نصحني كثيرون الا أخوض في هذا الموضوع ولكني وجدتها كلمة حق والساكت عن الحق شيطان أخرس.. وكان المفروض أن أكتب هذه السطور قبل الاستفتاء ولكني آثرت تأجيلها حتي لا يعتبر اعلانها مصادرة علي حق الآخرين. التعبير بكل الحرية عما يريدون لقد التقيت مع كثيرين من الاصدقاء قبل الاستفتاء وكالعادة كان السؤال المطروح هو هل ستقول نعم أم لا.. وقد وجدت - وربما كانت مصادفة - ان جميع اصدقائي من المسلمين والمسيحيين أكدوا انهم سوف يقولون لا.. وهنا كان لابد من سؤال هو لماذا؟ الاخوة من المسلمين قالوا لاننا نخشي أن يأتي الاخوان المسلمون إلي الحكم نظراً لأنهم الجماعة الوحيدة المنظمة والتي لها نفوذ علي الساحة.. وقال الاخوة المسيحيون انهم سوف يقولون لا لان الاخوان المسلمين سوف يقولون نعم - كانت هذه هي اجابة الطرفين وكل من الجوابين يقوم علي جهل شديد بمعطيات الواقع وجهل أشد بتفاصيل توجهات الاخوان المسلمين.. وأنا هنا لست أدافع عن الجماعة فهم ليسوا في حاجة الي من يدافع عنهم ولديهم اصواتهم وافكارهم ومخالبهم ايضاً ولكني أري واجباً كما قلت في البداية أن أقول في هذا الصدد كلمة حق.. لقد تعرض الاخوان المسلمون ومنذ عام 8491 وحتي اسابيع قليلة لاشد انواع التنكيل والعسف والظلم والتعذيب.. حوربوا في أرزاقهم وفي اعمالهم وفي ابنائهم وفي مستقبلهم معظمهم قضي زهرة شبابه في سجون الانظمة التي توالت علي الحكم منذ ابراهيم عبدالهادي ورغم هذا العسف ظلت الجماعة متماسكة ومتآزرة وتحتل علي الساحة مكانا مرموقا رغم الحظر ورغم القهر.. أطعم بعضهم بعضا ووفر بعضهم دخلا لمن القي بعائله في جحيم السجون.. صبروا وصابروا وظلوا رغم كل شيء متمسكين بإيمانهم صابرين علي بلائهم.. قالوا (لا) في وجه الظالم ودفعوا الثمن غالياً.. وإذا كان هناك من دفع ثمن الحرية علي أرض مصر فهم هذه الجماعة ورغم ذلك فقد اعلنوا أنهم لن يترشحوا للرئاسة ولن ينافسوا الا علي 53٪ من مجالس الشعب وهذا خطأ وهو تقييد لحرية اطلقتها ثورة الشعب في 52 يناير وليس من حق أحد ان يصادر عليها.. الاخوة المسلمون الذين التقيت بهم وعبروا عن موقفهم بأنهم سوف يقولون لا حتي لا يأتي الاخوان الي الحكم.. أخطأوا في حكمهم فعندما سألتهم لماذا؟ قالوا لأننا لا نريد أن يأتي من يطلب أن تلزم المرأة البيت أو من يطلب قطع يد السارق.. وهؤلاء أخطأوا في فهم حقيقة الاخوان فليس في اجندة الاخوان ولم يكن فيها في يوم من الأيام أن تلزم المرأة البيت وكثيرات من الأخوات المسلمات كن يقمن بالعمل لاعالة الاسرة طوال بقاء الزواج في غيابات السجون اما قطع اليد وغيره من الحدود الاسلامية فهناك أمران الاول أن الاخوان اعلنوا أكثر من مرة أنهم لا يدعون لدولة دينية والثاني أن منظمة المؤتمر الاسلامي تبحث منذ 52 عاماً في لجان تعقد سنويا وبواسطة خبراء قانونيين وضع مشروع قانون للعقوبات يوفق بين القانون المدني والحدود الاسلامية وهم لم يصلوا لنتيجة حتي الآن والحديث في الحدود لن تتسع له هذا السطور وقد يكون لنا معها لقاء ان شاء الله.. الاخوان المسلمون اذن غير تنظيم الجهاد وغير تنظيم حزب الله وغير السلفيين بكل طوائفهم وغير جماعة انصار السنة انهم بخلاصة شديدة قوم يتقون الله ايماناً وعملا ويراعون الله في سلوكهم وفي تعاملهم مع الاخرين يلتزمون بقواعد الاسلام الخمس.. الصلاة والزكاة والصوم والحج وقبل كل ذلك شهادة أن لا اله الا الله. وهم امتداد للدعوة الاصلاحية التي جاء بها الامام العظيم الشيخ محمد عبده.. ليسوا منغلقين وليسوا متعصبين وليسوا كما قال لي البعض من يدعون بالعودة إلي الوراء.. اما موقف الاخوة المسيحيين فقد جانبه الصواب الي اقصي حد فابتداء لم يكن من الانصاف ان يخالفوا الاخوان دون مبرر منطقي لان ذلك يدخلهم في دائرة التعصب المرفوض من الجميع.. لقد قال بعضهم ان الاخوان إذا تغلبوا علي البرلمان فسوف يرسخون وجود المادة الثانية التي تنص علي أن الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وهم ينسون بذلك أن هذه المادة باقية ولن يقترب منها أحد لا من المسلمين ولا من المسيحيين فهي خط أحمر ولن يقبل شعب مسلم في غالبيته أن يقترب منها أحد وهذا الموقف اصلا يقوم علي جهل شديد بالإسلام وكان من المفروض في الكنيسة أن تقوم بشرح حقيقة موقف الاسلام من المسيحية والمسيحيين فذلك كفيل بالقضاء علي أي احتقان يحاول البعض ضخه في نسيج الوطن المصري.. ان الاخوة المسيحيين والشباب المسيحي لو عرف موقف الاسلام من المسيحيين لقاتلوا من أجل تطبيق الشريعة الاسلامية. ولله الأمر