يوم حماسي جميل اجتمع فيه المصريون من مشارق الأرض ومغاربها لمؤازرة الفريق المصري في نهائيات كأس الأمم الإفريقية. حركتنا وجمعتنا مشاعر حب كبيرة لهذا العلم ولمصرنا العظيمة. رغم السنوات العصيبة التي عشناها والأحزان التي أغرقتنا في بحور اليأس كنا في انتظار الفرحة خاصة البسطاء المطحونين خلف قرارات المسئولين التي تخرجهم من دائرة حساباتهم التي لا تعترف بأبسط حقوقهم كمواطنين. ظننت أنا وغيري كثيرون أن هذا الشعب فقد الأمل ولم يعد هناك شيء قد يسعده أو يوحد رأيه ويحرك مشاعره علي شيء، ولكن فعلت الكرة هذا السحر في أيام قليلة وتجمع المصريون في كل مكان خلف علم مصر. ولم تتوقف المعجزة عند حدود المصريين بل اجتمع كثير من العرب في كل أنحاء العالم خلف العلم المصري أملا في فوز فريق عربي بالبطولة. لا أنكر مشاعر الحزن التي أصابتنا جميعا بعد خسارة المباراة ولكنها لم تتملكني سوي لحظات قليلة لأنني رأيته انتصارا بكل ما تحمله الكلمة من معني. توحدنا وتوحد العرب ولم يعد جدولنا اليومي مشغولا بحدث آخر،الكل جاء في الموعد كبارا وصغارا والكل كان يهتف باسم مصر. وما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضي أن تجتمع كلمتنا خلف علم مصر ليس في مباراة فقط ولكن في كل مجال يضم فريقا مصريا موهوبا وناجحا. وإن كان فقراء العقل يحاربون الناجحين والمتفوقين فعلينا جميعا أن نحتويهم ونساندهم ونترك اللامبالاة للأبد. فالجميع أثبتوا أنهم هنا حاضرون في انتظار صافرة البداية كي يهتفوا باسم مصر. ولأنها الشقيقة الكبري لكل العرب فهم في انتظار الأخت التي تجمع ولا تفرق في ظل واقع كاذب يرسمه الأعداء ويوهم فيه كل طرف بأن مصلحته تتعارض مع مصالح أخوته كي يهدم المنزل ويتشتت الأخوة.فاتركوا العلم مرفوعا واهتفوا جميعا باسم مصر.