وسط حالة التوتر والقلق والترقب والحزن التي عاشتها البيوت المصرية في الفترة الاخيرة نجح الفنان الكوميدي ماجد القلعي بتلقائيته الشديدة و»لخبطته« المبدعة والخلاقة التي يقدمها علي قناة الحياة ان يضحك المصريين في وقت عز فيه الضحك.. وكانت مفاجأته الكبري بتقديم شخصية الرئيس حسني مبارك التي اصبحت من أكثر الحلقات تميزا والتي تحدثت عنها الصحف العالمية. كيف جاءتك فكرة تقليد شخصية الرئيس السابق حسني مبارك؟ فكرة البرنامج جاءت في الاساس من واقع تقليدي للرئيس مبارك من قبل فأنا لم أقلد مبارك بعد الثورة كما يقول البعض حيث سبق وان قدمت شخصية الرئيس مبارك في السفارة المصرية في كندا عام 6002. كنت أقلد طريقته في الكلام وحركاته ولزماته.. وجاء تقليدي له بطريقة ظريفة حيث كان عدد كبير من الفنانين مدعوين في هذا الحفل منهم هاني شنودة وفتحي عبدالوهاب ولينين الرملي الذي كان ينتقد النظام بوضوح ولكنني قررت ان اعبر عن رأيي بطريقتي الخاصة وقمت بتقليد مبارك بطريقة كوميدية حتي انني اتقنت تقديم نبرة صوته والبعض ظل مندهشا من شدة التشابه بين ادائي واسلوب مبارك. وهل اختلف اداؤك لشخصية مبارك بعد الثورة؟ بعد الثورة فوجئت مثل كل المصريين بهذا الكم من الفساد واستفزني للغاية وشعرت اننا وقعنا ضحية تنظيم عصابي منظم فاتخذت القرار بضرورة عمل شيء للتغيير عن هذا الواقع الجديد بطريقتي الخاصة ولقد قدمته بشيء من القسوة دون ان اهين احدا بألفاظ جارحة. وقررت ان اقدم شخصية مبارك في البرنامج. ولكني البعض يقول انك لم تجرؤ علي تقديم شخصيته إلا بعد رحيله؟ من في مصر لم ينطق بعد رحيل مبارك؟.. من باب اولي ان ننتقد السياسيين والمثقفين الذين صمتوا طويلا وليس لي انا فأنا في النهاية فنان كوميدي. لكن سجل لك التاريخ انك أول فنان كوميدي يقلد مبارك. بالفعل وقد تحدثت عن هذه الحلقة العديد من الصحف الأجنبية كما حصل الفيديو علي أعلي نسبة مشاركة علي اليوتيوب والفيس بوك واعتقد ان سبب هذا النجاح هو التلقائية التي قدمت بها الشخصية وتحدثت بلسان كل المصريين. كيف عشت أحداث ثورة 25يناير؟ لم أكن مع من وقفوا في التحرير ولكنني وقفت مثل كل المصريين امام منزلي ادافع عن اسرتي وقررت ان اعبر عن حالة الرعب التي عشناها فاتصلت بمدير الانتاج في قناة الحياة ايهاب بهجت وأخبرته بفكرة برنامج »لخطبة« فاتصل بالمؤلف د. محمد فتحي وبدأنا في عقد جلسات العمل وخلال يومين فقط كنا نصور اول حلقة من البرنامج وهو الحوار بين محمود سعد وأنس الفقي. ولكنني أقوم بتقديم بعض الافيهات والانفعالات الخاصة بكل شخصية والتي اقدمها من واقع احساسي بها وطبيعة الموقف الذي اقدمه مثل ضحكة البرادعي التي ارتجلتها اثناء التصوير. أنت تؤدي عددا من الشخصيات بإتقان شديد مثل شخصية الاعلامي محمود سعد فكيف تصل لهذه الدرجة من الحرفية؟ بالنسبة لشخصية محمود سعدأنا اتقنه لأنني اقلده منذ فترة طويلة وانا عموما لاأراقب حركات الشخصية بل استنسخ الاحساس وتصبح نبرة صوتي قريبة جدا من الشخصية التي اقلدها خاصة اذا كانت الشخصية قريبة مني وأحسها بشدة ويصل الأمر الي انني اتقمص الشخصية وأقوم بعمل حركاتها دون ترتيب. هل سبق وأن اتصل بك أحد من الشخصيات التي تقلدها وأعرب عن غضبه واستيائه من ادائك لشخصيته؟ أغلب الشخصيات التي اقلدها سواء كانوا فنانين او شخصيات عامة يعجبهم ما أقدم حتي أن بعض الفنانين يعرضون علي مشاهدة فيديو لهم كي أقوم بتقليد الادوار التي يؤدونها وهناك شخصيات اخري من المصابين بالبارانويا يعتقدون انهم شخصيات لاتقلد مثل فنانة شهيرة غضبت مني وقالت لي انها لاتقلد وبلغني ان الاعلامي محمود سعد سعيد جدا بأدائي لشخصيته. أغلب الشخصيات التي قدمتها حتي الآن في برنامج لخبطة شخصيات سياسية وعامة كانت جزءا من الاحداث في الثورة هل هذا مقصود؟ لقد كتبت من قبل مقالا عن الشيخ خالد الجندي في احدي المجلات وانتقدني البعض علي اساس انني انتقد الدين ولكني ابدا لاأجرؤ علي انتقاد الدين او السخرية من رمز ديني وفي رأيي خالد الجندي هو مصلح اجتماعي وليس شيخا وهو يتقاضي اجرا عن ظهوره في التليفزيون لكن كلمة شيخ تنطبق علي الشخص الذي يقدم النصح الديني والعظة للناس والذي لايأخذ اجرا عن عمله. لذلك هو بالنسبة لي شخص يمكن تقليده وانا لم اسيء اليه عندما قدمت شخصيته ولكنني انتقدت دوره. كيف تحضر للشخصيات التي تقدمها؟ كل شخصية لها طبيعة فمثلا شخصية احمد شفيق قلدتها بعد ان شاهدت اول خطاب له وسجلت رسالة علي الانسر ماشين بصوته فأنا معتاد علي هذه الطريقة عندما ارغب في تقييم أدائي. ولكني أخاف ان اخذ رأي احد في البداية كي لايحبطني فمن الطبيعي ان يكون ادائي في البداية بالمستوي المطلوب واذا شعرت ان من حولي لاتبدو عليهم علامات الرضا لا أقترب من هذه الشخصية مرة أخري.. ولكن انا حريص علي أن أعرف رأي ابنائي وزوجتي. هل فكرت في تقديم شخصية احد من الاخوان او الجماعات الاسلامية او احد شباب الثورة؟ كل الخيارات مطروحة وانا مستعد لتقديم اية شخصية بشرط وجود موضوع.. وهناك شخصية ارغب بشدة في تقديمها ولكني أخاف ان اقلده وهو عبود الزمر.. هيقتلني.. اذا كان قتل السادات. وكيف ستقلده؟ سأمسك بمدفع رشاش وأضع لحية كبيرة واقول ان من حق أي احد قتل أي شخص مادام انه لايعجبه. من الشخصيات التي ستقدمها في الحلقات القادمة؟ سأقدم في الحلقات القادمة شخصية صفوت الشريف وعمرو موسي والمفاجأة شخصية الملك فاروق الذي سيتحدث عن الاحداث الآن وسيقدم مقارنات جريئة للاحداث.. وبعدها يمكن ان نناقش كل قضية من السلبيات الموجودة في المجتمع علي أمل ان نبني مصر من جديد. هل ستقدم مستقبلا شخصية السيد البدوي رئيس حزب الوفد ورئيس قناة الحياة؟ دائما ما يوجه لي هذا السؤال لا أعرف لماذا؟ ولكن السيد البدوي شخصية عامة لم يفعل بعد شيئا مؤثرا في حياة الناس ولكن إذا اختار دورا أكبر وقرر الترشيح للرئاسة فيمكن أن أقلده.