فوز 3 طلاب بجامعة أسيوط بمنحة للدراسة بجامعة كاستامونو بتركيا    غرفة عمليات الشعب الجمهوري تتابع جولة الإعادة بالدوائر الملغاة بانتخابات النواب    الاجتماع الختامي للجنة الرئيسية لتطوير الإعلام المصري بالأكاديمية الوطنية للتدريب، الإثنين    مصر والولايات المتحدة الأمريكية تبحثان سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة    رئيس جهاز تنمية المشروعات: سنعمل على مضاعفة التمويلات لشباب بورسعيد خلال المرحلة المقبلة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره القبرصي تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة    أمم افريقيا 2025| التشكيل الرسمي لمنتخب بوركينا فاسو أمام غينيا الاستوائية    هيثم عثمان حكمًا لمباراة الزمالك وسموحة بكأس عاصمة مصر    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    تليجراف: عمر مرموش يقترب من مغادرة مانشستر سيتي في يناير    تأجيل محاكمة كتيبة الإعدام لقتلهم سائق توك توك فى شبين القناطر لمارس المقبل    ريهام عبدالغفور تطالب بمحاسبة من انتهكوا خصوصيتها في العرض الخاص لفيلم خريطة رأس السنة    جامعة أسوان تشارك في احتفالية عالمية لعرض أكبر لوحة أطفال مرسومة في العالم    جامعة بني سويف تسلم أول مقررات دراسية بطريقة برايل لطالبة من ذوي الإعاقة البصرية    انفجار عبوة ناسفة بناقلة جند إسرائيلية في رفح الفلسطينية    بث مباشر.. الجزائر تبدأ مشوارها في كأس أمم إفريقيا 2025 بمواجهة نارية أمام السودان في افتتاح المجموعة الخامسة    تواصل الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا    وكيل تعليم الإسكندرية: مدارس التكنولوجيا التطبيقية قاطرة إعداد كوادر فنية لسوق العمل الحديث    الحبس 3 أشهر للمتهمة بسب وقذف الفنان محمد نور    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    تشييع جثمان طارق الأمير من مسجد الرحمن الرحيم بحضور أحمد سعيد عبد الغنى    أصداء أبرز الأحداث العالمية 2025: افتتاح مهيب للمتحف الكبير يتصدر المشهد    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    تأجيل محاكمة عامل بتهمة قتل صديقه طعنًا في شبرا الخيمة للفحص النفسي    السكة الحديد: تطبيق التمييز السعري على تذاكر الطوارئ لقطارات الدرجة الثالثة المكيفة.. ومصدر: زيادة 25%    سبق تداوله عام 2023.. كشفت ملابسات تداول فيديو تضمن ارتكاب شخص فعل فاضح أمام مدرسة ببولاق أبو العلا    أكاديمية مصر للطيران للتدريب و"سال" السعودية توقعان اتفاقية تعاون استراتيجي لتعزيز التدريب    «أبناؤنا في أمان».. كيف نبني جسور التواصل بين المدرسة والأهل؟    190 عامًا من التشريع لرعاية الأطفال.. كيف تصدرت مصر حماية الطفولة عالميا؟    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 1.4 مليون خدمة طبية بمحافظة البحر الأحمر خلال 11 شهرًا    بالأعشاب والزيوت الطبيعية، علاج التهاب الحلق وتقوية مناعتك    إيمان العاصي تجمع بين الدراما الاجتماعية والأزمات القانونية في «قسمة العدل»    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم أفريقيا 2025| تفوق تاريخي للجزائر على السودان قبل مواجهة اليوم    الداخلية تكشف حصاد 24 ساعة من الحملات المرورية وضبط أكثر من 123 ألف مخالفة    بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى ويعقبه مؤتمر صحفي    ميدو عادل يعود ب«نور في عالم البحور» على خشبة المسرح القومي للأطفال.. الخميس    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    كيف واجهت المدارس تحديات كثافات الفصول؟.. وزير التعليم يجيب    بولندا: تفكيك شبكة إجرامية أصدرت تأشيرات دخول غير قانونية لأكثر من 7 آلاف مهاجر    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    هاني رمزي: أتمنى أن يبقى صلاح في ليفربول.. ويرحل من الباب الكبير    وزير الخارجية يؤكد لنظيره الإيراني أهمية خفض التصعيد وإتاحة فرصة حقيقية للحلول الدبلوماسية    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    رئيس هيئة الرعاية الصحية: مستشفى السلام ببورسعيد قدكت 3.5 مليون خدمة طبية وعلاجية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    دبابات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته تطلق النار بكثافة صوب منطقة المواصي جنوب غزة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    بوتين يرفض أى خطط لتقسيم سوريا والانتهاكات الإسرائيلية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 24 ديسمبر    فنزويلا: مشروع قانون يجرم مصادرة ناقلات النفط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهدان سعد الشاذلي تحگي قصة »الشهد والدموع« في حياة رئيس أرگان حرب أگتوبر 73
»نهبونا« هكذا وصف والدي حكم مبارك قبل وفاته
نشر في الأخبار يوم 02 - 04 - 2011

»غيرة« مبارك من والدي وخوفه من وجود أي منافس له وراء وضعه تحت الإقامة الجبرية
في البداية سألناها.. من حق مصر بعد الثورة ان نعيد الاعتبار الي قائد تعرض للظلم كثيرا رغم انه احد رموز العسكرية المصرية كيف الطريق الي ذلك من وجهة نظر آل الشاذلي؟
تجيب: رد الاعتبار لنا حدث بالجنازة الرهيبة التي شارك فيها 4 ملايين في ميدان التحرير هاتفين فيها باسم والدي كذلك عودة نجمة الشرف في فبراير بعد تنحي الرئيس السابق مبارك وما اطلبه هو الغاء الحكم العسكري وما ترتب عليه كذلك طبع ونشر كتاب الشاذلي عن حرب اكتوبر وهو الكتاب الذي دخل بسببه السجن وتعرضت لضغوط هائلة اثناء محاولاتي نشره في انجلترا وامريكا لدرجة انني اندهشت كيف يمكن لاحد ان تكون لديه القدرة علي التأثير خارج حدود البلاد لتصل الي بلاد ديمقراطية غربية الا ان تفهمت الموقف خاصة وان ظروف نشر الكتاب تواكبت مع تداعيات كامب ديفيد وكان انور السادات يتردد باستمرار علي واشنطن وهناك طلبوا مني عدم النزول الي مصر وقتها حتي لا يحدث ما لايحمد عقباه.
كيف كانت رحلتك مع نشر الكتاب؟
تتنهد وهي تسترجع شريط الذكريات قائلة »كتاب والدي كان ردا علي كتاب انور السادات » البحث عن الذات « الذي كذب فيه وخاصة فيما يتعلق بالثغرة ودور سعد الشاذلي فيها لذا رغب والدي في تصحيح تلك الصورة المغلوطة بكتابه وهو يؤمن من داخله انه لن يتم السماح بنشره في مصر فكتبه باللغة الانجليزية وطلب مني ان اساعده في نشره بالخارج فتوجهت الي انجلترا وقابلت »باتريك سيل« وهو محلل سياسي وكاتب في صحيفة الاوبزرفر وصديق للعرب ويمتلك دارا للنشر فذهبت اليه واعطيته الكتاب في اواخر السبعينيات وقتما كان انور السادات هو ايقونة السلام في العالم بسبب التنازلات التي قدمها من اجل السلام واقتنع »سيل« باهمية الكتاب باعتباره يرصد رواية احد ابرز القادة المصريين في الحرب الا انني بعد ذلك وجدته يتهرب مني ولا يرد علي هاتفيا