فواكه وخضراوات تملأ شرفات العمائر واسوار الشبابيك، ثمار وورود تحيط بها، فتجد راحة البال والهدوء وكأن تلك الشرفات استرقت جزءا من الطبيعة الخلابة وتزينت به، وجملت الشوارع والميادين المحيطة بها، فثقافة »زراعة البلكونة» قد تغيب عن الكثيرين في مصر ولكن هناك من اختار احياءها لتظل حية بيننا، ويظل الجمال عنوانًا لمحبيها، فمنهم من يشعر انها هواية من خلال اهتمامه بالزرع وقضاء وقت الفراغ في تجميل الشرفة، وهناك من احياها للتغلب علي غلاء الأسعار فأصبحت احتياجاته بين يديه، ولا يوجد من يتحكم فيه، بمبالغ بسيطة تستطيع الزراعة. خالد عمار، رجل في العقد الرابع من عمره، تخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس، اعتاد زراعة شرفته وما ساعده علي ذلك اتساع مساحتها، فقام بزراعة نباتات عديدة منها ما يؤكل من خضروات وفاكهة متعددة مثل الطماطم والريحان والفلفل الرومي،، ومنها ما يضفي لمسة جمال مثل العديد من انواع من الورود. يقول عمار انه إطلاق حملة لزراعة مليون »بلكونة» بنباتات مفيدة كالخضراوات والفاكهة، بحيث تزرع دون استخدام مواد كيميائية مثل الفراولة علي سبيل المثال ويخصص الشخص جزءًا منها للبيع والجزء الآخر من اجل استخدامه المنزلي، واذا كانت جميع شرفات المنازل مزروعة يمكن استبدال نوع مكان الآخر وسد الاحتياج وبذلك يتم التغلب علي جشع التجار وتكون الزراعة وسيلة ربح أيضًا. خالد لم يكن الوحيد الذي اعتاد زراعة شرفته، فهناك محمود القاضي، وهو احد المهتمين بزراعة المنزل او الشرفة تحديدًا، فهو طالب بكلية الزراعة جامعة دمنهور، يبلغ من العمر 21 عامًا، أكسبته الدراسة ومرافقة والده الذي يعمل مهندسًا زراعيًا الكثير من الخبرات، حيث أتقن كيفية الزراعة منذ الصغر وتحولت إلي جزء من حياته اليومية. يقول محمود:»بدأت في زراعة النعناع لأني بحب اشربه، وبعدين زرعت ورد بلدي وجرجير وكان ذلك قبل التحاقي بالكلية»، ويضيف أنه رغم امتلاكه ارضا زراعية امام منزله الا انه يهوي الزراعة في شرفته الخاصة، فهي تولد لديه راحة بال، خاصة عند الاستيقاظ باكرًا ورؤية هذا المنظر الخلاب، فمنذ ان كان صغيرًا هوي جمع العلب الفارغة وتجربة جميع البذور فيها ومراقبة نموها. أما ناهد عبد الله، وهي أيضا إحدي المهتمات بالزراعة في المنازل، فتناشد الدولة بضرورة التوعية بأهمية النباتات في الحفاظ علي البيئة وحماية الصحة العامة، وايضًا اقترحت استغلال النفايات في عمل اماكن مخصصة للزراعة او تصنيع علب يتم الزراعة فيها وتجميل البلكونات بأسعار زهيدة، بدلًا من تلويثها للبيئة، واستغلالها بشكل جمالي كما يحدث في بعض الدول وعلي رأسها الصين.