ينبغي أن توضع كلمة الرئيس السابق حسني مبارك من قناة »العربية« في مكانها الصحيح من الأحداث.. فهي تأتي في ذروة تحرك فلول الحزب الوطني وقوي الثورة المضادة.. وبعد أحداث ميدان التحرير الأخيرة التي كشفت جزءا خطيرا من التآمر الذي لا يستهدف الثورة فقط، ولكنه يريد تدمير الوطن بزرع الفتنة بين الشعب وقواته المسلحة. كلمة مبارك وأحداث ميدان التحرير تأتي مع استعداد فلول الحزب الوطني وقوي الثورة المضادة لحشد قواها للتظاهر في 52 أبريل تأييدا لنظام أسقطة الشعب بعد ثلاثين عاما من الفساد والاستبداد.. ولم تكن هذه الفلول تجرؤ علي ذلك لولا أنها مازالت تعشش في أجهزة الدولة وتحتفظ بمواقعها المؤثرة في الأمن والاقتصاد والمحليات، وتملك الإمكانيات المادية والتنظيمية الهائلة للتجنيد والتأثير. ولولا أنها تمكنت من استنزاف قوي الثورة وأجهزة الدولة بإثارة الاحتجاجات الفئوية والأحداث الطائفية ونشر البلطجة وإثارة الفزع في الشارع المصري. ولولا أنها استفادت من الخلافات والانقسامات في صفوف قوي الثورة الحقيقية وعجزها حتي الآن عن الوصول الي توافق حول خطة عمل تحمي الثورة وتحقق أهدافها بخطوات محسوبة وبرنامج كامل للتغيير. في ظل هذا المناخ امتلكت فلول النظام السابق الجرأة لتتحرك وتتآمر. والرد الحاسم عليها هو استعادة قوي الثورة لوحدتها ولحركتها في الشارع وليس علي شاشات التليفزيون»!!« وقطع كل يد تحاول المساس بوحدة الشعب والجيش، واستئصال جذور النظام الفاسد التي مازالت تعشش في أجهزة الدولة وتتآمر علي ثورة الشعب، والمحاكمة السريعة لرموز النظام السابق علي الجرائم الحقيقية التي ارتكبوها في حق المواطن علي مدي ثلاثين عاما من الفساد المالي والاستبداد السياسي، ومصادرة كل الأموال المنهوبة والثروات غير المشروعة التي يقوم أصحابها الآن بتمويل المؤامرات ضد الثورة التي لن تتوقف حتي تثأر لمصر من العصابة التي حكمتها ونهبتها علي مدي ثلاثين عاما من الفساد والاستبداد والإهانات المستمرة في حق مصر وشعبها.