فذهبت الي امريكا وتحدثت مع الامريكان العرب الذين كانوا قد شكلوا مجموعة اسموها "اراب اميركا" والتقيت بالبروفيسور »أبولغد« واكد لي ان الكتاب لن يتم السماح بنشره في امريكا فاندهشت لكون امريكا بلد الحرية والاستقلال عاجزة عن نشر كتاب مهم فرشح لي صديق له في انجلترا يدعي الدكتور كيالي فلسطيني الاصل ولديه دار نشر اسمها »العالم الثالث للنشر« ويهتم بنشر الكتب السياسية فذهبت اليه ونصحني بالذهاب الي ناشر كبير من اجل التوزيع واذا فشلت فانه مستعد لنشر الكتاب.. قبلها كنت قد قابلت »دينيس واتر« وهو بريطاني بارز ومتزوج من حفيدة ويلسون تشرشل وكان منحازا للقضايا العربية واكد لي ان الكتاب ليس في توقيته واستغربت لانني لم اتحدث معه في الكتاب وعرفت فيما بعد ان »بارتريك سيل« له علاقة مع المخابرات البريطانية فصممت علي اخذ نسخة الكتاب منه فانفعل بشدة لرغبتي تلك فذهبت الي "الكيالي" وطلبت منه نشر الكتاب وطلب الحصول علي حقوق النشر للعالم كله الا انني رفضت واقتصرت علي انجلترا فقط ثم ذهبت الي امريكا للبحث عن ناشر هناك وخاطبت عددا من دور النشر الا انهم ماطلوني في النشر او الرد ووجدتها مماطلات متعمدة ومتكررة من ناشر لناشر فتوجهت من جديد الي امريكا بعد ان تعرفت علي ناشر متخصص عن الحروب والمعارك واكد انه لن يستطيع احد الضغط عليه وسوف ينشر كتاب والدي بالتزامن مع كتاب اخر لجنرال يهودي ولكن تكرر نفس الموقف ووجدته يتهرب مني.
بما تفسر هذا التهرب الدائم والمماطلة المستمرة من قبل الناشرين؟
بالطبع توجد ضغوط تمارس عليهم لا اظنها ضغوطا حكومية وانما من جمعيات خاضعة للوبي الصهيوني لانهم يدركون القصة الحقيقية لحرب 73 ولا يريدون رموزا وطنية يتم تسليط الضوء عليها او الاساءة للسادات الذي كان دائم التنازل لذا لا يرغبون في الاساءة اليه وكشف كذبه خاصة وانه حاصل علي جائزة نوبل للسلام الا انني لم أُصب باليأس او الاحباط لذا قررت نشر الكتاب علي نفقتي الخاصة واحضرت محررا وقمت بنشر الكتاب والانتهاء منه قبل الناشر »كيالي« الذي ذهبت اليه لاستعجاله من اجل الاسراع بنشر الكتاب الا انه تهرب مني فذهبت الي امريكا وفي اليوم التالي عندما تصفحت الجرائد وجدت الكيالي وقد تعرض للاغتيال في منزله في بيروت.
وما هي ردود الافعال التي أعقبت نشر الكتاب؟
بعد نشر الكتاب كانت المبيعات ضعيفة ولكن كبريات الصحف الانجليزية احتفت به وسلطت الاضواء عليه كل المجلات العسكرية القت الضوء عليه.. وكانت ايجابية بعد ذلك قمنا باعداد نسخة عربية للكتاب وتم توزيعه في جميع الدول العربية باستتثناء السعودية.. وجاء انور السادات وطلب من رئيس المخابرات الناحي محاكمة الشاذلي بتهمة افشاء اسرار عسكرية بدعوي ان كتاب والدي قد تضمن عرضا للتدريبات والتشكيلات رغم ان كتاب السادات هو الذي احتوي علي اسرار عسكرية الا ان رئيس المخابرات والقادة العسكريين رفضوا طلب السادات بمحاكمة والدي فقام بتحويل الامر الي المدعي العام الاشتراكي الذي قام تحت بند قانون العيب بتجميد حسابات الاسرة في البنوك والاستيلاء علي فيلتنا في المنتزه ووضع اراضينا تحت الحراسة بعد ذلك لجأ أخواتي للقضاء الذي حكم لصالحهم اما والدي فظل تحت الحراسة في فيلته مدة طويلة وعندما تم رفعها تمت سرقتها.
وكيف كانت حالته النفسية خلال تلك الفترة العصيبة؟
كانت حالته النفسية ممتازة لانه صاحب مبدأ وحق وكان لديه ايمان تام بانه علي صواب وكان علي جهاد مستمر.
