ليس الإنجاز الحقيقي وحده في الطوب والحجر.. أو الإنشاءات الجديدة والكثيرة في مختلف فروع النادي وتوسعاته، فهذه كلها علي أهميتها وقيمتها لا تمثل شيئا حقيقيا في منظار الإنجاز إذا ما نظرنا من خلاله، إذا نجاح النادي الأهلي وفي موسم واحد في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية في الألعاب الجماعية الثلاثة : كرة اليد والسلة والطائرة. إنجاز ثلاثي غير مسبوق تاريخيا للأهلي أو غيره من الأندية العربية. ملوك الصالات لقب استحقه رجال الأهلي في الكرة الطائرة عندما استطاعوا العودة هذا الأسبوع بكأس أفريقيا من تونس الشقيقة والتي تفوقوا فيها علي النجم الساحلي العتيد والترجي العنيد وأيضا تفوق أبطال مصر علي ممثلي الكاميرون والجزائر وليبيا تفوقا وصفه الدكتور عمرو علواني رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة بأنه كان مشرفا ويبرهن من جديد علي تفوق الطائرة المصرية وعودتها لاحتلال الأجواء الأفريقية.. وفي الحقيقة كان حرص مجلس إدارة الأهلي برئاسة المهندس محمود طاهر واضحا في دعم وتطوير قطاع النشاط الرياضي بالنادي وهي السياسة التي بدأت تؤتي ثمارها اليانعة سريعا وتصل بالأهلي ليس فقط الفوز بالبطولات القارية ولكن للتأهل لبطولة العالم للأندية ودعم المنتخبات الوطنية بأفضل العناصر.. ولعل النجاح الثلاثي للألعاب الجماعية بالأهلي هذا الموسم يقودنا للحديث عن ضرورة البدء سريعا في اهتمام الاتحادات الرياضية هذه للتسويق الإعلامي لمسابقات هذه الألعاب والبدء في تنظيم عملية بيع حقوق البث لبطولات الدوري والكأس ولقاءات السوبر في هذه الألعاب وحفظ حقوق الأندية في تسويق هذه الحقوق وتنمية عوائدها، حتي لو كانت القيمة الأولية ضعيفة، فالمؤكد أنه مع المزيد من الانتشار والاهتمام الجماهيري بهذه الألعاب ونجومها والإثارة التي تشهدها منافساتها يمكن أن تزيد كثيرا من القيمة التسويقية لهذه البطولات وترفع أسعارها وتساعد الأندية في تحمل الأعباء المالية الكبيرة، وتكفي الإشارة إلي أن النادي الأهلي تحمل خسائر في ميزانيته الأخيرة لصرف علي قطاع النشاط الرياضي وصلت إلي 73 مليون جنيه إذ كانت المصروفات 93 مليون وإيراد هذه الألعاب فقط 20 مليون لدعم قطاع النشاط الرياضي الضخم بكل ما فيه من ألعاب علي مستوي الكبار والصغار والرجال والسيدات في 19 لعبة بينما حققت كرة القدم وحدها فائض ربح في الميزانية وصل إلي 52 مليون جنيه. وإذا كانت التهنئة مستحقة للنادي الأهلي بإدارته ومدربيه ولاعبيه علي الإنجاز الثلاثي الرائع لملوك الصالات فالمسئولية الكبيرة الآن هي علي مجالس إدارات هذه الاتحادات نحو المزيد من العمل علي انتشار ودعم ورعاية هذه الألعاب وتسويق حقوقها.. وأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا !