قامت هيئة الرقابة الادارية بحملات مكثفة علي عدد من المستشفيات في القاهرةوالمحافظات لمواجهة الاهمال والتقصير بها، واتخاذ الاجراءات القانونية ضد المسئولين المقصرين،ليكونوا عبرة لغيرهم. ثم قامت »الاخبار» بعد ذلك برصد اوضاع المستشفيات التي شملتها جولات أعضاء الرقابة الإدارية. واكتشفنا حدوث تحسن ملحوظ في بعض الجوانب بمستشفيات المحافظات لكن للأسف بقيت مظاهر إهمال سواء في اساليب التعامل مع المرضي و اجبارهم علي شراء المستلزمات الطبية من الخارج ناهيك عن سوء حال النظافة والامن ودورات المياه وانتشار القطط خاصة بمستشفي بولاق الدكرور ومستشفي إمبابة. ما ان تطأ قدماك أرض مستشفي بولاق الدكرور, تجد شكاوي المرضي من كل شئ. اللامبالاة من قبل العاملين. اشتباكات كلامية بين الامن وبعض الأهالي الراغبين في علاج ذويهم, وعدم وجود الاطباء وان وجد البعض منهم فان العلاج يكون خاطئا. ناهيك عن انتشار القمامة والقطط, لتخرج بانطباع مبدئي مفاده » الحال علي ماهو عليه » فالاهمال واللامبالاة تجتاح المكان,, ودورات المياه لاتصلح للاستخدام الادمي,, وأكوام القمامة تكسو اغلب الغرف,المشهد امام المستشفي ايضا لا يوحي لك بوجود صرح طبي تعالج فيه المرضي, حيث اصطفت مجموعة من »التكاتك» أمام البابين المخصصين للدخول, الباب الكبير لدخول السيارات بجواره باب صغير لدخول المرضي وذويهم بالكاد يسمح لدخول شخص واحد, وعلي هذا الباب الصغير وقف رجل بنيانه القوي يدل علي انه فرد امن, لا تقلق منه لأنك تستطيع الدخول والخروج دون أن يتحري عن سبب دخولك من الأساس. استطعنا الدخول بالفعل دون ان يتم التحري عن سبب دخولنا او عن هوياتنا, ما إن تدخل قليلا علي يمينك تجد غرفا, تستطيع أن تميز أنها للغسيل الكلوي فقط من اللافتة, مظاهر الاهمال علي الجدران لا يوحي بوجود اي نوع من النظافة. وعلي بعد خطوات قليله من هذه الغرفة يقابلك الباب المخصص للطوارئ والاستقبال, عند دخولك تجد ساحة كبيرة يتكدس بها مجموعه كبيره من الأهالي تبحث عن أطباء تداوي ذويهم المتألمين من الوجع, وعلي يسار هذه الساحة ممر صغير به غرفتان خصصتا لكشف العظام يقف أمامهما العشرات من النساء والرجال وأعينهم تبحث عن بصيص من الأمل للاطمئنان علي ذويهم. صدمنا بشاب, متكئ علي كتف صديقه يبحث عن من يخفف الامه بعد اصابته في حادث. بدون اشعة حمادة محمد, شاب في منتصف العشرينات, أصيب بكسر بقدمه في حادثه طريق أثناء قيادته دراجته البخارية, أسرع زميلاه به لمستشفي بولاق الدكرور لكونها الأقرب اليه, المفاجأة عندما أمر الطبيب بوضع قدمه في الجبس دون عمل الإشعة للتعرف علي حجم ونوعيه الإصابة. صدمه أخري أصابتهم عندما اخبرهم »الممرض» بأنه لا يوجد جبس وأن عليه شراء الجبس علي نفقته الخاصة.. يقول حمادة انه عندما أتي للمستشفي حاول أصدقاؤه بان يجلبوا له كرسيا متحركا ولم يجدوا فلجأ إلي السير قفزا برجل واحدة حتي وصل لغرفه الكشف, متعجبا من طلب الطبيب عمل جبيرة لقدمه برغم انه لم يقم بعمل أشعة لمعرفه نوعيه الكسر والإصابة موضحا انه صدم ايضا عندما ذهب إلي غرفه عمل الجبيرة ليخبره الممرض بضرورة شراء لوازم »الجبس» علي نفقته الخاصة» علي طول هذه الساحة الكبيرة يقابلك ممر طويل علي يمينه باب صغير يقودك لغرفة كبيرة كتب عليها المعامل الرئيسية. بالدخول لهذه الغرفة علي اليمين باب صغير كتب عليه عينات الدم امام هذا الباب اتخذت القمامة ملجأ له ما ان تستمر في الدخول يقابلك »حمام »كتب عليه للسيدات ارضيته محطمة بجواره »حمام» اخر كتب عليه» للرجال» امتلأت ارضيته بحفاظات الأطفال المتسخة بجواره هذه الحمامات كانت غرفه الاشعة والتي بدأت معها قصة جديدة من المعاناة بطلها سيد, رجل جاوز الثلاثين من عمره, تعرض لحادث سيارة اصابه بفتح في قدمه, ذهب إلي المستشفي للعلاج لكنه ظل ملقي ينزف دون ان يسأل فيه احد, حتي جاء احدهم لكي قدمه وقام بكيها بشكل خاطئ ادي لتفاقم حالته ولم يستطع السير بشكل طبيعي حلاوة المولود امرأتان جلستا في مدخل المستشفي يتحاكيان عن قريبتهم التي وضعت مولودها بالداخل ينتظران باقي الأقارب, تحدثنا إلي احداهما وتدعي ام يوسف, تقول ان المستشفي علي الرغم من بعض العيوب والمساوئ الا ان قسم الولادة جيد وغير مكلف لكن ما يضايق الاهالي مبالغة الممرضات في » حلاوة المولود ».واضافت ان قسم الغسيل الكلوي يعاني بعض الاهمال والمشاكل خاصة من تواجد القطط وقلة الادوات الطبية, الا ان هناك اقسامًا جيدة. مش فاضيين انتقلنا إلي مستشفي اخر وهي امبابة العام, كان الوضع افضل كثيرًا من سابقتها, الا ان المفاجأة فاقت كل الحدود, حيث قام محرر »الأخبار» بالدخول إلي المستشفي علي أنه مريض يعاني حالة طارئة ويحتاج علي الفور إلي طبيب يسعفه, فكانت الرد في قسم الطوارئ: »الدكاترة مشيوا دلوقتي عشان الساعة 4» علي الرغم من ان هذا القسم الأكثر خطورة وحساسية ويجب ان يتواجد اطباؤه علي مدار 24 ساعة لإنقاذ حياة مرضي الحالات الطارئة