على مدار السنوات الخمس الماضية، قدم فريق «توك شو» الكوميدىعلى قناة «موجة كوميدى» ما يقرب من 150 حلقة، قلدوا فيها عشرات الشخصيات من المشاهير سواء الإعلاميون أو الفنانون أو الشخصيات البارزة فى المجتمع المصرى. يقود الفريق المخرج سيف ممتاز وهو صاحب القناة والفكرة، ويستعد الفريق لعمل جزء سادس، يتكتمون تفاصيله خوفا من الحسد الذى أصابهم فى الجزء الثالث عندما تعرض معظمهم لأزمات صحية وحوادث. «المصرى اليوم» حاورت فريق عمل البرنامج الذى أجمع أن الصعوبة الكبرى التى تواجهه هى: كيفية عمل توازن بين إضحاك الناس وعدم السخرية من الشخصيات التى يقلدها. سيف ممتاز: لم نستأذن أحداً.. ولم تواجهنا أى مشكلة قضائية أو نقابية يقود فريق «توك شو» كوميدى المخرج سيف ممتاز، رئيس القناة، صاحب فكرة البرنامج ومخرجه والمشارك بشكل أساسى فى كتابة حلقاته مع حنان حسين وأشرف كبارة وآخرين. بدأت الفكرة مع سيف منذ أكثر من 5 سنوات وبدأها بتقليد مفيد فوزى ومنى الحسينى وعمرو أديب، وحين حققت رد فعل كبير، قرر تحويلها إلى برنامج قدم منه أجزاء متتالية. يقول سيف: أهم ما فى هذا الموضوع هو أننا نقلد هؤلاء الناس من رموزنا الفنية والإعلامية ليس بقصد السخرية منهم وإضحاك الناس عليهم، وإنما قصدنا تكريمهم بطريقة تضحك الجمهور ودون تجريح، وقد تشجعت لتنفيذ الفكرة، لأن التقليد معروف من زمان، وعبدالحليم كان يضحك حين يجد من يقلده. سيف أكد أنه لا يستأذن أحداً قبل تقليده، ويبرر ذلك قائلا: «نحن لا نسىء لأحد وبالتالى لا نخشى غضب أحد، ومن هذا المنطلق لا نستأذنهم لأنهم شخصيات عامة ونحن نقلدهم من مضمون عملهم العام، فمثلا المذيع نقلده فى فقرات من برنامجه، والممثل نقلده خلال فقرات من أعماله، ونراعى أن تكون الكلمات التى نقلد بها محترمة ولا تخدش حياء المشاهد ولا تسبب غضب الشخص الذى نقلده. سيف أوضح أن البرنامج على مدار سنوات تقديمه لم تقابله مشكلة قضائية واحدة أو حتى شكوى لأى نقابة فنية من الشخصيات التى يقلدونها، لأن البرنامج يراعى الحفاظ على جماهيرية وقيمة الأسماء التى يقلدها، كما يراعى البعد الإنسانى، قال: حين توفيت الاعلامية سامية شرابى، ألغينا كل الحلقات التى سجلناها عنها كنوع من المواساة لأسرتها، فلا يعقل أن نقدم كوميديا عن شخص يعانى أهله لوعة فراقه، كما حرصنا على تقديم التعازى لكل المقربين منها، والموقف نفسه تكرر مع ليلى غفران، ولم نذع حلقاتها بعد وفاة ابنتها كنوع من المواساة لها. الشىء الذى حرص سيف على التأكيد عليه هو أن كواليس البرنامج أيضا كوميدية، وقال: جو المرح السائد بيننا كفريق عمل ينعكس على الشاشة، والشخص غير المرح لا يوجد له مكان بيننا، وربما يكون هذا هو القاسم المشترك الوحيد بين كل فريق العمل، الذين جاءوا من أماكن وبيئات مختلفه تماما عن بعضها، ورغم ذلك عملوا بروح الفريق. نورا السباعى: وضعت «أرنباً» فى صدر الفستان لتقليد «نانسى» لأن نورا السباعى بدأت مع «توك شو» فى موجة كوميدى من الجزء الثانى، حاولت بذل جهد مضاعف حتى تصل إلى الدرجة نفسها التى وصل إليها زملاؤها الذين بدأوا من الجزء الأول. تقول نورا: فى شغل التقليد عموماً، فترة التحضير للشخصية هى المرحلة الأصعب بالنسبة لنا، وحين جئت ل«توك شو» شعرت أن باقى زملائى يحظون بشهرة أكبر منى بكثير، وكان على أن أبذل جهداً مضاعفاً فى التحضير والتنفيذ، وهذا ما حاولت عمله وأعتقد أننى حققت رد فعل معقولاً بالشخصيات التى قلدتها، فمثلا، عندما قلدت نانسى عجرم وضعت أرنباً فى صدر الفستان، وكان هذا مزعجا للغاية طوال مدة تصوير كليب «إنت إيه» وفى نهاية الكليب أخرجت الأرنب وسألته «إنت إيه؟»