فى تطور جديد للأزمة السورية أعلنت نيكى هيلى مندوبة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة، الأحد، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يدرس فى الوقت الراهن فرض عقوبات ضد روسيا وإيران بسبب استمرار دعمهما للحكومة السورية . وقالت هيلى " إن هذه العقوبات الجديدة يجرى دراستها حاليا بالفعل"، مشيرة إلى أنها مرتبطة بالموقف فى سوريا. واستنكرت المسئولة الأمريكية - فى تصريحات صحفية - رد فعل موسكو حيال الغارة الأخيرة بالأسلحة الكيماوية التى استهدفت بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية ، وقالت "إن الغارة الجوية التى قامت بها طائرات بشار الأسد كانت مأساة فظيعة سقط فيها أبرياء؛ ومن بينهم الكثير من الأطفال ، وإننى أتساءل : لماذا كان رد فعل الروس بهذا الشكل، إنه أمر يستحق التحقيق على حد ذكرها . وكانت مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة شددت فى مقابلة فى تصريحات صحفية على أن إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد باتت أمرًا حتميا لا مفر منه، مضيفة أن إزاحة الأسد لا تمثل - مع ذلك - الأولوية الوحيدة ، فهناك أولويات أخرى للولايات المتحدة تتمثل فى إنزال الهزيمة بداعش والثانية فى إعادة السلام إلى سوريا الذى لن يتحقق مع وجود الأسد ، والثالثة بالتحرك على طريق الحل السياسى للأزمة الراهنة فى سوريا. من ناحية أخرى، ألقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، اللوم على روسيا فى حادثة خان شيخون، قائلًا إن موسكو لم تنفذ اتفاقا أبرم عام 2013 لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا وتدميرها. وتابع تيلرسون، أن الولاياتالمتحدة تتوقع أن تتخذ روسيا موقفا أكثر صرامة ضد سوريا عن طريق إعادة النظر في تحالفها مع الأسد لأنه "كلما وقع أحد هذه الهجمات المروعة تقترب روسيا بدرجة ما من المسؤولية عنه". وكرد فعل على الموقف الأمريكى، هدد مركز للقيادة المشتركة يضم روسيا وإيران وتحالفا لجماعات مسلحة ويدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بالرد على أي هجوم أمريكي جديد على سوريا، معتبرا أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات تجاوزا للخطوط الحمراء. وجاء في البيان الذي نشره مركز القيادة المشتركة على موقع الإعلام الحربي التابع له "إن ما قامت به أمريكا من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن الآن وصاعدًا سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان وأمريكا تعلم قدراتنا على الرد جيدا". وقال مركز القيادة المشتركة في بيانه كذلك إن وجود القوات الأمريكية في شمال سوريا "غير قانوني". وتنشر واشنطن مئات من أفراد القوات الخاصة التي تساعد ميليشيات سوريا الديمقراطية على طرد تنظيم "داعش". وتابع البيان "روسيا وإيران لن تسمحا لأمريكا أن تهيمن على العالم وتفرض نظام القطب الواحد عبر استمرار العدوان المباشر ضد سوريا عن طريق خرق القوانين الدولية والعمل خارج إطار الأممالمتحدة، وستقفان في وجه أمريكا بكل قوة ولو بلغ ما بلغ". بدوره شدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى على أن الحل الوحيد للأزمة السورية، لن يأتى سوى عبر الصندوق الإنتخابى، داعيًا السوريين للإحتكام لسُلطة الشعب. وتابع الرئيس الإيرانى خلال مؤتمر صحفى اليوم الاثنين، طالما أكدنا على ضروة اعتماد بعض الاصلاحات وأكدنا أن الحل الوحيد في سوريا لابد أن يكون صندوق الانتخابات وأن جميع دول المنطقة لا بد أن تعتمد صوت الشعب". وعن الهجوم الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية، قال روحانى، إن العدوان جري دون أن تكون هناك اي وثائق بشأن ما حدث في خان شيخون"، مطالبًا بتشكيل لجنة تقصي الحقائق و معرفة ما جرى في خان شيخون وتحديد معالم ما وقع فيها ولو كانت النتيجة أن ما حصل هو من صنع الارهابيين، فكيف سيكون موقف امريكا في هذا المجال؟. وأكد روحانى على أن الهجوم الأمريكي يخدم مصالح الإرهاب، مضيفًا هولاء الذين يدعون مكافحة الارهاب، هم الذين شجعوا بما اتخذوه من إجراءات أحادية، على استفحال الإرهاب في المنطقة. وتابع ان هذا الاجراء سيكون خطيرا على المنطقة و الرد عليه لو تكرر لابد أن يكون من قبل الشعب السوري و الجيش السوري في الميدان. و ما يجري من العمليات الارهابية في أوروبا ما هو إلا امتداد للدعم الذي تقدمه الجهات التي باتت معروفة للجميع من دعم للجماعات الارهابية و الارهابيين.