الأسم : أم .... الجنسية: مصرية الشكل: انساني.. لا تهم الملامح.. تتشابه عيون الأمهات عند النظر لأطفالهن نظرة عطف أو شفقة أو قلق أولهفة أو جزع.. أما أذرع الأمهات فطويلة قوية تمتد لتحتوي أطفالها.. لتتدفق شلالات الحنان في شرايينهم الصغيرة وتجري لتستوطن أعمق بقعة من القلب حيث تتربع الأم فيها دون شريك . الأم كائن استثنائي خارق.. فمهما بدت ضعيفة مسالمة فأظافرها جاهزة لتنشب فيمن يحاول ايذاء أولادها.. مقاومة للأمراض المستعصية والفتاكة والخبيثة أيضا.. أمومتها تمنحها القوة لتقف علي قدميها وتقاوم وتبتسم وهي تكتم الألم وربما تنكره عن أقرب الناس.. وربما لاتسعي للعلاج لأنها تضع نفسها في نهاية القائمة.. الأم لا تشعر بالجوع الا بعد أن يشبع اطفالها .. ولا تشعر بالدفء الا حين يتدثرون بالغطاء .. وقد تصنع بجسدها بيتا أو سقفا وجدرانا يحتمون بها من غدر الزمن . الأم لا تجوع ولا تظمأ ولا تبرد ولا تمرض.. حتي الموت يمكنها أن تتحداه وربما تواجهه من أجل فلذات أكبادها.. يدرك بعض الابناء عطاءها الخارق فيستمدون منه القوة .. لكن منهم انتهازيون يمتصون أمهاتهم ويعتصرونهم لآخر قطرة ويقبلون عطاءها كواجب عليها ..واثقين أن الأم لا ترفض ولاتضن ..وفي لحظة غضب قد (تدعو علي ولدها وتكره من يقول آمين) بعض البنات يولدن بجرعة مضاعفة من هرمونات الأمومة ..فتعامل الطفلة دميتها كمولود وتغدق حنانهاعلي من حولها.... وتصبح أما صغيرة لأخواتها الأكبر سنا.. ثم تصبح محورا لحياتهم يدورون حوله. وهناك أمهات لم ينجبن علي الاطلاق.. ولكن فاض منهن الحنان والعطاء دون مقابل.. كم من زوجات آباء كن أمهات حقيقيات لأطفال أزواجهن.. وكم من جدات وخالات وعمات صرن أمهات بديلات . الأم شجرة شابة غضة لا تهرم أبدا.. تمتد غصونها الوارفة لتنشر الظلال علي من حولها لتحميهم من وهج الحياة.. شجرة ضخمة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. جذورها ضاربة في أعماق الارض.. قد تميل مع الريح لكنها تصمد أمام الأعاصير.. لا تنكسرولا تخضع.. تستمد صمودها من احتياج أولادها اليها فتظل تقاوم عوامل الفناء قدر طاقتها.. لا حبا في الحياة.. ولا كراهية في الموت.. ولكن من أجل صغار.. هم أغلي من الحياة ذاتها . قد لا يعلم أي منا مقدار حب والديه له الا عندما يهبه الله تعالي الأبناء فيشعر بمعني أن تحب شخصا أكبر من حبك لذاتك.. أن تعتبره امتدادا لك وتري فيه مستقبلك.. حتي تتمني أن يصبح أحسن منك حظا ورزقا ونجاحا في الحياة . ثم تتأكد أن الأبناء في المحبة سواء الا.. الغائب حتي يحضر ، والمريض حتي يشفي . تتشكل ملامح الجنين (الحلم) قبل أن يأتي للحياة كفكرة أو أمنية.. ومع تكونه في أحشاء أمه تنموعلاقتهما يوما بعد يوم.. فتسعد بزيادة حجم بطنها وقرب موعد ولادته ، وتطغي الفرحة علي القلق.. ويشعر الجنين.. بتوترها وانفعالاتها. ولأن الأمومة أقوي الغرائز الانسانية فنحن لا نتعجب من أم ضحت بحياتها من أجل أولادها.. بل نتعجب حين تؤذيهم لأنها خرقت ناموس الطبيعة.. ففي دم كل أم تجري جينات العطاء وانكار الذات ورثتها عن أمنا حواء .