هل كانت هناك اتصالات بينه وبين السادات؟
علي الاطلاق فقد كان اخر تعامل رسمي هو المؤتمر الصحفي الذي عقده والدي في البرتغال وانتقد فيه كامب ديفيد وتم بعدها اقالته من منصبه.. فقد كان والدي يرفض العمل سفيرا في لندن وعندما جاء مبارك أرسل الرئيس أنور السادات مندوباً ليقنع أبي أنه سيكون سفيرا في لندن رفض، وقال: "إذا كان السادات يكافئني فمن حقي أن أرفض هذه المكافأة وإذا كان يعاقبني فليحاكمني..السادات دعا أبي وأقنعه بأنه سيسافر إلي لندن لتجديد التسليح وهذا لم يحدث فعندما سافر ابي وتولي مهمة سفير مصر في إنجلترا لم يجد لا صفقات سلاح ولا غيره وخلال فترة تواجده في لندن تعرض والدي لهجوم شديد من قبل اللوبي الصهيوني ثم ذهب الي البرتغال وارسله السادات هناك لان لندن مكان مؤثر ومحط اهتمام العالم وكان يحظي هناك بشعبية جارفة لان الجاليات العربية كانت تكره السادات لذا اراد نفيه الي مكان اخر وكان القرار الي البرتغال ولم ييئس الشاذلي بل تعلم اللغة البرتغالية وهناك قام بتأسيس مسجد.. في ذلك الوقت بدأ السادات في مهاجمته ونشر كتابه الشهير الذي تضمن افتراءات لا اساس لها من الصحة حيث ابدي والدي اعتراضه علي اتفاقية كامب ديفيد وهاجمها بقوة فتم استبعاده من منصبه وتلقي عدة اتصالات ودعوات من مختلف الملوك والأمراء العرب وأكثر من دولة عربية لكنه فضل الجزائر واستقر هناك.
وماذا عن تطورات القضية؟
القضية تم حفظها ثم بدأ مبارك في احيائها عام 1983 وكل اجرءات المحاكمة كانت خاطئة لان الخصم هو القاضي كذلك لم يتم ابلاغه بالاجراءات كذلك لا يوجد محام او شهود.
وكيف تم حبس الفريق الشاذلي؟
عندما عاد من الجزائر قبض عليه في المطار، وكنا طوال يومين كاملين لا نعرف مكانه ولا أين هو حتي اتصلت بوكالات أنباء عالمية، لفضح الأمر وقد اكد لنا المحامي إنه بنسبة 1000 ٪ سيتم إعادة المحاكمة، لكنه عندما عاد هبطت الطائرة في مكان غير مكانها وجاءت سيارة مجهولة أخذته إلي مكان مجهول وعندما اتصلت بالمحامي أجابني بأن هذا الأمر طبيعي فقامت والدتي بالاتصال بالرئاسة، وقالت إن لم يظهر زوجي سوف اعتصم أمام رئاسة الجمهورية وأضرب عن الطعام فرأينا أبي ثاني يوما بعد ذلك طالبنا بإعادة المحاكمة ولكن الطلب قوبل بالرفض بعد ذلك تلقي والدي عرضا عن طريق محاميه بأنه لو طلب العفو من الرئيس مبارك سيتم الإفراج عنه ولكنه رفض هذا الطلب وتعرض للحبس مدة عام ونصف العام.