، وكانت لقطة طريفة وأضحكت كل من بالبلاتوه وبعد عرضها أضحكت الجمهور، ووصلتنى عنها ردود فعل إيجابية، وأقصد أن الجهد الإضافى نشعر بثمرته، وكان يمكننى تقليد نانسى بطريقة أسهل من ذلك ولكنى تعمدت عمل الصعب لأن نجاحه أكبر، أما عندما قلدت المذيعة ريهام سعيد، غيرنا اسم برنامجها من «صبايا» إلى «شظايا»، وكنت أعتبر أى بنت تأتى للبرنامج هى شظية جديدة، وهذا العمل استلزم متابعة جيدة لحلقات «صبايا» ثم اجتمعت وفريق العمل وكان النقاش مفتوحاً بحيث نضيف للموضوع أكبر عدد ممكن من الإفيهات، والموضوع ككل لم تكن صعوبته فى التمثيل، فأنا ممثلة مسرح بالأساس والتمثيل المسرحى هو أصعب أنواع التمثيل كما هو معروف، ولكن صعوبات «توك شو» كانت فى إحداث توازن بين شيئين، الأول هو إضحاك الجمهور، والثانى الحفاظ على سمعة واسم الشخصية التى نقلدها حتى لا يغضب منا أحد. كريمة عبدالله: «مروى» شكرتنى على تقليدها على الرغم من عدم دراستها للفن أو الإعلام، إلا أن كريمة عبدالله مارست تقليد الفنانين والإعلاميين ونجحت بدرجة كبيرة. كريمة بدأت التقليد كهواية، وعملت ممثلة فى العديد من المسلسلات والبرامج إلى أن انضمت لفريق «توك شو» كوميدى منذ الجزء الأول، واستمرت فى تقليد الشخصيات خلال الأجزاء الخمسة التى تم عرضها، وتستعد للمشاركة فى الجزء السادس بشخصيات ستكون مفاجأة حسب قولها. تقول كريمة: بدأت العمل فى «توك شو» بتقليد شخصية فيفى عبده ونالت إعجاب أصدقائى وإدارة القناة، بعدها قلدت شخصية المذيعة إنجى على فى 12 حلقة مختلفة، ثم توالت الشخصيات فقلدت شريفة فاضل وليلى غفران ونعيمة عاكف ولبلبة، وحين قلدت المطربة اللبنانية مروى فى كليب «اما نعيمة» ظننت أنها ستغضب منى أو تتقدم بشكوى ضدى، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما، فقد اتصلت بى وشكرتنى، ونفس رد الفعل وجدته حين قلدت شخصية بوسى سمير، بينما حين قلدت فيفى عبده وإيناس الدغيدى لم تتصل أى منهما بى، وظننت أنهما قد غضبتا لكننى عرفت بعد ذلك أن تقليدى لهما لم يغضبهما، وعندما قلدت بوسى شلبى وإنجى على اتصلت بهما بعد إذاعة الحلقات، فوجدت رد فعل إيجابيا من كل منهما رغم أننى لم أجاملهما فى التقليد وإنما قلدتهما كما جاء فى سكريبت البرنامج، ونحن عموما كفريق لا نتدخل لا بالحذف ولا بالإضافة وإنما نحرص على الالتزام بما هو مكتوب بينما نترك مهمة كتابة تفاصيل الشخصيات لكل من المخرج سيف ممتاز وحنان حسين وباقى الفريق الذى يتعاون فى كتابة الشخصيات. ياسر الطوبجى: تقليد الإعلاميين أصعب من الفنانين منذ تخرجه فى كلية الآداب قسم مسرح عام 2000، يعشق ياسر الطوبجى التمثيل وتقليد الشخصيات المعروفة، وحين جاءته فرصة