صورة تذكارية للمهندسين أثناء عملية الحفر أكثر من 5 الاف عامل لا ينامون، يواصلو الليل بالنهار لكي يخرج المشروع للنور.. يعملون وحب مصر نصب اعينهم، حقا هم يجسدون ملحمة وطنية، ويعزفون سيمفونية في كيفية حب الوطن.. هم تجسيد للمعني الحقيقي للإصرار والعزيمة والتحدي وترجمة فعلية لرجال المهام الصعبة الذين تحقق فيهم قول الرسول «صلي الله عليه وسلم» «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض».. هذا ماتشاهده في الملحمة الوطنية في مشروع الاستزراع السمكي الذي تسابق فيه الجميع من اجل اخراجه لكي يصبح حقيقة واقعة «الأخبار» عاشت مع العمال يوما كاملا رصدت فيه كل تفاصيل يومهم.. ورصدت عزيمتهم وحبهم للوطن الذي يستحقون عليه نوط الشجاعة لاصرارهم وعزيمتهم. كان العامل المشترك بين جميع العمال هو الروح المعنوية العالية والسعادة البالغة التي تعلو الوجوه الغارقة في العرق بسبب الجهد الكبير الذي يبذلونه للانتهاء من المشروع وافتتاحه في الموعد المحدد. يقول فؤاد الباز «مهندس» واحد ابناء محافظة كفر الشيخ: اعمل بالمشروع منذ 11 شهرا واقوم بالاشراف علي انشاء القنوات الخاصة لتزويد احواض تربية الأسماك البحرية بالمياه.. مشيرا الي انه اكثر انسان «محظوظ» في العالم لانه سبق له ان شارك في اعمال حفر قناة السويس الجديدة والان يشارك في انشاء اكبر مزرعة سمكية علي مستوي الشرق الاوسط علي ارض محافظته.. واكد ان جميع العاملين بالمشروع يعملون بضعف طاقتهم لانهم علي يقين بانهم يعملون من اجل مصر.. «أنا فخور لاني باعمل حاجة لمستقبل بلدي وولادي.. وراسي مرفوعة لفوق لاني مصري ومشارك في مشروع كبير.. ولو طلبوا مني اشتغل ببلاش هشتغل عشان بلدي محتاجاني» بهذه الكلمات بدأ اسماعيل عبد الكريم مشرف «مطابق صرف احواض الاسماك» حديثه وواصل: اعمل بالموقع منذ 4 أشهر.. والدولة توفر لنا جميع الامكانات ونحصل علي اجر مجز ومنتظم واعول أسرتي من خلاله.. وقال «المشروع فتح بيوت ناس غلابة كتير.. ووفر الاف فرص العمل.. ولما يخلص هيبقي فتحة خير علي محافظة كفر الشيخ ومصر كلها». طفرة كبيرة ويقول حامد معوض «حداد» أحد ابناء محافظة الدقهلية: المزرعة حققت طفرة للمنطقة المحيطة بها.. وحدث رواج كبير في القري المجاورة لها.. كما ان معظم العاملين بالمشروع من ابناء كفر الشيخ وخاصة القري المحيطة بالمشروع.. مشيرا الي انه يعمل بالمشروع منذ سنة تقريبا منذ بدء العمل بالمزرعة.. وانه سيحكي لابنائه في المستقبل انه شارك في هذا الصرح العملاق.. ويفخر انه احد المشاركين فيه. عبد الهادي الزعفراني احد ابناء كفر الشيخ «مشرف عمال» يقول: «اللي بيحب مصر يبني فيها.. واللي نفسه يشوف حاجة حلوة يخطف رجله لحد كفر الشيخ عشان يشوف المشروع اللي يفرح القلب.. وكل الناس اللي هنا مستعدة تشتغل ليل ونهار.. عشان عارفين انهم بيبنوا في بلدهم».. وواصل: «المشروع حول حتة ارض فاضية كانت مش مستغلة لاكبر مزرعة سمك تساعد في اقتصاد البلد.. وانا باشتغل في المشروع من 10 ايام.. لكن فخور اني ساهمت فيه». ويؤكد عبد الله صبحي «حداد» انه يأتي للمرة الاولي للعمل بالموقع.. ورغم انه يومه الاول في العمل.. لكنه اندمج وسط العمال منذ اللحظة الاولي لانه وجد الجميع يعمل بجهد واخلاص غير عادي وبتناغم كبير.. مما ولد لديه شعور انه يعمل في المشروع منذ بدايته.. واضاف: عندما اقف وانظر الي حجم المشروع الضخم وما يتم انجازه.. اشعر انه لا يوجد مستحيل.. فمن يستطيع ان يربي الاسماك في ارض كانت عبارة عن اكوام من الرمال قادر ان يفعل اي شئ. ويقول محمود عبد القادر «فني خرسانة» العمال والمعدات اصبحوا قطعة واحدة.. ويحدثون بعضهم البعض حتي ارض الموقع نشعر انها تساعدنا لانها تعلم اننا نقوم بتعميرها.. واضاف: اريد ان