يحبس الجميع أنفاسهم سواء من السودانيين أو أصدقاء السودان أو المجتمع الدولي ليرون كيف ستتطور الأحداث خلال العام الجاري. هناك انتخابات هامه بعد أسابيع قليلة سواء في الشمال أو الجنوب وهو تطور إيجابي في حد ذاته الي جانب الاتفاق »الإطاري« بين الحكومة وحركة العدل والمساواة في دارفور الذي يمكن وصفه بأنه أيضا تطور إيجابي وأن لا يزال »محدودا« في رأيي حتي الآن إذ لم يتم بعد الإتفاق علي التفاصيل . وتحاول حركة التمرد منع الحكومة من الإتفاق مع حركات التمرد الأخري وتهدد بترك المفاوضات في حالة عقد أي اتفاقات بين الحكومة والحركات الأخري في الإقليم.كما أن إتفاق السودان مع التشاد أخيرا مهم في حد ذاته بعد فترة طويلة من القطيعة بين البلدين. و بالرغم من المباحثات المباشرة بين طرفي الحكم في السودان حول المسائل العالقة واستضافة القاهرة لجزء من هذه المباحثات، إلا أنه لا تزال هناك بعض المسائل الهامة التي لم يتم الإتفاق عليها بعد وقد أتفق علي استئناف تلك المباحثات تحت رعاية مصر بعد الانتخابات، علي أن هناك خطوة ملموسة اتخذت بين الجانبين بالاتفاق علي منح الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب السودان أربعين مقعدا إضافيا في البرلمان. زيارة رئيس حركة العدل والمساواة في دارفور المرتقبة الي القاهرة ستكون مناسبة للتشاور مع المسئولين المصريين من أجل وضع نهاية لماساة هذا الإقليم التي أمتدت لعدة سنوات. الانتخابات ستشمل انتخابات الرئاسة التي رشح الرئيس البشير نفسه لها إلي جانب ياسر عرمان عن الحركة الشعبية لتحرير السودان »الجنوب« والصادق المهدي رئيس حزب الأمة ورئيس الوزراء السابق و عدة مرشحين آخرين ولكن هؤلاء الثلاثة هم أهم المرشحين. هناك أيضا انتخابات لرئاسة حكومه الجنوب رشح لها سيلفا كير النائب الثاني لرئيس جمهورية السودان إلي جانب لام أكول المرشح المعرض الذي أتهم سلطات الجنوب بالتضييق عليه في حملاته الانتخابية. ومن الجدير بالذكر أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يرأسه الرئيس البشير أعلن تأييده ترشيح سيلفا كير لمنصب رئيس حكومة الجنوب داعيا أنصاره للتصويت له. الجزء الثالث من الانتخابات هو الخاص بحكام الولايات و البرلمان القومي السوداني وبرلمانات الولايات. من يعرف حجم السودان يدرك أن هذه الانتخابات تعد من أهم ما عقد منذ استقلال السودان المترامي الأطراف واختلاف القوي السياسية والتحديات والمشاكل التي تواجهه. يمكن أن نقول أن هناك أكثر من 14 ألف مرشح يمثلون 66 حزبا، وأن مرشحي الرئاسة عددهم 12 مرشحا. بالطبع هناك إتهامات متبادلة بين المرشحين والغالبية تركز علي إتهام حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالاستئثار بالسلطة و الرئيس البشير بأنه لا يترك أي مساحة للمعارضة وأن الحكومة ستعمل علي تزوير الانتخابات الخ... التحالفات في هذا الصدد قائمة إذ تدرك هذه القوي أن تنافسها لن يصب الا لمصلحة الرئيس البشير وحزبه نظرا لتفتيت الأصوات فيما بينها، ولذلك تفكر أنه إذا ما أعيدت الانتخابات في حالة عدم حصول مرشح واحد علي الأغلبية المطلوبة ، فإن أحزاب المعارضة قد تتفق علي تأييد مرشح معين ضد الرئيس البشير تكون له فرصة أكبر في الفوز. حزب المؤتمر الوطني الحاكم إتخذ قرارا بعدم ترشيح أحد أعضائه أمام سيلفا كير علي رئاسة إقليمالجنوب في حين كما ذكرنا فأن الحركة الشعبية لتحرير السودان رشحت ياسر عرمان ضد الرئيس البشير. عد البعض ذلك علي أنه يمثل حركة تصالحيه من جانب الرئيس البشير تجاه الجنوب وعدها البعض الآخر أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم ليست له أي قواعد شعبية تذكر في الجنوب ، وهذا صحيح جزئيا ويمكن أن ينطبق أيضا علي مدي شعبية الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال ، ولكن هذه الحركة تعول علي استغلال استياء حركات المعارضة في الشمال من سياسة الحكومة السودانية من أجمل تجميع أصوات لا بأس بها- وان لن تكن كافيه - لصالح مرشحها للرئاسة.