أعتقد ان رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف قد استفاد كثيرا من لقائه الذي يستحق كل التقدير مع الفلاحة راوية وزميليها برغش والخولي. فهؤلاء الفلاحون سينقلون بلا شك الصورة التي لا تستطيع التقارير نقلها عن مشاكل الفلاحين الذين عانوا كثيرا في السنوات الأخيرة من سياسات زراعية فاسدة أرهقت الفلاح وضاعفت من أسعار مستلزمات الزراعة وتخلت أجهزة الدولة فيها عن مسئولياتها وتركت السماسرة والتجار يفرضون شروطهم علي الفلاحين وينشرون الفقر في ريف مصر كما لم يحدث منذ ثورة يوليو 25 التي قضت علي الاقطاع وجعلت من الفلاح للمرة الأولي في العصر الحديث.. سيدا علي أرضه. الفلاح المصري غائب عن المشهد السياسي منذ سنوات. لا أحد يهتم بمشاكله أو يسمع صوته أو يذهب إليه إلا للدعاية والتقاط الصور التذكارية!! وهو في البرلمان مجرد ديكور أو مقاعد يشغل معظمها لواءات الشرطة ورجال الأعمال بالتزوير!! وهو في الأحزاب مجرد أصوات كان يتم تزويرها في الانتخابات!! وهو عند الحكومة عمالة زائدة وخدمات غائبة!! وقد كان ذلك مفهوما في عهد تراجع فيه الاهتمام الحقيقي بالانتاج الزراعي أو الصناعي، وكانت الكلمة فيه للسماسرة وناهبي الأرض وتجار العقارات، وكانت النتيجة تراجع انتاج القمح وتحولنا إلي مستوردين للقطن وتراجع الأوضاع في الريف إلي حد مخيف. وقد آن لكل ذلك ان يتغير من خلال سياسات جديدة يكون الفلاح شريكا أساسيا في صنعها، وتعود الدولة فيها لدعم الزراعة والصناعة. التركة ثقيلة بلا شك، والأوضاع في الريف صعبة، ولكن التغيير قادم بالخير لكل المصريين، ولا شك ان الفلاحين »والعمال أيضا« سيكون لهم في ظل الثورة تنظيماتهم وجمعياتهم وأحزابهم التي تعبر عنهم. ولكن المهم الآن ألا يكون دخول الفلاحين لمقر رئاسة الوزارة مجرد حادث سعيد بل ان يكون اشارة إلي سياسة تنحاز للانتاج وتترجم الثورة بنقل بؤرة اهتمام الدولة من مارينا وشرم الشيخ.. إلي النوبارية وكفر البطيخ!!