يأتي جميع المصريين ليشاهدوا ما حققناه علي ارض الواقع ومدي ضخامة المشروع الذي يستحق كل قطرة عرق نزلت من جبين العمال. تحيا مصر أحمد محمد «نجار» وقف وسط تلال من الاخشاب حاملا بيده عدته وهي عبارة عن شاكوس وجراب مليء بالمسامير يعمل بكل قوة وحماس.. لم يلتفت الينا اثناء وقوفنا بجواره وعندما شعر بنا ابتسم وقال انتو مين ؟.. وفي لحظة نطق بكلمات كلها تدعو الي الفخر قائلا «تحيا مصر ويحيا الرئيس» واضاف ان هذا المشروع العملاق وفر فرص عمل كثيرة للشباب وفتح بيوت كتير مضيفا انه يأتي الي العمل يعيش في قرية مجاورة للمشروع ويأتي قبل موعده بساعة كاملة من اجل المشاركة في هذا المشروع الوطني. التقط الحديث صابر محمد «نجار» فقال انه يعمل في هذا المشروع من عدة شهور ويعمل بشكل اكثر قوة من الاعمال في المشروعات الاخري ولايدري السبب قائلا «الواحد عاوز يكمل المشروع ده بسرعة» فهو يري ان الكل في هذا المشروع القومي يعمل بقوة وحماس مما يعود وينعكس علي الاخرين مضيفا انه لا فرق بين عامل ومهندس ولا فرق بين ضابط وعسكري، الجميع هنا يدا واحدة وهدفهم اخراج المشروع في أبهي صورة.. واضاف شحات سيد «حداد» ان العمل يجري علي قدم وساق داخل المشروع قائلا «ان الواحد بيشتغل من الصبح حتي اخر النهار والنتجة مضاعفة» مضيفا انه وجميع العمال الذين يعملون في تقطيع الحديد لايسألون عن فترة راحة بل يعملون ليل نهار مضيفا انه عندما يري ان المشروع بدأ يظهر الي النور يزداد فرحا وفخرا بهذا الانجاز الذي سيكون وش الخير علي مصر. «مش لاقي شغل ازاي الشغل هنا كثير جدا» بهذه الكلمات بدأ علي السيد «سائق لودر» حديثه بان الشغل موجود بس اللي عايز يشتغل مضيفا بانه سيذكر هذه الايام الشاقه في العمل وسيسردها لأولاده وسيفتخر بعمله في هذا المشروع طوال حياته مضيفا بان العمل لايتوقف ونعيش اليوم بيومه ونسابق الزمن حتي نستطيع ان نفي بعهدنا للرئيس السيسي.. ويري رمضان محمد «سواق جرار» ان العمل هنا يشبه خلية النحل كل منا يحمل الامانة في موقعه يعمل من اجل مصر وعندما نشعر بالتعب نتذكر اجدادنا الذين حفروا السد العالي مضيفا اننا لانقل اهمية عن الجندي الذي يقف في المعركة فنحن نعمر ونشيد وهو يحمي. ويقول رمضان صابر «عامل» انه اب لخمسة أبناء تركهم مع زوجته في مدينة سوهاج وجاء بحثا عن الرزق لتصل قدماه الي هذا المشروع القومي للاستزراع السمكي مضيفا انه يعمل بلا هواده لا ينظر وراءه من اجل انجاز هذا المشروع القومي الذي سوف يحمل الخير لمصر مضيفا انه ينتظر اليوم الذي يأتي فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي ليفتتح هذا المشروع قائلا «انه يوم السعد وسيكون وش الخير علي مصر». مصدر رزق وأشار أحمد محمد «عامل» إلي ان هذا المشروع سيعود بفائدة كبري علي محافظة كفر الشيخ ويساهم في حل أزمات البطالة التي تدفع عشرات الشباب إلي الهجرة غير الشرعية بحثا عن مصدر رزق وفرصة عمل وينتهي بهم المطاف إما بإلقاء القبض عليهم أو بفقدانهم في حوادث متكررة اعتدناها خلال الفترة الماضية. وأشار جمعة محمد «عامل» إلي أن روح العمل في هذا المشروع القومي غير طبيعية فالجميع يدا واحدة في مواجهة أي صعوبات والسبب هنا الدافع الوطني والإصرار علي العمل من أجل مصر والمصريين، كل هذه العوامل ستكون سببا كبيرا في إنجاح هذا المشروع. واضاف يحيي محمد «حداد» قال ان روح العمل التي سادت المشروع ترتفع في كل مرحلة مضيفا ان هذا المشروع فعلا أثبت أننا شعب ليس بكسول وشعب يصنع المعجزات، فخاض حرب 73 وصنع النصر وها هو اليوم يضع نفسه أمام نصر جديد حققه بسواعده واضاف: خلية عمل ومشرفون يعملون معنا علي مدار الساعة ونفضل العمل عن الذهاب لبيوتنا وأهلنا، كل ذلك من أجل مصر، وبالفعل اقترب تحقق مرادنا.