ما أتحدث عنه حقيقة نراها كل يوم لكننا نغفلها، وإن تنبهنا لحظتها ننساها، لذا وجب التذكير بها، وأذكر نفسي قبلكم، يقول الشيخ علي الطنطاوي : بعد أن يتركوك داخل القبر، ويعود كل إلي دنيته، تتنبه، لقد زال عنك المجد والمال والصحة والولد، لقد فارقت الدور والقصور والزوجة، وبدأت الحياة الحقيقية، والسؤال هنا : ماذا أعددت لقبرك وآخرتك؟ هذه حقيقة تحتاج إلي تأمل، لهذا ينصحك شيخنا بالحرص علي : الفروض، النوافل، صدقة السر، خبيئة عمل صالح، صلاة الليل، لعلك تنجو !، ساعد علي تذكير الناس بهذه المقالة إن شاء الله ستجد أثر تذكيرك في ميزانك يوم القيامة، (وذكّر فإن الذكري تنفعُ المؤمنين) يختار الميت الصدقة لو رجع للدنيا كما قال تعالي : رب لولا أخرتني إلي أجل قريب فأصدق. قال أهل العلم: ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأي من أثرها بعد موته، ومن أفضل الصدقات «الكلمة الطيبة». وقد اتفق أهل العلم علي أن الدعاء والاستغفار والصدقة والحج تصل للميت، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة: (أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عليها فقال النبي صلي الله عليه وسلم : نعم) أي أن الصدقة عن الميت تنفعه ويصل إليه ثوابها. وأفضل الطرق لنفع الميت الإكثار من الدعاء له، قال الله تعالي : ( وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) وقال النبي صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) ومن أفضل ما تبذل فيه الصدقات الجهاد في سبيل الله وبناء المساجد ومساعدة طلبة العلم بطباعة الكتب أو إعطائهم الأموال التي يحتاجون إليها. دعاء : يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، وان ترحم والديّ وتجعل مثواهما الفردوس الأعلي، اللهم آمين