس له شخصيا هو تاج علي رأسه كما أنه سعيد للغاية ان مؤسسة الرئاسة تبحث عن المتميزين وتقدرهم التقدير اللائق وهذا يدل علي اننا في عهد جديد تتبني فيه الدولة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وقد أكد ذلك اعلان عام 2018 عاما لذوي الاحتياجات الخاصة ، ويري أبو هميلة ان هذا التكريم يمثل له دفعة نحو العمل في التبني علي حل مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة والتفاعل معها. «المخترع الصغير» قال المخترع الصغير مؤمن عبد الرحمن ذو ال 18 عاما وصاحب اختراع جهاز كشف الألغام أنه في إثناء تكريمه من الرئيس شعر بالفرحة الكبيرة وان هذه الخطوة جعلته أكثر حماسة لكي يستمر في اختراعاته واكتشافاته ليكون احد علماء مصر علي خطي زويل والباز، كما أهدي مؤمن تكريمه هذا إلي والدته التي دعمته كثيرا وساندته إلي أن نجح في تحقيق انجازه ولولاها لما وصل لكل ذلك أبدا ، كما أكد أنها أكثر من فرحت له بل وشعرت ان رئيس الجمهورية يكرمها بذاتها 0. ويوضح أن اول خطوة له في الاختراعات كانت عن طريق الفيس بوك من خلال دعوة من «ايفنت» باسم المخترع الصغير لتعليم الالكترونيات والبرمجة والتقي فريقا من 5 أفراد وبدأوا في العمل . ويقول: بدأنا نرصد المشكلات التي كانت تواجهنا وقمنا بدراسة الالغام في الصحراء الغربية ونجحنا في اختراع يتحرك الكترونيا ويستطيع كشف الالغام الموجودة في الارض كما أن الانسان الآلي يقوم بوضع خطة ليتمكن أي جندي من كشف الألغام في عشر دقائق وهذا رقم قياسي .
« حق الشهيد» النقيب عمرو رمضان .. ضابط أمن مركزي بالعريش .. ضرب مثلا في الشجاعة والتضحية وأعطي للوطن صورة صادقة عما يمتلكه المقاتل المصري من اخلاص لتراب الوطن واستعداده الكامل ان يدفع روحه ثمنا لأمن بلاده وأمانها، وقد أوضح النقيب عمرو بحسب الفيلم التسجيلي بالمؤتمر أنه كان مكلفا و هو مجموعة من المجندين بمأمورية في العريش بشمال سيناء وكان المجند هشام يقف علي برج المراقبة وجاءته رصاصة قناصة في ساقه بينما كان يقف النقيب عمرو في الخدمة أسفل البرج فيقول: قواني الله واستعنت به وصعدت للبرج لإنقاذ هشام وإثناء ذلك جاءتني رصاصة قناص في كتفي والحمد لله رب العالمين استطعت ان أحمل زميلي وانزل به من سلم البرج وذهبت به الي الإسعاف، وأفضل لحظة مررت بها في حياتي بعد هذا الموقف انني كنت في المستشفي والمجند هشام الذي لم يمر علي أصابته 24 ساعة جاءني بعكاز هو والده ووالدته وقدموا لي الشكر أمام أهلي لما قمت به تجاهه. بعد الإصابة عدت الي العريش لأتمكن من أخذ حق البلد وحق الشهداء الذين أصيبوا واستشهدوا هناك، ونحن في العريش كضباط وافراد وعساكر نتسابق لكي نخرج إلي العمليات وعندما يصاب أحدنا او يستشهد فهذا يزيد من عزيمتنا وإصرارنا لكي نأخذ حقهم, وحلمي ان نقوم بالقضاء علي الإرهاب وتصفيته في مصر كلها وتظل مصر بلد الأمن والأمان إن شاء الله. «المشروع بدأ بفكرة» وفي قصة نجاح أخري وبارقة أمل لنتمكن من تحويل بعض المشكلات التي تواجه مجتمعنا الي منح وثروات تدعم الدولة في مسيرتها التنموية، كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتورة أيرين سامي .. استاذ مساعد هندسة صناعية جامعة النيل.. عن مشروعها الذي تقوم بتنفيذه وهو عبارة تحويل المخلفات إلي أكياس بلاستيك. وأوضحت الدكتورة أيرين أن مشروعها عبارة عن تصنيع أكياس بلاستيك من مواد طبيعية قابلة للتحلل والمشروع تعاون مشترك بين جامعة نوتنجهام وجامعة النيل بحيث تتم بعض الأبحاث في جامعة نوتنجهام الخاصة بالاختبارات للأغلفة ويتم تصنيع الأغلفة في جامعة النيل، وأشارت صاحبة المشروع إلي أن نسبة المخلفات البلاستيكية في مصر تبلغ 20 مليون طن وفي ازدياد 4 % سنويا وللأسف 65% من تلك المخلفات يتم اعادة تدويرها والباقي يتراكم لذلك نحاول حل تلك المشكلة بتحويل القمامة الي مادة مفيدة وآمنة نستطيع الاستفادة منها في تصنيع الأكياس البلاستيك ونحن سعداء جدا اننا نحاول حل مشكلات المجتمع من خلال ابحاثنا، والموضوع بدأ بفكرة نسعي خلفها ونحاول تحقيقها بالابحاث إلي ان نصل لما نريده بارادتنا القوية.