هي ملكة السعادة دون منازع.. وهي صانعة البهجة.. والعازفة علي أوتار حب الوطن.. وهي المغزولة بنور من نسيج رحم مصر.. وهي العاشقة لمصر.. وهي الخبيرة بدهاليزها الإنسانية.. وهي المُبحرة في جذورها العتيقة بحثا عن الأصالة واستنقاذا للإبداع وانتصارا للانتماء المغموس في ملح الأرض الطيبة ! هي إسعاد يونس هذه المرأة المصرية المعجونة بروح مصر.. والتي امتزجت دماؤها بشرايين النيل وشربت من مائه، فاحتضنت في ضلوعها تفاصيل الشخصية المصرية الحقيقية التي تعيش في حالة انسجام تام مع النفس والأهل والأصدقاء والمعارف والوطن. وهي نموذج للشخصية التي لم تترك نفسها للانغماس الكامل والخاطئ في الحضارات الغربية، بل اقتطفت منها الزهور التي قررت اقتطافها لاستكمال بناء القيم التي تناسب حياتنا العصرية، ثم غزلتها بوعي وذكاء فطري بمكنون حضارة مصر الأصلية وتفردها وخصوصيتها وهويتها، فكان ما شهدناه من منتج شخصية إسعاد يونس وهو المثال الذي يحتذي ويُشار إليه كنموذج لحقيقة المرأة الرائعة التي تفاجئك كثيرا كأم ثم كأخت ثم كإبنة، فصديقة، فزوجة، وزميلة.. وهي في كل هذه الأدوار تُشعر الغريب قبل القريب بمشاعر الألفة الطاغية المنبعثة منها بصدق وحب والأهم دون تكلف.. وربما كان هذا هو سر نجاحها في اختراق شبكات وعينا كمصريين مُتلقين أحيانا لفنها، وأحيانا لإعلامها، وأحيانا لإبداعها، وكثيرا لنجاحها في كل ما تقدمه لنا، فهي تملك ناصية الإبداع الصادق دون خروج علي تقاليدنا، بل علي العكس هي المدافعة بإخلاص عن عمق الهوية المصرية ناصعة التحضر، بل والمقاتلة لاستعادتها وتنقيتها من شوائب الإحباط وانعدام الثقة بالذات، وفقدان الإيمان بالنفس، والسلبية، والانهزامية، خاصة في كل ما تقدمه حاليا في برنامجها البديع » صاحبة السعادة»، والذي يطل علينا ونحن نعيش في ظل النفق والصخب الإعلامي.. لتحاول هي بهدوء ومقدرة ودون خطابة أن تعيدنا بلطف بالغ إلي قيمنا وطباعنا ونجاحاتنا وأصالتنا وفننا وثقافتنا، والتي كنا قد ابتعدنا عليها تحت ضغوط نعلمها جميعا! أما الأهم فهو تفوقها في » صناعة البهجة» في كل ما تبدع من تمثيل أو تأليف أو إنتاج أو تقديم برامج إذاعية أو تليفزيونية.. بهجة ممزوجة » بصنعة»، ذلك أنها بالبلدي» أسطي » حقيقية، و» صنايعية» جبارة.. وهو ما يؤكد سر تربعها علي عرش القلوب المصرية التي ملكتها بحرصها علي تقديم نماذج المصرية المشرّفة وقصص نجاحها في كل المجالات، وهي تلك القصص التي تُجهد نفسها وفرق عملها للتفتيش عنها في كل أروقة المجتمع المصري. لقد تسامت إسعاد يونس بمصر وفنونها وموسيقاها ومهنها وتراثها وثقافتها وحضارتها وأرضها وشمسها وقمرها وشواطئها وصناعاتها وأبطال حروبها وكبار رموزها، وزهرة شبابها، وشركاء نجاحها وحتي بمنافسيها، بفضل عدم أنانيتها، ورغبتها في استعادة مصر.. عبر طريق مفروش بالورد والدموع والتفاؤل والصبر والجهد والإخلاص والنجاح.. ولقد كرمت واحتفت بكل المصريين، وبمصر، وآن الآوان أن نحتفي بها وأن نكرّمها لأنها تستحق أن نصنفها كقدوة إنسانية وطنية، آمنت بجمال وأصالة مصر في أصعب الظروف التي تمر بها، وأصرت علي إسعادنا، لذا تحية منا لسعادتها. • مسك الكلام.. لكل إنسان نصيب من معني اسمه.. ولأن اسمها »إسعاد».. فقد مُنحت ومَنحت السعادة.