يذكر التاريخ القريب للدكتور عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، انه الوحيد الذي اعلن منذ حوالي عام، وفي ظل وجود الرئيس السابق حسني مبارك ترشحه لرئاسة الجمهورية في محاولة منه لكشف عورة المادة 76 من الدستور التي تم تفصيلها علي مقاس "مبارك الاب" او "جمال الابن "،وهو علي قناعة بعد ثورة 25 يناير ان الفرصة اصبحت مواتية لفوزه بالمنصب، و يسعي لطرح رؤيته عن مصر المستقبل، ويؤكد وجود مشروع لعلاج المشاكل العاجلة في مصر، وفي مقدمتها البطالة، وتخطيط بزيادة دخل قناة السويس الي 50 مليار دولار، ويعترف بانه قد يكون اقرب المرشحين الي الاخوان المسلمين ويقول ان وجودهم في المجتمع المصري مابين 15 الي 20 ٪ . ويحذر من خطورة اذناب النظام السابق، وطبقة الفاسدين التي صنعها استمرار مبارك في الحكم ثلاثين عاما،لا يتوقف كثيرا عن القضية والجدل المثار حول هل نبدأ بالانتخابات البرلمانية او الرئاسية وينحاز الي فكرة ان المهمة القادمة هي في مرحلة اعادة البناء. سبق لك ان اعلنت العام الماضي عن نيتك الترشح امام الرئيس السابق حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية، وكنت اول من اعلن عن هذه الخطوة بعد الثورة،والسؤال لماذا ؟ أعلنت نيتي مرتين، الاولي في فبراير 2010وكان هدفي في تلك المرة يتمثل في 3 نقاط، الاولي هي تشجيع المجتمع المصري علي كسر الخوف وتحدي نظام مبارك، ثانيا إن جميع الناس لا تذهب الي الادلاء باصواتهم في الانتخابات لانهم لم يكن هناك من يمثلهم، ولم يروا سوي الرئيس السابق حسني مبارك وابنه جمال،فاردت ان اوضح للناس انه يمكن ان يجدوا اشخاصا اخرين واكثر من مرشح للرئاسة،ثالثا لاثبت للجميع وابلغ شهادة للمجتمع وابين مساوئ المادة 76 التي كانت مصممة خصيصا لجمال مبارك فهي لا تصل للترشيح المستقل ولا تصلح للترشيح الحزبي وخاصة في ظل ضعف باقي الاحزاب الاخري التي اعتبرها من ملحقات النظام القديم، لذلك فانا اطالب الغاء واجتزاز جميع الاحزاب الحالية. الديمقراطية تحمي المجتمع هل تعتقد ان المطالبة بالغاء الاحزاب القائمة عمل ديمقراطي؟ الديمقراطية تحمي المجتمع،واقول لك اذا كان شخص عنده "غرغرينا" في قدمه ماذا يحدث،يتم قطع قدمه كلها حتي لا يضر الجسم كله، فعندما بدأت الثورة وكنت مع الشباب من اول يوم كان رأيي انه حتي لو مات في تلك الثورة 40 مليون في سبيل بقاء ال40 مليون الاخرين يعيشون حياة جيدة فما المانع فجميعنا سنموت في النهاية. وماذا عن ترشيحك هذه المرة؟ لقد شاركنا جميعا في هدم نظام سابق وانا اشعر انني استطيع ايضا ان اشارك في البناء، ومصر في حاجة الي سواعد تبني، وحتي لو لم اترشح سأعمل علي ان اساعد مصر من موقع اخر،فالقضية ليست قضية الترشح للرئاسة ولكنها قضية هي ان اوصل رؤيتي كاملة الي المجتمع المصري، لدرجة انني فكرت ان اقوم بوضع برنامج رئاسي واي شخص اخر يأخذه، المهم ان اري مصر كما اريد. وكيف تريد ان تري مصر ؟ اريد ان اجد في مصر المواطن آمنا علي نفسه واسر ته وتعليم اولاده ومواصلاتهم،وآمنا علي مستقبلهم،وان اجد مصر العظيمة القوية في المنطقة . هل انتهيت من برنامجك الانتخابي ؟ اقوم بوضعه الان وعلي وشك الانتهاء منه . هل هناك نقاط معينة تضعها علي رأس برنامجك الانتخابي تريد تحقيقها سريعا ؟ انا اري ان اهم شئ تحتاج له مصر الان هو الامن ،فنحن في حاجة الي تصور عام للتعليم الشرطي ففي رأيي ان تتبع كلية الشرطة التعليم العالي وليس وزارة الداخلية بالاضافة الي ضرورة ان يكون وزير الداخلية مدنيا وسياسيا ولديه راي، بالاضافة الي ضرورة اعادة بناء مصر من جديد من خلال التركيز علي التعليم والثقافة، ويجب ان يكون لدينا قيم في كل تلك المجالات،والقاعدة التي سأعمل عليها هي التعليم بكل انواعه بما فيه التعليم المهني والطبي، والتصور الصحي الذي اضعه مبني اساسا علي التعليم الطبي، وانا اري ان المشاكل الحالية التي يعاني منها المواطن المصري واتوقع اذا اصبحت رئيسا ساعمل علي حلها في خلال 6 اشهر كالبطالة من خلال استيعاب شباب بالفعل فمصر الان بها انسداد في العمل لان الدورة الاقتصادية متوقفة، والضرائب تزيد فأسوأ دولة هي التي تعتمد علي الضرائب ولا يقابلها خدمات للمواطن، ففي امريكا يدفعون حوالي 66 ٪ من دخلهم ولكن باقي دخله يمثل رفاهية له لان الدولة تتحمل كل شئ مقابل مايدفعه المواطن من ضرائب كالتأمين الصحي والتعليم والمواصلات،ايضا اريد حل مشكلة العنوسة باعتبارها قنبلة موقوتة في المجتمع من خلال انشاء مجتعات عمرانية جديدة واعادة الاعتبار للمناطق المهمشة سواء كانت العشوائيات او سيناء او الصحراء الغربية او الصعيد،واريد ان اكون برنامجا شاملا وشاسعا لصندوق قوي جدا من الدخل للصحة فلدينا نصف مليون مصري يموتون من الامراض، وهناك اسباب كثيرة للمرض يجب معالجتها ثم النظر بعد ذلك للعلاج، واريد ان اجعل مصر صرحا في الرعاية الطبية بالمنطقة، بالاضافة الي ايجاد سياحة طبية محترمة تجعلها في مقدمة الاماكن التي يأتي اليها المرضي في العالم كله، وبرنامجي الانتخابي يتضمن خطة لجعل مصر تستقبل 100 مليون سائح خلال 4 سنوات واريد ان اعيد القرية المصرية القديمة الي سابق عهدها بحيث تكون وحدة انتاجية مكتملة، وهناك ايضا الثروة السمكية فلدينا مسطحات مائية شاسعة متمثلة في البحرين الاحمر والمتوسط ونهر النيل بالاضافة الي البحيرات. ويجب ان يقدم كل مرشح اقرار ذمة مالية قبل ترشحه للرئاسة حتي لا يتكرر ماحدث من قبل. قاعدة شعبية كل مرشح يعتمد علي قاعدة شعبية معينة،فما هي القاعدة التي تعتمد عليها ؟ انا اعتمد علي الله وكل طبقات المجتمع المصري، و اعتبر حملتي الانتخابية هذه تطوعية من يريد ان يخدم بلده يجب ان يعملوا فيها،وانا رجل متطوع واريد ان اجعل هذا المفهوم في اذهان الناس فليس لدي سلعة اعرضها علي الناس ليشتروها او يتركوها ولكنني ادعو اي شخص لديه فكرة يجد انها ستساعد في بناء الوطن يرسلها لي ففي نهاية المطاف نحن لا نتقاتل ولكننا في مركب واحد، ويجب اعادة النظر في مسألة الضرائب واعفاء المعدمين الذين سيعيشون علي نفقة الدولة، فمصر لديها امكانيات مهولة، وانا عندي مشروع لقناة السويس سيجعل دخلها لا يقل عن 50 مليار دولار في العام. هناك خلاف حول البداية، هل تكون بالانتخابات البرلمانية أم الرئاسية، فما رأيك ؟ مصر في حاجة الي اعادة البناء من جديد سواء بدأنا برئيس او مجلس شعب، وكنت اري انه كان من المفروض في البداية عمل مجلس رئاسي ثم اعلان دستوري ودستور جديد وحكومة انتقالية بعد ذلك تكون احزاب جديدة ويكون لدينا ادوات العمل السياسي. انعدام الثقة كيف ستقنع الناس ببرنامجك الانتخابي في ظل حالة من انعدام الثقة تسود الشارع المصري ؟ مصر اختلفت عن الماضي واصبح المواطن المصري لديه تحفز ووعي كبير وهذا اكبر ضمان فلن يسمح لاي شخص ان يخدع المواطن المصري مرة اخري لذلك يجب ان نعطيه معلومات صحيحة، فالمواطن هو الذي سيعلم من يعطيه معلومات صحيحة ومن الذي يخدعه، ومع ذلك لو جاء اي مسئول او رئيس ولم ينفذ ما وعد به سيذهب ولن تجدد فيه الثقة مرة اخري، واود ان أوقول ان "ياويل من سيأتي رئيس جمهورية الفترة القادمة " لذلك انا افضل ان يبقي 4 سنوات فقط، لان مصر محتاجة مرحلة انتقالية هامة جدا، فلا يجب ان يتقدم الا من يجد في نفسه القوة،فليس هناك فرصة للغش والخداع،ومن يخدع الناس يجب ان يعاقب. هل انت من المتخوفين من سيطرة الاخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني علي مجريات الامور في المرحلة القادمة ؟ انا اعول علي وعي الناس، فالاخوان المسلمون حجمهم في المجتمع في تقديري لا يزيد عن 15 الي 20 ٪ كنا في الماضي نتعاون ونتعاطف معهم لانهم كانوا ضد الحكومة لكن الان الوضع اختلف وبالتالي سيتم اختيار الواقع وفقا للكفاءة لذلك فإن تمثيلهم لن يزيد عن هذه النسبة اما بخصوص بقايا الحزب الوطني فهم مقهورون ولن يجرؤ احد منهم ان يمارس الوان الفساد والسرقة والرشوة كما كان في الماضي، فعندما قمنا بالثورة حدثت انتفاضة للجسد والعقل، فإذا لم يتم عمل اسس ومؤسسات تحمي تلك الثورة وثقافة واعية تكون ضمانة لها يمكن ان يعود الشعب المصري للشرنقة القديمة، فاكبر خطر عندنا هو صناعة الديكتاتور ومهما عملت من مؤسسات ونظم ديمقراطية فاننا نهوي صناعة الديكتاتور في المجتمع المصري لذلك فانا اريد احزابا حقيقية وليس ورقية ويكون هدفها الوصول الي السلطة. قلت قبل ذلك انك اقرب المرشحين للاخوان المسلمين فماذا كنت تقصد من ذلك ؟ بالفعل انا اقرب المرشحين لجماعة الاخوان فاذا اراد الاخوان تأييد احد المرشحين للرئاسة فسيجدونني الاقرب لهم لاسباب كثيرة من بينها انني حافظ للقرآن الكريم ومن مفكري العالم الاسلامي ولي كتابات كثيرة في الدين الاسلامي وعضو ايضا في المجلس الاعلي للشئون الاسلامية وايضا انا من القلائل الذين دخلوا الي الفكر الاسلامي من منظور سياسي قانوني. الا تعتقد ان اقترانك بالاخوان قد يفقدك الكثير من شرائح المجتمع التي تدعو الي دولة مدنية ؟ بالعكس تماما فنحن مجتمع اسلامي، وانا لم اذهب الي الاخوان ولكني قلت إنه لو فكر عضو الاخوان ان ينتخب احدا من ضمن المجموعة المقدمة للرئاسة سيجدني انسبهم والاقرب الي قلبه،حتي انني وضعت حوالي 30 سببا لتوضيح لماذا يختارني الناس منها انني قادم من الريف والقرية وبقيت كما انا منذ بدايتي بالرغم من دخولي في مجموعة من الاجواء المختلفة وايضا انا اكثر المتقدمين مطلقا في التعليم، فكل طبقات المجتمع كلها ستجدني قريبا منهم نتسائل عن مساهمتك في ثورة 25 يناير ؟ انا قمت بدورين، الاول هو دور ثقافي وفكري من خلال كتاباتي ومقالاتي وتوجيهاتي لطلابي في الجامعات حتي قبل الثورة،الدور الثاني هو المشاركة الفعالة من اللحظة الاولي في الثورة وحتي اخر لحظة فكنت يوميا اتواجد في الميدان مع باقي اسرتي واشرح للموجودين الموقف وما يجب فعله وكنت اظل في الميدان حتي اوقات متأخرة من الليل ثم اذهب لبيتي في منطقة الزمالك واعود لهم في الصباح، وكنت ايضا مسئولا عن الاعلام الدولي الناطق بالانجليزية والفرنسية والايطالية والاسبانية وهي اللغات التي اجيدها. الثورة المضادة هل تري بالفعل مايسمي بالثورة المضادة في مصر ؟ بالتأكيد فالنظام البائد استمر طول مدة سيطرته في صنع طبقة من الفساد،وبالتالي هناك اشخاص اعتبرت هذا الفساد جزءا من حياتها ورتبوا اوضاعهم علي الفساد وبالتالي هم الذين يريدون ان يلتفوا حول هذه الثورة لانها يهمها جدا ان يستمر ذلك النظام الفاسد ويمكن جدا ان يتجمع اذناب النظام السابق ويظهر لهم رأس مرة اخري، ويحاولون ترشيحه للرئاسة مثلا، واري بعض المنتوين الترشح للرئاسة يمكن ان يكونوا رؤس لاذناب النظام السابق. هل تري أن تعدد مرشحي الرئاسة بهذا الشكل ظاهرة صحية ؟ هي ظاهرة طبيعية،وهناك فرق بين الصحية والطبيعية، فالمجتمع بعد زوال النظام السابق يريد ان ينطلق، لكن يجب ان يفكر كل من ينتوي الترشح للرئاسة ماذا سيقدم لمصر، واري ان في النهاية عندما يقدم كل مرشح مافي جعبته وتقام المناظرات سنجد الامر اقتصر علي مرشحين او ثلاثة فقط. هل استطعت تجميع 30 الف توقيع حتي تترشح للرئاسة ؟ لم ابدأ بعد في التجميع ولكني استطيع تجميع 30 مليون وليس 30 الفا فقط، ولكني منتظر حتي اعلم كيفية التوقيع وهل ستقتصر علي توقيع فقط ام انه سيكون هناك توكيلات تقدم للتوقيع . بدأت الان مايسمي بالحملات المضادة للمرشحين فهل تري ان تاريخك المهني يمكن ان يحمل اتهامات موجهة اليك ؟ بالعكس تماما، فانا اتحدي اي شخص يظهر لي تجاوزا في تاريخي كله، فهناك من تحدث عن قضية بروندي واقول له ان هذه ستكون فضيحة لاحد المرشحين للرئاسة وليست تخصني انا، لانه سحب بعض الاوراق من ملف العمل الخاص بي واضاف اشياء اخري، واقول له ان هذا الامر سيكون ضده جنائيا، فليس لدي اي شائبة تشوبني،فتاريخي ابيض وهذا "قصر ديل"، ومن لديه اي اوراق ضدي يظهرها، انا سأقول للشعب من هم هؤلاء، وانا انصح هؤلاء الاشخاص ان تتراجع عن الترشيح من اساسه وهما اثنين يعرفان نفسيهما جيدا.