تعتبر سرعة تلف معظم المحاصيل الزراعية مشكلة تواجه المزارعين وتعوق التصدير بما تسببه من إهدار لجهد المزارعين وأموالهم التي ينفقونها طوال العام في انتظار موسم الحصاد لتسويق محاصيلهم سواء في السوق المحلية أو من خلال التصدير.. الباحثة نعمة محمد حسن قامت بإجراء دراسة حول مادة الشيتوزان التي تساعد في الحفاظ علي جودة المحاصيل البستانية لفترات طويلة بعد الحصاد واثر ذلك من الناحية الاقتصادية وإمكانية استخدامه في مصر وحصلت بها علي رسالة الماجستير من كلية الزراعة جامعة عين شمس وتستعد حاليا لمناقشة رسالة الدكتوراه.. نتعرف معها علي تفاصيل دراستها وجدواها الاقتصادية.. نود تقديم تعريف مبسط لمادة الشيتوزان ودورها في الحفاظ علي المحاصيل؟ الشيتوزان مادة تستخدم كأحد المغلفات أو الأغشية الطبيعية الآمنة ويوجد حاليا اتجاه عالمي لاستخدامها بديلا للتشميع. وهذه المادة تستخرج أساساً من القشريات البحرية وخاصة الكابوريا والجمبري وهي مادة عديمة اللون والطعم والرائحة حيث تعمل علي الحفاظ علي جودة الحاصلات البستانية وبأعلي قيمة غذائية وأيضا تعمل علي إطالة فترة عرضها في الأسواق مما يؤدي إلي زيادة نسبة الصادرات المصرية بالإضافة إلي انه تدخل في العديد من الأدوية خاصة أدوية السكر والسرطان وأدوية إنقاص الوزن. حيث إن بعض محاصيل الخضر والفاكهة سريعة التلف بعد الحصاد فتقوم هذه المادة بعمل غلاف حول الثمرة يعمل علي تقليل فقد الرطوبة مما يحافظ علي درجة امتلاء الخلية بالماء وبالتالي يحافظ علي نضارتها وفي نفس الوقت يقلل من حدوث أي تغيرات في الجودة المظهرية مثل الكرمشة، والذبول وأيضا تمنع تراكم الرطوبة عليها مما يقلل من الإصابة بالفطريات والبكتريا المتسببة في حدوث أعفان للثمار تؤدي إلي زيادة نسبة التالف. ما أهم الثمار التي أجريت عليها أبحاثك؟ ولماذا؟ قمت بالعديد من الأبحاث علي أنواع مختلفة من الخضراوات ولكني اخترت التركيز في البحث علي محصول الفلفل الحلو الملون لأنه من المحاصيل الاقتصادية القومية المهمة حيث تزايد في السنوات الأخيرة الطلب عليه سواء للتصدير أو للتسويق المحلي، وتختلف أصناف الفلفل الملون في الشكل واللون وسمك لحم جدار الثمرة وكذلك اختلاف القيمة الغذائية تبعاً للصنف حيث إن الأصناف تتعدد من ناحية اللون فمنها الحمراء، والصفراء، والقرمزية، والعاجية، والبيضاء مما يجعل هناك تعددية في القيمة الغذائية والتي تشمل الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي ترجع إلي نوع الصبغات الملونة مثل الكاروتينات والأنثيوسيانينات والكلوروفيلات وكذلك المحتوي من فيتامين سي والكالسيوم والفوسفور والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والنياسين والريبوفلافين. ما الذي دفعك دفعتك لإجراء هذا البحث؟ دفعني لإجراء البحث ما رأيته من تعرض الثمار بعد الحصاد في مصر لظروف تداول غير مناسبة تزيد من معدل هدم المواد الغذائية مما يؤدي إلي سرعه تدهورها كما أن ثمرة الفلفل بعد القطف تتكون من انسجة غضة تكون عرضة لتغيرات كثيرة بعد الحصاد وهذه التغيرات تكون نتيجة لعملية التنفس واستهلاك الغذاء المخزن في أنسجتها ولكن يمكن الإبطاء من حدوث هذه التغيرات وذلك بتخزين الثمار علي درجات حرارة الصفر المئوية ولكن ثمرة الفلفل من الثمار الحساسة لدرجات الحرارة المنخفضة لإصابتها بأضرار تسمي أضرار البرودة لذلك لا يمكن تخزينها إلا من 7-10 درجات مئوية. وأحيانا يتطلب عند تصدير وشحن المحاصيل شحن أكثر من محصول من المحاصيل مع بعضها وهو ما يسمي بالشحن المختلط حيث يصاب الفلفل بأضرار البرودة التي تظهر عند عرضها في السوبر ماركت ومن هنا جاء استخدام مادة الشيتوزان حيث يتم شحن الفلفل علي درجة حرارة اقل من الدرجة المثلي. وكيف يتم استخدام مادة الشيتوزان للحفاظ علي الثمار من التلف؟ يتم استخدامها رشاً علي ثمار الفلفل بعد الحصاد مباشرة ويتم استخدام أكثر من تركيز للمادة. وقد أجريت العديد من الدراسات الحديثة العلمية في مجال تداول الحاصلات البستانية بهدف تقليل الفاقد والتدهور لثمار الفلفل الملون بعد الحصاد وذلك بقسم البساتين - كلية الزراعة جامعة عين شمس للحفاظ علي جودة ثمار الفلفل الحلو الملون أثناء الشحن والتسويق علي درجة حرارة ٫5م حيث تعتبر الدرجة المثلي له من 7 - ٫10م وذلك بالتعاون مع أستاذ تداول الحاصلات البستانية د. أحمد أبو اليزيد بجامعة عين شمس حيث استمرت أبحاثي لمدة 3 سنوات وحصلت علي درجة الماجستير عن هذه المادة وحصلت علي جائزة أفضل بحث عن الحفاظ علي جودة المحاصيل الزراعية بعد الحصاد. وما العائد الاقتصادي من استخدام هذه المادة؟ عائد اقتصادي كبير فهي مادة ليس لها أضرار ولها فوائد كثيرة حيث تعمل علي إطالة عمر المنتج المصري في الأسواق وهذا يعطينا مساحة لتقليل تكاليف الشحن الجوي ذي السعر المرتفع واستبداله بالشحن البري والبحري مما يؤدي إلي خفض تكلفة النقل والشحن بالإضافة لعرض المنتج أطول فترة في الأسواق مع الحفاظ علي شكله وقيمته الغذائية.