جمعة التطهير إنتهت أمس بسقوط قتيلين ومصابين، والضحايا من بين مجموعة معتصمين أصروا علي البقاء في ميدان التحرير، دون مبرر قوي وكأن وجودهم في الميدان سيكون ضمانة لتنفيذ مطالب عديدة منه حل المجالس المحلية وعزل رؤساء الجامعات والتعجيل بمحاسبة باقي المسؤلين الفاسدين، بل وإقالة النائب العام، بالإضافة إلي حل الحزب الوطني والإستيلاء علي مقراته. والمفاجأة في أن أغلب المعتصمين والذين تحدوا حظر التجول وحاولوا الوقيعة بين الجيش والشعب كانوا من فلول الحزب الوطني. فقد اصدرالمجلس الأعلي للقوات المسلحة البيان رقم 34 في صفحته الرسمية علي الفيس بوك امس وأمر فيه بضبط وإحضار رجل الأعمال واحد قيادات الحزب الوطني إبراهيم كامل، بل والذي وصفه البيان بأنه أحد فلول الحزب الوطني، والذي وردت معلومات تؤكد تورطه في القيام بأعمال تحريض من بعض أتباعه وإثارة الجماهير في ميدان التحرير أمس الجمعة. كما أمر المجلس الأعلي بضبط وإحضار وائل أبوالليل، مدير مكتب زكاملس وكلا من خالد محمد إسماعيل وطارق سليمان وهم من أتباع المدعو إبراهيم كامل والذين كانوا متواجدين بميدان التحرير أمس وقت حظر التجول يقومون بأعمال البلطجة وترويع للمواطنين. ووقد أكد المجلس وفي لهجة حازمة بأنه سوف يستمر بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني، ويؤكد أيضا أن القوات المسلحة سوف تظل دوما ودائما درعاً قويا متماسكا يحمي ويذود عن البلاد وضامنا لأمن واستقرار وسلام وطموحات شعب مصر العظيم. بالطبع سيظهر المجلس العسكري وجها مغايرا لفول النظام بعد ذلك ليس فقط لإن بيانه هذا فيه لهجة تحدي لقيادات الثورة المضادة، الذي يشكل أغلبهم رموز الحزب الوطني "المحروق" ولكن لإن الجيش إستشعر خطر بقايا أعضاء تنظيم "زواج المال بالسلطة" أي الذين يمتلكون اموالا وشركات وبلطجية عاملين لديهم ولهم ولاءات للنظام السابق، ومصالح يحاولون الحفاظ عليها حتي الرمق الأخير. لقد تعامل الجيش بحسم وقوة مع المعتصمين الذين قرروا البيات في الميدان دون مبرر، ومع أسفي الشديد لسقوط ضحايا، قتلي وجرحي بين مصريين وبرصاص مصري، إلا أن المشهد في ميدان التحرير كان مختلفا، وكان من الممكن أن يؤدي إلي فتنة بين المصريين، ولاسيما أنه كانت هناك مطالبات بسقوط "المشير" ومشاركة مجموعة عسكرية "منشقة" في جمعة التطهير لم نعرف هويتها حتي الآن. المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من الحزم مع قادة الثورة المضادة خاصة فلول ز الوطني ز وقد بدأت سلسلة القادة بزكريا عزمي أمس واليوم الاحد سيتم التحقيق مع جمال مبارك ومن بعده صفوت الشريف، وكل المطلوب هو الصبر علي المجلس العسكري، ولاادعي لأثارة الفتن تحت مسمي سرعة ملاحقة الفاسدين، لأنها كلمة حق يراد بها باطل.