بما تفسرين موقف حسني مبارك في التعامل مع الشاذلي؟
لم يكن هناك أي مبرر لمبارك غير الغيرة، مبارك كان يريد التخلص من أي خصوم، لذا كان لابد أن يتخلص من أي منافس محتمل وقد وجد في والدي خصما ثقيلا من الممكن ان ياخد الحكم منه علي الرغم من ان والدي لم تكن له طموحات سياسية رغم انتقاده ورفضه للديكتاتورية والانفراد بالراي وكان ذلك سر خلافه مع السادات وخاصة في قراره الخاص بتطوير الهجوم في حرب 73 وكان ذلك اول صدام بينه وبين السادات وثاني صدام التعامل مع الثغرة فالقوات التي عبرت كانت مؤهلة للتعامل مع الثغرات وكانت الخطة تتضمن توقع حدوث الثغرات وكيفية التعامل بها ولكن السادات قام باستخدام تلك القوات في تطوير الهجوم وعبر بهم خارج المظلة للجوية وطلب الشاذلي اعادتهم من اجل تطويق الثغرة والتعامل معها ولكن السادات قال كلمته الشهيرة بعدم رجوع اي جندي الي الوراء ولكن السادات اتهمه بانه يرغب في انسحاب الجيش وهو ما لم يحدث حيث كان والدي يرغب في سحب اربع الوية فقط.
وماذا عن موقف الفريق الشاذلي من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟
كان يحبه وكانت تجمعهما صداقة قوية من قبل قيام الثورة حيث كنا جيرانا لاسرة عبد الناصر في العباسية وتوطدت علاقتهما بعد ذلك وطلب عبد الناصر من والدي ان يدخل المخابرات كي يصبح وزيرا لكنه رفض وتعلل بأنه لا يفهم في عمل المخابرات وليست مهنته التي يمكن أن ينجح فيها، وطلب من عبدالناصر أن يتركه في الجيش كما هو ووافق عبدالناصر وفي النهاية فان عبد الناصر كانت له شلته الخاصة ومجموعته الخاصة ولم يكن سعد الشاذلي منهم كذلك فان الشاذلي رفض التربح علي حساب الثورة او الاستفادة منها وفي احدي السنوات كان يوجد امتحان للترشح لفرقة في امريكا وحصل علي المركز الاول الا انه فوجئ بقيامهم بترشيح شخص اخر.. وعندما سأل عن السبب قالوا له إنها امور عليا.. فقام بتصعيد الامر الي جمال عبد الناصر الذي انصفه.. فقد كان والدي باستمرار كان يدافع عن حقه دائما.
ماهي الاجراءات الفعلية التي اتخذتيها لنشر الكتاب في مصر بعد الثورة؟
الكتاب الان مع ابراهيم المعلم في دار الشروق وجاءني عرض آخر من الروائي صنع الله ابراهيم.. والكتاب لا يوجد قرار رسمي لمنعه.. وانا في انتظار رد المعلم واذا لم يحسم امره فسأقرر خطوتي القادمة واعتقد ان الضغط علي عدم نشر الكتاب والذي كان منبعه اللوبي الصهيوني العالمي لن يحدث في مصر بعد ثورة 25 يناير بسبب وجود رموز محترمة تسعي لاعادة الحق لاصحابه ونشر الحقائق.
هل جاءت لحظة اصاب فيها الاحباط الفريق الشاذلي من تحقيق حلم الاصلاح في مصر؟
احيانا عندما يداهمني شعور اليأس والاحباط كنت افصح له عما يعتريني واقول له »لا فائدة.. المصريون لا أمل فيهم ويستحقون ما يحدث لهم« فكان يعاتبني ويؤكد لي العكس ان المصريين شعب عظيم لا يحتاجون فقط سوي الي التعليم والقدوة وسيصبحون قوة لا يستهان بها فقد كان ايمانه بالامل والتفاؤل في شباب مصر يسري في كيانه حتي اخر لحظة في حياته.
ترددت اقاويل حول تعرض والدك لمحاولات اغتيال؟
نعم مرتين خلال عصر السادات الذي حاول التخلص منه أثناء الحرب بعدما اكتشف علي أرض الواقع أن آراءه العسكرية هي الأصوب وأصبح كلامه حقيقة ولو اتضح صدق كلام ورؤية الشاذلي أمام الرأي العام لكان موقف السادات سيئاً لذلك قرر التخلص منه وعندما فشل قام بابعاده الي لندن وهناك تم التخطيط لاغتياله الا ان اشرف مروان جاء ليحذر والدي مما يحاك ضده كذلك عندما كان في الجزائر كانت هناك محاولة أخري لاغتياله ووقتها أبلغ السلطات الجزائرية ووفرت له حراسة مشددة.
