مثل العواصف أو »الزعابيب» الجوية المتقلبة ما بين الحرارة والبرودة، والمحملة بالأمطار في احيان والأتربة في احيان أخري، هبت علينا عاصفة أثرية عاتية قادمة من مدينة »أون» القديمة التي هي حي المطرية الملاصق لأحياء عين شمس والزيتون حاليا. والعاصفة الأثرية العاتية المنبعثة من »أون القديمة»، والقادمة إلينا من أعماق التاريخ الممتد إلي ما قبل الميلاد بآلاف السنين، حملت لنا معها هدية ثمينة تمثل بعضا من شواهد وصناع حضارة الأجداد، المطمورة تحت طين وتراب شوارع وأسواق حي المطرية، المكتظ بالبشر في أكثر الاماكن كثافة بالسكان في القاهرة. الهدية التي جاءتنا بها »الزعابيب الأثرية» هي بالفعل من أثمن الهدايا في عالم الآثار، ذلك باتفاق كل علماء المصريات في العالم ومصر ايضا، لانها تخص اشهر ملوك العالم القديم علي الاطلاق،...، وهو رمسيس الثاني. والمنطقة التي ظهر بها الكشف لها مكانة بالغة الأهمية في الحضارة الإنسانية كلها، حيث إنها تضم »مدينة أون القديمة» و »معبد أون» الضخم الذي هو »معبد الشمس» و كذلك »جامعة أون» التي هي أقدم جامعة في التاريخ الانساني، .. ، لذلك كان من الطبيعي أن يهتم العالم كله بالكشف الاثري الجديد ويتابع أخباره في كل لحظة وبعناية فائقة. وفي الوقت الذي أصبحت فيه مصر حديث العالم كله، وموضع اهتمامه في ظل الكشف الجديد ، الذي توصلت إليه البعثة الألمانية للآثار العاملة بالمنطقة بالمشاركة مع الخبراء المصريين، وفي الوقت الذي احتفت فيه كل الاوساط العلمية الاثرية في الدنيا كلها بالكشف الجديد،..، كان للبعض منا موقف مغاير ، حاولوا فيه البحث بدأب شديد وإصرار واضح عن اخطاء، ينفخون فيها ويقفون عندها موجهين سهام نقدهم الحاد لكل من ساهم في الكشف الجديد، وكل من خرج به إلي السطح من بركة مياه الصرف الصحي التي كان غارقا في عمقها تحت أرض المطرية. وللحديث بقية