الاشتراك فى «توك شو» كوميدى، شعر أنه بصدد مغامرة، إما تنجح ويصبح كبيراً بعدها، وإما تفشل ويخرج بسببها من الوسط الفنى كله، لأن فن إضحاك الناس ليس سهلا. ياسر يعتبر أن البرنامج حقق ما تمناه فريق العمل، وقال: قلدت كبار الإعلاميين دون أن أسىء إليهم ودون أن يشعر المشاهد بأننى ثقيل الظل، وهذه هى المعادلة الصعبة، فقد كنت أذكر نفسى دائما بأننى لا أسخر ممن أقلدهم وإنما أعيد تقديم شخصياتهم بشكل كوميدى، ومن أجل ذلك، كنت أقلدهم بأبسط الكلمات وبموضوعات لا تثير حساسيتهم، ولهذا لم يبد أى منهم أى اعتراض على تقليده، فقلدت من الإعلاميين محمود سعد وإبراهيم عيسى ومعتز الدمرداش، ومن الفنانين محمود ياسين وسمير غانم وحسين فهمى وغيرهم. ياسر شارك فى عدة أفلام منها «الأولة فى الغرام» و«ميكانو» و«قص ولزق»، لذلك كان تقليد الفنانين بالنسبة له أسهل لأنهم فى نفس مجال عمله، أما تقليد الإعلاميين فقد كان أصعب، وقال: السبب هو مخاوفى من غضبهم لأن علاقتى بهم ليست بدرجة قوة علاقتى بالممثلين الذين أقلدهم، كما أن الإعلاميين يحتاجون مدة تحضير طويلة وضرورة مشاهدة أكبر عدد ممكن من حلقات برامجهم ورصد حركاتهم وردود أفعالهم واختيار موضوعات عامة مناسبة لتقليدهم، ورغم ذلك، كنا ننجز كل مهمة دون عراقيل لأننا نعطى لكل شخصية فترة تحضير كافية كما نساعد بعضنا البعض كفريق عمل، ولا يبخل أحدنا على الآخر بشىء، وإطلاق إفيهات تناسب كل شخصية لأن الهدف فى النهاية أن يخرج العمل فى أفضل صورة ممكنة. ياسر تلقى اتصالا من إبراهيم عيسى شكره خلاله على تقليده بهذه الطريقة، وذلك عكس ما توقع، فقد ظن أن تقليده له قد يغضبه لأنه لم يجامله، وقال: من الشخصيات التى استمتعت بتقليدها فعلا شخصية محمود سعد، وعرفت من أناس مقربين منه أنه مبسوط أيضا، على الرغم من أننا لم نستأذنه قبل تقليده، لا هو ولا أى شخص نقلده، وإنما نفاجئهم بما نفعله حين نعرضه، كما استمتعت بتقليد رشدى أباظة وإبراهيم حجازى جداً، خاصة أن إبراهيم حجازى معروف عنه جرأته الشديدة وعفويته أثناء إدارته لبرنامجه، وبالطريقة نفسها قلدته ولكن فى إطار كوميدى. إيمان السيد: كنت مرعوبة من تقليد «أوبرا» و«هالة سرحان» إيمان السيد من أهم أعضاء فريق «توك شو»، فقد قلدت كبار الإعلاميات على مستوى مصر والعالم منهن «أوبرا وينفرى» و«هالة سرحان» و«منى الشاذلى»، كما قلدت تحية كاريوكا فى «خللى بالك من زوزو»، والمطربة لطيفة وغيرها. بدأت إيمان فى المسرح، فقد كانت عضوا فى فرقة خالد جلال المسرحية، وشاركت بعد ذلك بالتمثيل فى عدة مسلسلات منها «حارة العوانس»، كما شاركت فى إعلان أذاعته محطة دبى والذى شاهده المخرج سيف ممتاز وأعجب بموهبتها وأدائها الكوميدى وقرر ضمها لفريق البرنامج، وكان ذلك خلال فترة التحضير لتصوير الجزء الأول، وانضمت للفريق. تقول إيمان: رغم أنى ممثلة مسرح، فقد شعرت بالرهبة عندما طلب منى المخرج تقليد «أوبرا وينفرى» و«هالة سرحان» لأن الناس تحبهما جدا، وبالتالى فعملية تقليدهما ستكون صعبة لأن الناس سيهاجموننى إذا شعروا بأننى أسخر منهما، لكنى ازحت كل هذه المخاوف وبدأت التحضير بالملابس ومشاهدة حلقات لهما، ثم بدأنا