وماذا عن قرار المجلس العسكري الاخير الخاص باعادة نجمة الشرف الي المشير؟
نجمة الشرف اعلي وسام في الدولة حتي 1973 السادات عمل نجمة سيناء لكنه لم يمنحه له.. المكافاة التي تم سحبها من والدي كانت نجمة الشرف ولم يعطها له السادات في احتفال رسمي بل ارسلها اليه عندما كان سفيرا في لندن وفي النهاية السادات لم يكن مثل حسني مبارك.. السادات كان يتمني سجن الشاذلي ولكن في الوقت نفسه كان لديه حياء وكسوف فقد كان يكره والدي ولكنه كان يحترمه وعلي الرغم من أن والدي كان يستحق نجمة سيناء ولم يعطها له السادات الا ان الاخير في النهاية كان لديه نوع من الذوق بعكس مبارك والذي لم أكن اتخيل ان يفعل مع والدي هذا النكران من اجل ارضاء امريكا واسرائيل.. نعم اعلم جيدا انه كان يغار منه بشدة ولكن ان يحرف التاريخ ويزوره طيلة 30 عاما ويستبعد والدي من كل شيء فهو امر لا يمكن تخيله.. عندما كنت اجهز للكتاب بحثت في صور كثيرة ولكني لم اجد لمبارك اي صورة ولو شاهدنا الصور جيدا لوجدنا ان معظمها مفتعل لقد قام مبارك بتزييف التاريخ وهذه جريمة يجب ان يحاسب عليها.. في النهاية اسرة الشاذلي لا تطلب تكريما فوق العادة كل ما نطلبه ان يعرف الاجيال القادمة الحقيقة كاملة.
ما رأيك فيما تردد مؤخرا في تورط مبارك في اغتيال السادات؟
لا اعتقد ذلك لان مبارك ليس من النوع المغامر لان كل من يعرفه يعلم انه مطيع وملتزم ويؤدي كل ماهو مطلوب منه ولكن ان يقوم بقتله بالمسدس فهذا صعب واعتقد ان رقية لديها من الاثباتات التي تدعم موقفها من الممكن ان يكون ملما بواقعة الاغتيال ولكن ان يرتكبها بنفسه فهذا امر صعب.. الله أعلم.
كيف كان الشاذلي يري مصر خلال حكم مبارك؟
كان ضد الديكتاتورية من زمان وقد علمنا ماذا تعني الديمقراطية كان يعلمها لنا ونحن صغيرين كان ياخد راينا في الاجازات الصيفية ونجري استفتاء لمعرفة راي الاغلبية وكان يستجيب للقرار.. وفي احدي السنوات كان يستخدم حق الفيتو.. كان لديه ايمان بان الشعب المصري شعب عظيم ولكنهم دخلوا في فترة قلة تعليم واخلاق يمكن تغيرها بسهولة جدا بالتعليم والقدوة..المفارقة الاساسية ان وفاته جاءت يوم تنحي مبارك كما ان عودته الي مصر سنة 92 كانت في 10 رمضان وعاد ليدخل السجن واعتقد ان وفاة والدي يوم تنحي مبارك كانت رحمة من الله بنا لانه علي الرغم من حزننا الشديد علي فراقه الا ان روحنا المعنوية ارتفعت بشدة لتنحي مبارك لذا تحملنا هذا الموقف العصيب.
وماذا قال عن الثورة؟
لم يكن يتكلم كثيراً بسبب حالته الصحية الشديدة وعندما حكيت له في الأيام الأخيرة عن الثورة وما حدث فيها علق قائلاً "نهبونا" وكانت كافية لمعرفة رايه في حكم مبارك.
وكيف تتوقعين السيناريوهات المستقبلية للمشهد السياسي المصري؟
هناك امور جعلتني اتخوف بشدة ابرزها عدم محاكمة رموز الفساد الحقيقيين ومعرفة مصيرهم واتساءل اين جمال مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمي؟ وهل رجال الاعمال الذين تم حبسهم هم فقط وراء ما حدث في مصر؟ لا قطعا .. لابد من محاسبة مؤسسي الفساد نفسه كذلك اندهش بشدة مما يجري حاليا من التهميش المتعمد وتشويه صورة البرادعي في الوقت الذي يتم فيه الاحتفال بعبود الزمر الا ان تلك التخوفات سرعان ما تزول عندما اري شباب الثورة المستنير لانهم اعادوا الثقة في مستقبل وغد مشرق لمصر.
