14 رمضان 1436، سيقف التاريخ طويلًا عند هذا اليوم الذي وافق 1يوليو 2015، ذكري قيام اكبر مجموعات من الإرهابيين بمهاجمة متزامنة لكمائن شمال سيناء، في محاولة لإعلان ما يسمي ولاية سيناء، حيث تجمع أعداء الوقت من أهل الشر لاقتطاع أي جزء من أرض الوطن ورفع راياتهم السوداء عليها، فواجههم أبطال القوات المسلحة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه النصر أو الشهادة. فنالوا من أشباح الظلام فلم يخرج أحد منهم من مصر علي قيد الحياة، في أقوي معارك التلاحم والحروب غير التقليدية في العصر الحديث. اليوم يجب أن نتذكر البطل الشهيد العقيد الدرديري، البطل الشهيد النقيب محمد عبده، البطل الشهيد النقيب محمد أشرف، البطل الشهيد ملازم أول محمد عادل، جنودنا الأبطال عبد الرحمن وأبانوب، وكل المصابين في هذا اليوم و كل من عاشوا أبطال. الرائد "كريم بدر" أحد أبطال معركة كمائن الرفاعى بالشيخ زويد، الذي فقد فيها أحد ذراعيه ، يروي ل"بوابة الأهرام" كواليس يوم نالت منه الشائعات في مخطط دعمته قنوات الجزيرة وقتها وحاولت أن تدعي سقوط سيناء، كانت الكاميرات مستعدة والاتصالات عبر الأقمار الصناعية تستعد لإذاعة بيان رفع علم داعش الأسود علي أي كمين، لكن أسود القوات المسلحة كانوا لهم بالمرصاد لإفساد مخططهم ويحكي لنا الرائد كريم القصة الحقيقية لبطولة رجال القوات المسلحة، مع البطل الذي فقد زراعه اليسري أثناء الهجوم ، فلم يتوقف بل وضع زراعه المبتورة فوق الدبابة، وأكمل حاملا السلاح بزراعه اليمني فقط، والأصعب انه كتب تقرير القتال بيده السليمة قبل أن ينقل للمستشفي، ليسجل بنفسه سجل الفخر والعزة. قال فيه: "أنقذنا الكمين اللي حاولوا تصفيته، وكنت قائد الدورية للدعم، دمرت 2 عربة كروز، وصفيت أفراد على 2 عربة تايلاندى، واحتلينا الكمين قبل أي حد ما يتاخد أسير أو حتى ذخيرة.. تحيا مصر". وعندما تواصلت مع البطل كريم بدر قال لي: هل تعرفين أحدًا من زملائك تواصل معي، وعندما أجبته بالنفي، قال لي لم أتحدث إلا في ندوة القوات المسلحة، لكن يبدو أن دعوة الوالدين وبركة رمضان ساعدتك في الوصول لي". واسترسل يروي: "كل مقاتل بيستنى اليوم اللي تنادى عليه مصر، وتقوله هي دى مهمتك، في يوم 1-7-2015 كان موافق يوم 14 رمضان المعروف باسم معركة الرفاعى، حاول فيه أعداء الوطن بإعلان ما يطلق عليه إقامة ولاية سيناء، ومع بداية اليوم وردت إلينا معلومات تفيد بأن كمائن جنوب الشيخ زويد منطقة الرفاعى تعرض لهجومًا من قبل العناصر الإرهابية، وقدمنا الدعم بعد أن تلقينا الأمر بذلك"، مشيرًا إلى أفراد القوات كانت جاهزة ومدربة لتنفيذ أي مهمة في أى وقت. وتابع البطل كريم بدر حديثه: "اتفقنا قبل التحرك أننا نقابل ربنا بأكبر عدد منهم، وبالفعل بدأنا التحرك وكان في مقدمة التحرك دبابة أم 60 قائدها الملازم أول البطل محمد عبده، والملازم أول حسين السيد، بينما كنت في المركبة رقم 2 وخلفنا باقي قوة الدعم، لكن الأهم أن دعم ربنا وتثبيته كان باديًا من بداية تحرك القوات، والذي ظهر جاليًا عندما أخذت القوات الطريق الطويل في وقتًا أقصر من المعتاد حتى لقت العناصر المتطرفة واشتبكت معاهم". وأشار أحد أبطال معركة كمائن الرفاعى بالشيخ زويد، إلى تمركز القوات وقت وصولها، ووجهت ضربات ثقيلة متتالية بكل أنواع الذخيرة، وكبدت العناصر الإرهابية خسائر كبيرة، ودمرت سيارات الدفع الرباعي، وانتقمت من الإرهابيين الذين تناثرت أشلاؤهم، فيما قامت العناصر المتبقية منهم في استخدام الرشاش ال14 ونص السلاح الرئيسي المحمل على عربات الدفع الرباعي، ووجهته في كل اتجاه. وروى الرائد بدر، الدور البطولي للملازم الشهيد محمد عبده الذي فتح غطاء دبابته وخرج منها بسلاحه الشخصي، وقرر مواجهة الإرهابيين رجلاً لرجل وتمكن في تصفية أكبر قدر ممكن منهم.. مضيفًا: "الملازم الأول البطل محمد عبده كان من أوائل الناس اللي عايز ينفذ المهمة، وبعد تصفيته عدد كبير من الإرهابيين ورغم إصابته رفض ترك ميدان المعركة، حتى استهدفته العناصر الإرهابية بدانتين أربيجيه أصابته منهم مباشرة واستشهد على أثرها". واستطرد "بدر" في حديثه بكل فخر واعتزاز: "كلنا كنا عرفين أن أول ما جسمنا هيتملى بالذخيرة هنقابل ربنا بالشهادة"، مشيرًا إلى استمرار القوات في التعامل مع العناصر الإرهابية إلى أن أصيب واصفًا تلقيه الإصابة "بهدية التي الله التي أفقدته ذراعه الأيسر وأجزاء من جسده". واختتم بدر قصة بطولة القوات المسلحة بحديثه مع أحد العساكر التي كانت تساعده في حركة الإخلاء قائلًا: "قلت للعسكري وقت توجيه العناصر الإجرامية النيران لو حسيت أنى تقيل ومش هتقدر تخليني أنا عايز طلقة في دماغي علشان محدش يأخذني وأنا كده". تقرير العملية بخط يده رغم الاصابة