التنفيذ، ولم نشعر بارتياح إلا بعد أن لمسنا رد الفعل بأنفسنا من خلال أصدقائنا ومعارفنا الذين يتابعون البرنامج ويقيمونه بحياد. إيمان لم تشعر بالملل على الرغم من وجودها فى البرنامج من الجزء الأول وحتى الخامس، وقالت: نحرص على تجديده باستمرار من خلال إبتكار أفكار جديدة وتقليد شخصيات جديدة، فقد قلدت مذيعات برنامج «تاكسى السهرة» وبرنامج «اخترنا لك»، كما قدمت فقرة تقليد للبرامج التعليمية وبرنامج طهى اسمه «مطبخ أم سيد»، وفى الجزء الخامس من «توك شو» قدمت شيئاً مختلفاً عما قدمته فى الأجزاء السابقة فعملت حلقات ست كوم بعنوان «بدرى وبدرية» مع شذى، وهناك مفاجآت نحضر لها فى الجزء السادس، واعتبر هذا البرنامج تميمة الحظ بالنسبة لى فالعمل فيه ساعد على إظهار موهبتى فى التمثيل، وتلقيت بسببه عدة عروض آخرها كان مسلسل «شغل كايرو» الذى كتبه بلال فضل وبدأنا تصويره، وسيتم عرضه خلال رمضان المقبل. إسلام وعلى وكبارة: روح الفريق وراء النجاح تقديم ما يزيد على 150 حلقة خلال خمسة مواسم متتالية من برنامج واحد والاستعداد لتقديم جزء سادس، يؤكد أن البرنامج يحقق هدف أصحابه والقائمين عليه، ويجعلهم يواصلونه دون أدنى شعور بالملل، كما أن هذا يستحق أيضا إلقاء الضوء على فريق العمل. الأمر الذى أجمع عليه فريق «توك شو» كوميدى هو عملهم بروح الفريق الواحد ومساعدة كل منهم الآخر فى عمل إفيهات تفيد الشخصية، هذا على الرغم من عدم وجود أى علاقة عمل أو دراسة بينهم قبل هذا البرنامج، وبالإضافة لياسر الطوبجى ونورا السباعى وإيمان السيد وكريمة عبدالله يوجد أيضا محمد موسى الذى قدم شخصية خالتى نوسة لمحمد هنيدى، كما قدم شخصية مذيعة سودانية تتحدث من أم درمان بالسودان عقب واقعة أحداث مباراة مصر والجزائر التى أقيمت فى السودان، هناك أيضا شهيرة كمال التى اكتشفها المخرج سيف ممتاز فى مسرح نجم وقدمت «عروستى» فى برنامج «ماما سامية» للإعلامية سامية شرابى، كما قدمت عدة فقرات مختلفة منها «تى فى شوب» الساخرة وباعت خلالها بدلة اسمها «بدلة أرجوك» التى تضفى السعادة على الحياة الزوجية. ضمن فريق العمل أيضا يوجد ثلاثة شباب آخرين هم محمد على وأشرف كباره وإسلام، وبالرغم من اختلاف مجال كل منهم فإنهم التقوا فى «توك شو» بموجة كوميدى، فعقب تخرج إسلام فى كلية التربية الموسيقية، انضم لفريق «توك شو» بعد اكتشاف موهبته فى تقليد الأصوات النسائية لدرجة أنه فى كواليس التصوير يقلد لزملاءه عدة شخصيات نسائية معروفة، ومن بين الشخصيات التى يقلدها بيونسيه نولز ولبنى عبدالعزيز وسميرة سعيد، ومن أشهر الشخصيات التى قدمها إسلام على الشاشة شخصية امرأة سيئة السمعة يستضيفها الإعلامى محمود سعد «ياسر الطوبجى». أما محمد على، فقد اشتهر بتقديم شخصية مفسر الأحلام الشيخ سيد حمدى، وبالإضافة لعمله مع فريق «توك شو» كوميدى، عمل محمد على فى أكثر من فيلم سينمائى منها «أريد خلعا»، وكذلك مسلسل «إسماعيل ياسين» مع أشرف عبدالباقى. أما أشرف كباره الشهير ب«كباره»، فقد اشتهر بين زملائه ببراعته فى تقليد الشخصيات النسائية، فقلد أمينة شلباية ونادية الجندى، كما اشتهر بإطلاق إفيهات على الهواء أثناء تسجيل الحلقات.