سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحاد الاوروبي وكارتر يعتبرون الانتخابات لا ترقي للمعايير الدولية لكنها تمهد للديمقراطية في السودان النتائج الأولية تشير إلي »انتصارات گبيرة« للبشير.. والمعارضة تستبق النتائج باتهامات التزوير
في اول حكم علي الانتخابات العامة التي يشهدها السودان لاول مرة منذ 24 عاما اعلن الاتحاد الاوروبي والرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر انها لا ترقي للمعايير الدولية. جاء ذلك في الوقت الذي اظهرت فيه نتائج فرز جزئي للانتخابات في بعض الدوائر داخل وخارج البلاد تقدم الرئيس عمر حسن البشير بحصوله علي نسبة تتراوح ما بين 88٪ و94٪ من الأصوات ، في حين استبقت المعارضة السودانية نتائج الانتخابات بالحديث عن »أعمال تزوير« واسعة، مؤكدة أنها لن تقبل أبداً النتائج التي تشير الي انتصارات كبيرة للحزب الحاكم. وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات في السودان فيرونيك دو كيسر »جاهدت هذه الانتخابات كي تبلغ المعايير الدولية لكنها لم تبلغها«. واضافت ان الانتخابات شهدت مضايقات وترويعا للناخبين خاصة في الجنوب المنتج للنفط مشيرة الي ان ذلك لاعلاقة له بالعملية الديمقراطية. واثنت دو كيسر علي حماس الناخبين وقالت ان احزاب المعارضة كانت حرة في تقديم الشكاوي اثناء العملية الانتخابية. واعتبرت ان وجود مراقبين محليين خلال الانتخابات دليل علي الرغبة في تحقيق »تحول ديمقراطي في السودان« مضيفة ان نسبة المشاركة في الانتخابات التي استمرت خمسة ايام كانت مرتفعة جدا.وكشفت تقارير لمنظمات محلية عن عدم ثبات الحبر الذي قد يتيح للناخب الادلاء بصوته اكثر من مرة كما وقعت تجاوزات في الجنوب تتعلق بالسماح لاطفال بالتصويت.واعتبر الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم ان »القسم الاكبر« من المجتمع الدولي سيعترف بنتائج الانتخابات السودانية حتي وان كانت غير متماشية مع المعايير الدولية. واشار كارتر الي انه من الواضح ان هذه الانتخابات لا ترقي الي مستوي المعايير الدولية . وقال بيان اصدرته مؤسسة كارتر انه »للاسف كانت هناك قيود علي العديد من الحقوق السياسية والحريات خلال القسم الاكبر من هذه الفترة مما اشاع حالة من انعدام الثقة لدي الاحزاب السياسية«. وذكرت وكالة أسوشيتد برس إن البشير حصل في الانتخابات الرئاسية علي نسبة تتراوح ما بين 88٪ و94٪ من الأصوات في بعض الولايات داخل السودان وفي الخارج. ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية للاقتراع الثلاثاء القادم، في حين ستظهر النتائج الأولية خلال ساعات، بينما تواصل المفوضية القومية للانتخابات عمليات فرز أصوات الناخبين. ويتوقع علي نطاق واسع فوز البشير بفترة رئاسية جديدة، لكن وكالة أسوشيتد برس تعتبر أن ما رافق عملية الاقتراع من مشاكل وتوتر بما في ذلك انسحاب أقوي منافسيه واتهامات أحزاب معارضة للسلطات بالتزوير ربما يطرح تساؤلات عن شرعية فوز البشير. وخلت القائمة من حزبي المؤتمر الشعبي والاتحادي الديمقراطي الأصل رغم التكهنات التي أشارت إلي إمكانية دخول بعض منسوبيهما لقائمة التزكية المعلنة.ومع بدء ظهور النتائج التي تشير إلي تقدم حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومرشحه للرئاسة الرئيس عمر البشير تحدثت المعارضة السودانية عن أعمال تزوير واسعة جرت في الانتخابات وأكدت أنها لن تقبل أبدا تلك النتائج. وكانت أحزاب معارضة قاطعت الانتخابات الرئاسية والتشريعية والولائية حتي قبل بداية الانتخابات واتهمت حزب المؤتمر الوطني بمحاولة تزوير الاقتراع. لكن الأحزاب التي شاركت في الانتخابات التي توصف بالمعقدة قالت إن التقارير الأولية عن نتائج الانتخابات من ممثلي الأحزاب المراقبين للإحصاء كانت أبعد من أن تصدق. وأشار صلاح الباشا من الحزب الاتحادي إلي أن ما وصفه بالفساد عم كل شيء، وأكد أن حزبه لن يعترف بنتيجة هذه الانتخابات. كما وجد مراقبون سودانيون في جوبا عاصمة جنوب السودان أخطاء من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها سلفا كير. ومن جهة أخري، اعتبر الرئيس التشادي ادريس ديبي في مقابلة مع مجلة إفريقيا الشابة أن تقسيم السودان بين شمال وجنوب سيشكل »كارثة علي افريقيا«. وقال »كلنا لدينا شمال وجنوب، جزء مسلم وجزء مسيحي. اذا قبلنا بتفكك السودان، كيف نواجه محاولات الانفصال الأخري«؟. وأعرب الرئيس التشادي عن قلقه من اندلاع حرب جديدة بسبب هذا الأمر. وبموجب اتفاق السلام الموقع في 2005 بين أطراف النزاع في السودان، فإن الانتخابات يجب أن يليها استفتاء في يناير القادم علي تقرير المصير في الجنوب.