نهر النفايات.. نهر النيل سابقاً ! «مصر هبة النيل» مقولة جسدها التاريخ للإيحاء بأهمية النهر ومدي مساهمته في حياة المصريين، ولأننا نتميز بالعبقرية والنظافة فقد تسببنا في تحول نهر النيل إلي نهر من النفايات والقاذورات!!.. ليس هذا فحسب بل جعلناه مدفنا للحيوانات النافقة والطيور الميتة، ولأن ذكاءنا فاق الحدود، فقد قمنا بإلقاء الصرف غير الصحي في مياهه!!.. «الأخبار» ترصد في السطور القادمة المآسي التي يتعرض لها نهر النيل. فالوضع والمشهد بطول نهر النيل لا يمكن وصفه، فالقمامة والمخلفات كادت تغطيه وتسد شرايينه التي تغذي أنحاء مصر بالمياه العذبة حق مصر في حصتها من مياه نهر النيل بعد قيام أثيوبيا ببناء سد النهضة، المواطنون لا يكفون ليلا نهارا علي إلقاء القمامة في النهر والترع والمصارف من أجل التخلص منها بدلا من الاستفادة بها وفصلها من المنبع في أكياس بلاستيكية للاستفادة منها وإعادة تدويرها فضلا عن إعادة فرزها بالمنازل بعيدا عن صناديق القمامة في الشوارع. ان السيدات تقومن بغسل ملابس أسرتهن في مياه نهر النيل وأخريات تقوم بتنظيف سجاد وحصير منزلها في مياه النيل دون الشعور بتأنيب للضمير. حملة «حلوة يا بلدي» تستهدف القضاء علي ملوثات نهر النيل في القليوبية ورصدت ما يشهده من أعمال غير آدمية، فالقمامة مبعثرة حول صناديق القمامة المخصصة لها وطائر أبوقردان الشهير ب «صديق الفلاح» يتجمع عليها وحيوانات وطيور نافقة في وسطها وروائح كريهة تنبعث منها فالمظهر يثير الإشمئزاز. كما رصدت «الأخبار» في حملتها «حلوة يا بلدي» الوضع بقرية عزبة مسلم إحدي القري الواقعة علي ضفاف نهر النيل فيقول «علاءعبد العاطي» 35سنة تاجر ويقول ان القرية تعاني من عدم مرور سيارات المجلس المحلي لجمع القمامة فيقوم أهالي القرية بإلقائها علي ضفاف النهر الذي يواجه لمنازلهم فيأتي بعدها دور النباشين الذين يقومون ببعثرة أكياس القمامة من أجل البحث عن المواد والمخلفات الورقية والكرتونية والمعدنية التي تلقي في القمامة ثم يتركون ما أفسدوه وراءهم وكأن شيئا لم يحدث فنعاني نحن المواطنين من انتشار الذباب والروائح الكريهة خاصة مع تأخر سيارات الحي لجمع القمامة فنضطر إلي إحراقها للتخلص منها. توجهنا علي طول نهر النيل فوجدنا الأطفال يلهون بالمياه التي تلوثت من جراء إلقاء الطيور والحيوانات النافقة والقمامة للتخفيف من ارتفاع درجة حرارة الطقس عليهم كما لاحظنا بجانب نهر النيل وجود كميات كبيرة من الأسماك بقرب الشاطئ فسألنا أحد المواطنين عن سبب تجمع الأسماك بجوار الشاطئ ويؤكد عبد الله فتحي 56 سنة موظف بشركة الكهرباء أن سيدات القرية يأتين في كل صباح علي الشاطئ من أجل غسيل أواني الطعام وبالتالي تتجمع بقايا الطعام والذي تتغذي عليه الأسماك وتتجمع حولها فضلا عن قيام بعض المواطنين بتنظيف حيواناتهم من أحصنة وبغال إلي مياه نهر النيل من أجل تخفيف درجات الحرارة المرتفعة عليهم وتنظيفهم، وتقول عواطف فهمي 45 سنة ربه منزل بأن القرية تعاني من عدم وجود صرف صحي بالقرية ولذا تقوم سيارات الصرف الصحي بتفريغ حمولتها في بعض المصارف والتي تغذي وتروي الأراضي الزراعية بالمياه وفي الوقت نفسه تلجأ السيدات إلي غسيل ملابسهن علي ضفاف النيل وعبرت عواطف عن سعادتها بهذه الحملة نظرا لما تعانيه المنطقة من تراكم القمامة والتي تؤدي إلي انتشار الأمراض والاوبئة التي تنتشر سريعا بين الأطفال بالإضافة إلي انتشار أعداد كبيرة من الكلاب الضالة بجوار منازلهم والتي تتجمع حول تراكمات القمامة لتتغذي عليها.