اذا كنت من المتابعين لزيارة الرئيس للولايات المتحدةالامريكيه او كنت من المشاركين بالوفد الإعلامي فلا يمكن ان يغيب عنك حالة الحفاوه التي قوبل بها رئيسك من كل المسئولين الأمريكيين بداية من الرئيس دونالد ترامب ، حجم الترحاب المعلن لم يعبر عن كرم الضيافة بقدر ما عبر عن رغبه امريكيه في الاعتذار لمصر والمصريين عما تحملوه طوال ثماني سنوات متتالية كانت كفيله ان تعصف بوجود الدوله الا ان مصر تثبت علاقه غريبه بالزمن يمر عليها بنوائبه فيزداد صباها ويشتد عودها، ومن المدهش ان تكون هناك حاله من الإدراك لقيمة مصر وقدرتها علي التأثير تفوق وعي المصريين الا انها لاتتفوق علي غريزتهم تجاه وطنهم وخوفهم عليه. دونالد ترامب لم يتمكن من اخفاء مشاعر الإعجاب بالزعيم القادم له محمولا علي قواعد بطولته الشعبيه، علي قدمين ثابتتين هبطت طائرة الرئيس محمله بآمال والام المصريين، وعلي مدار ست سنوات دفعت مصر ثمنا فادحا استنزف اقتصادها وحصد ارواح شهدائها الا انه لم يتمكن من شموخها وتسامحها، لم يسجل التاريخ لمصر حالة اعتداء واحده كما لم يسجل حالة استكانه واحده لهزيمه، مصر العصيه علي الانكسار تجلت في اروقة الاداره الامريكيه والي جانب الرغبه في الاعتذار لم تكن نظرات الحيره خفيه كيف لهذه الدوله ان تصمد وسط إقليمها الملتهب ؟! كيف لها ان تحارب الاٍرهاب بالوكاله عن الإنسانيه ؟! كيف استطاعت اعادة بناء ارادتها وسط اطلال الدول؟!، كيف استطاعت تغيير استراتيجيات السياسه الدوليه ؟! وسط نظرات الإعجاب والحيرة لايمكن للواقع الا ان يفرض نفسه لايمكن للأمريكيين البناء علي مشاعر حالمه، إذن مصر علي موعد مع القدر الذي فرض عليها مكانة اضافت لحجم قدرتها وتاثيرها، مصر الضاربه بجذورها في عمق التاريخ لايمكن ان تكون حقلا لتجارب السياسه، أنفق كما شئت تآمر مع من تريد ثم انتظر نتائج مغامراتك في كتاب التاريخ المصري. وكما تفرض الواقعيه الامريكيه نفسها فان مصر لم تذهب إلي نزهه سياسية، لم تذهب إلي جلسة تعارف، بل ذهبت بكامل إدراكها لما تريد وتستحق ولما يمكن ان تعطيه، مصر التي أعجزت الصبر لايمكن الا ان تقبل الاعتذار، ليبقي السؤال متي يعتذر المصريون لمصر؟! دعاء أسأل الله أن يعطيكم أطيب ما في الدنيا »محبة الله»، وأن يريكم أحسن ما في الجنة »رؤية الله» ، وأن ينفعكم بأنفع الكتب »كتاب الله»، وأن يجمعكم بأبر الخلق »رسول الله» صلي الله عليه وآله وسلم .. اللهم في هذا الصباح اجعل لنا نصيبا في كل خير تقسمه، وفي كل نور تنشره، وفي كل رزق تبسطه، وفي كل ضر تكشفه، وفي كل بلاء ترفعه، اللهم كما ايقظت أعيننا من المنام ايقظ قلوبنا من الغفلات، وكما أنرت الكون بنور الصباح أنر حياتنا بنور الهداية، آمين.