تباينت تصريحات المسئولين الأمريكيين أمس حول موقفهم من مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث اعتبرت سفيرة واشنطن في الأممالمتحدة نيكي هايلي أن أولوية بلادها هي إزاحة الأسد قائلة: »ليس هناك أي خيار لحل سياسي والأسد علي رأس النظام». وأضافت أن »تغيير النظام أمر نعتقد أنه سيحصل»، مشيرة إلي أن واشنطن تركز أيضا علي قتال تنظيم داعش في سوريا والحد من النفوذ الإيراني. وتمثل تعليقات هيلي تراجعا عن تصريحاتها قبل الضربة الصاروخية الأمريكية علي مطار الشعيرات العسكري عندما قالت »أولويتنا لم تعد التركيز علي إزاحة الأسد». وتأتي مواقف هايلي غداة تصريحات أقل تشددا لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لشبكة »سي بي إس» قال فيها إنه »من المهم أن تبقي أولوياتنا واضحة.. ونعتقد أن أولي الأولويات هي هزيمة داعش». وبحسب تيلرسون، فإن التغلّب علي التنظيم الإرهابي واستئصال »الخلافة» التي أعلنها سيقضيان علي تهديد لا يطال الولاياتالمتحدة فحسب بل »الاستقرار في المنطقة بكاملها». وشدد تيلرسون علي أنه »بعد الحدّ من تهديد تنظيم داعش أو القضاء عليه، أعتقد انه يمكننا وقتها تحويل اهتمامنا في شكل مباشر نحو تحقيق الاستقرار في سوريا». وأشار إلي أن واشنطن تتطلع إلي جمع أطراف الصراع السوري والبدء في عملية التوصل إلي حل سياسي، موضحا أن المناقشات السياسية تتطلب مشاركة الأسد وحلفائه. وأكد الوزير الأمريكي أنه لا يخشي ردا انتقاميا من روسيا التي لم تكن مستهدفة من الضربة الأمريكية في سوريا، مشيرا إلي أنه لا يري أي مبرر لتعليق موسكو للتنسيق في الأجواء السورية. من جانبها، هددت غرفة العمليات المشتركة - التي تضم روسيا وإيران والقوات الداعمة لدمشق وأبرزها »حزب الله» اللبناني - أمس بأنها سترد »بقوة» علي أي »عدوان» علي سوريا بعد الضربة الأمريكية التي اعتبرتها »تجاوزاً للخطوط الحمراء». وقالت الغرفة، ومقرها سوريا، في بيان نشره موقع صحيفة »الوطن» القريبة من الحكومة، إن ما قامت به الولاياتالمتحدة »من عدوان علي سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء»، محذرة أنه »من الآن وصاعداً سنرد بقوة علي أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان». وأضافت في بيانها أن واشنطن »تعلم قدراتنا علي الرد جيداً». واستنكر حلفاء سوريا في بيانهم »أي استهداف للمدنيين أياً كانوا»، مؤكدين أن »ما جري في خان شيخون مدان أيضاً، رغم إيماننا أنه فعلٌ مدبر من بعض الدول والمنظمات لاتخاذه ذريعة لمهاجمة سوريا». وقُتل 87 مدنيا، بينهم 31 طفلا، الثلاثاء الماضي وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، نتيجة استنشاقهم لغازات سامة في مدينة خان شيخون السورية بمحافظة إدلب. واتهمت واشنطن والمعارضة السورية الحكومة بشن الهجوم من خلال قصف جوي، الأمر الذي نفته دمشق بالمطلق مع حليفتها موسكو. وأطلقت الولايات المُتحدة عشرات الصواريخ علي قاعدة جوية سورية الجمعة ردا علي الهجوم الذي زعمت أنه كيماوي.