اراك مؤيدة للبرادعي في ترشحه لرئاسة مصر في الانتخابات المقبلة؟
لاني اراه الاقدر والانسب لقيادة مصر اولا لرؤيته وفلسفته وكذلك عطاؤه المتميز خلال فترة ترأسه لوكالة الطاقة الذرية والتي ادارها باحترافية عالية كذلك فانه نجح في مهمته وله مواقفه السياسية الجديرة بالاحترام بعكس ما يروج له كثيرون من انه السبب في احتلال العراق.. البرادعي عاش ومارس الديمقراطية كما انه لم يعقد صفقات ولم يكن جزءا من نظام مثل باقي المعارضة التي كانت تأتمر بامر النظام.
باعتبارك عشت فترة طويلة في الولايات المتحدة كيف ترين مستقبل العلاقة بين مصر وامريكا؟
مادمت تأخد وتمد يديك فانت مكسور لابد من نهضة اقتصادية حقيقية وليست مجرد علاقة توكيلات فمصر لها ثقلها السياسي والعالمي لابد من عودة مصر كدولة رائدة في المنطقة وامنا اسرائيل مثل بما تمارسه من ثقل هائل بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني وكيفية ادارتها للازمات والضغط الذي تقوم به..
هل كنت تتوقعين هذا الفساد الرهيب الذي يتم اكتشافه بعد سقوط النظام السابق؟
كنا نعلم ان لدينا فسادا ولكن ليس بهذه الدرجة دي فساد رهيب..والدي استلم القوات المسلحة في حالة نكسة ولكنه ربي جنوده علي كيفية التعامل مع الموقف واهتم بادق التفاصيل من اجل تربية جيل جديد
وكيف تقيمين الاجراءات التي يقوم بها المجلس العسكري؟
هو مجلس وطني وكلي ثقة بانه سيقوم بكل الاجراءات المطلوبة منه فاسرتي من القوات المسلحة زوجي من القوات الجوية وشارك في الحروب المسلحة وتعرض للاسر في اسرائيل 1967 وجدي متولي باشا كان قائد سلاح الطيران في الاربعينيات خالي كبير اليوران في عهد عبد الناصر وخالي محسن متولي مدير سلاح الحدود وخالي فايز متولي مدير سلاح الاشارة فنحن تربينا في احضان القوات المسلحة وهم اناس شرفاء ولن يستجيبوا لضغوط اسرائيل وامريكا بعد الان والتي اعتاد عليها النظام السابق واثق ايضا في قيامهم برد اعتبار سعد الشاذلي ونشر الكتاب والغاء الحكم الصادر ضده واعادة أوراق أبي وكتبه التي صودرت عام 1992 عندما عاد من الجزائر وكان معه 500 كتاب وصور وأوراق خاصة صادرها نظام مبارك كذلك اعادة صور والدي في بانوراما اكتوبر التي زورها مبارك زور فلم يكن أبداً قائد القوات الجوية يجلس بجوار الرئيس أو القائد الأعلي في الحرب لكن هذا ما فعله مبارك في صور الحرب، ومن الأعراف العسكرية أنه في غرفة القيادة لا يجلس قادة القوات بجوار الرئيس أو القائد الأعلي لكن من يكون بجواره هم وزير الدفاع ورئيس الأركان لكننا فوجئنا بأن كل الصور التي نشرتها الصحف تم استبعاد أبي فيها بالفوتوشوب ووضعت مكانه صورة مبارك.
وما هي نصيحتك لشباب ثورة 25 يناير؟
اشكركم بشدة لانكم أحييتم فينا الامل وشرفتم مصر في كل دول العالم قدمتم ثورة نموذجية اصبحت حديث الجميع يكفي ان الاعتصامات الامريكية تحمل لافتات افعلوا مثل المصريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.