شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة، وقائع الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، تحت عنوان »مجابهة الإرهاب..إرادة أمة»، والتي تناولت المخاطر والتحديات التي تواجه الأمن القومي المصري والجهود المبذولة في اقتلاع جذور الإرهاب والتطرف بالتعاون بين القوات المسلحة وباقي اجهزة ومؤسسات الدولة. كان في استقبال الرئيس لدي وصوله مسرح الجلاء الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي والفريق محمود حجازي رئيس الاركان. حضر الندوة الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب والمهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الافرع الرئيسية وكبار رجال الدولة وقادة وضباط القوات المسلحة والشرطة واعضاء لجنة الدفاع والامن القومي بمجلس النواب ورموز الصحافة والاعلام وطلبة الكليات والمعاهد العسكرية وأكاديمية الشرطة والجامعات ودارسو البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة. بدأت وقائع الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أعقبه فيلم تسجيلي من إنتاج إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة تحت عنوان »حرب وجود» الذي استعرض الجهود والتضحيات التي بذلتها مصر لإحباط المخططات والمحاولات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، ودعوتها لاصطفاف جميع القوي والجهود الإقليمية والدولية لاقتلاع جذور الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف الذي أصبح ظاهرة عالمية تهدد السلام والاستقرار والتنمية لجميع شعوب العالم.. وقدمت الندوة صورة لعظمة وبسالة المقاتل المصري في الدفاع عن الوطن والتضحية في سبيله، والتي جسدتها معركة »صد الهجوم الإرهابي المتزامن الذي استهدف كمائن منطقة الرفاعي بالشيخ زويد»، تحدث خلالها الرائد كريم بدر أحد ابطال الملحمة عن المعركة، والتي ساهمت بشكل كبير في القضاء علي الجماعات التكفيرية بسيناء وبث الثقة والإرادة في نفوس المصريين، وأصبحت أحد رموز الكبرياء الوطني لأبطال ومقاتلي القوات المسلحة، وتقديم فقرة تسجيلية تحدثت خلالها والدة الملازم أول شهيد محمد احمد عبده أبطال القوات المسلحة خلال تلك العملية بكلمات صادقة مست أوتار القلوب، في لمسة وفاء لشهداء مصر الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء لعزة مصر وكرامتها. الرائد مقاتل كريم بدر يروي تفاصيل »معركة الرفاعي» بالشيخ زويد نجحنا في تصفية أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير عرباتهم الرباعية أردت الشهادة وبتروا ذراعي اليسري وجاهز لتنفيذ أي مهمة لمصر أردت الاستشهاد في سبيل الله، وأنا أتصدي للعناصر الإرهابية في سيناء، فكانت اصابتي ببتر ذراعي اليسري، ورغم الاصابة فإنني علي أتم الاستعداد لتنفيذ أي مهمة تكلفني بها مصر أو القوات المسلحة، فروحي ودمي ملك لمصر ولقواتها المسلحة. الكلمات جاءت علي لسان الرائد مقاتل كريم بدر، أحد أبطال معركة الرفاعي بالشيخ زويد والمعروفة اعلاميا بيوم اعلان اقامة ولاية سيناء، والتي دارات وقائعها في شهر رمضان عام 2014. روي البطل بكل بسالة تفاصيل المعركة التي خاضها وزملاؤه الأبطال ضد العناصر الإرهابية وذلك خلال الندوة التثقيفية التي عقدت أمس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقال الرائد مقاتل كريم: في ذلك اليوم صدرت إلينا الأوامر بدعم الكمائن التي يتم مهاجمتها من قبل العناصر الإرهابية في منطقة الرفاعي في وقت واحد.. وكنا جاهزين ومدربين لتنفيذ أي مهمة نكلف بها.. وقبل التحرك لتنفيذ المهمة كان لدينا جميعا تصميم بتصفية أكبر عدد من الإرهابيين قبل أن نقابل ربنا. وأضاف الرائد مقاتل كريم: تحركنا وكان في المقدمة دبابة إم 60 فيها البطل الشهيد الملازم أول محمد عبده والملازم أول حسين السيد وكنت في المركبة رقم 2 خلفهم، وخلفنا قوة الدعم، وكان واضحا منذ تحركنا دعم ربنا وتثبيته لنا، فرغم أن المسافة كانت طويلة، إلا اننا قطعناها في زمن أقل ونجحنا في الوصول للكمائن، ورأينا المعركة الشرسة لقواتنا مع العناصر الإرهابية. وواصل الرائد مقاتل كريم روايته: وفور وصولنا للكمائن، سارعنا بأحد مواقعنا وبتوجيه ضربات ثقيلة ومتتالية للعناصر الإرهابية.. وتعاملنا معهم بكل أنواع الذخيرة.. وحققنا فيهم خسائر كبيرة بتصفية أعداد كبيرة منهم وتدمير عربات الدفع الرباعي التي كانوا يستقلونها. وفوجئنا بسماعنا صوت طلقات رصاص ال 14 ونص بوصة تطلق علينا من كل اتجاه، وبوجود مجموعات أخري من العناصر الإرهابية.. وهنا عرفنا ان مهمتنا ليست دعم الكمائن ولكن القضاء علي العناصر الإرهابية. وأضاف الرائد المقاتل كريم: فتحنا التشكيل ونجحنا في تحقيق اصابات مباشرة بهم.. حاولوا يتجمعوا ويقتربوا من بعض، فحققنا اصابات أكثر بهم وعندما اقتربت المسافة بيننا وبينهم بدأ أبطالنا »يوريهم» فرق العقيدة بيننا وبينهم اللي بيخليهم ما يقدروش يرفعوا سلاحهم في وجهنا.. رصاصنا كان يصيبهم.. لقد شاهدنا جثث الإرهابيين تتناثر أمامنا. وكان الرائد مقاتل كريم: في تلك اللحظات شاهدت الملازم أول البطل محمد عبده يفتح فتحة دبابته ويخرج منها.. قرر أن يواجههم رجل لرجل.. وبدأ في التعامل معهم بسلاحه ونجح في تصفية عدد كبير منهم.. فقد كان الملازم أول البطل محمد عبده من أول الناس التي ارادت تنفيذ المهمة.. وفوجئت به يشير لي باصابته، فقد اشرت له انه يخلي مكانه.. ولكنه رفض وأصر علي المواجهة، فقد بدأت العناصر الإرهابية في التعامل ب »آر بي جي» واستشهد الشهيد البطل محمد عبده.. وهنا فوجئت بسيارة نقل رباعي تقترب من المركبة التي استقلها.. وكانت ملحمة أحد الجنود الذين معي، حيث رفع العسكري كيرلس رشاشه علي مستقلي السيارة ونجح في تصفيتهم جميعا. وأضاف الرائد مقاتل كريم: وتحركت لاستلام سلاح النص بوصة وتعاملت مع العناصر الإرهابية وجها لوجه، حتي جاءتني هدية ربنا.. تعاملوا معي ب »آر بي جي» واصابوني.