صباح جديد

انقذوا مصر!

إرادة الشعب من إرادة الله .. لذلك نجحت الثورة وحققت أهدافها .. وأصبحنا نتطلع لحياة حرة ديمقراطية تقدس رأي المواطن وتحترم كرامته .. كانت ثورة بيضاء نظر بعدها العالم كله الينا بفخر واعتزاز .. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه .. هل تغيرت نظرتنا إلي انفسنا ؟! ..
ما يحدث في مصر الان يؤكد ان قطاعات كبيرة من الشعب لا تدرك حجم الانجاز الذي تحقق .. ولا تريد أن تعيش في جلباب ثورة عظيمة خرج من رحمها واقع جديد .. فنحن نعيش فوضي غير مسبوقة .. يحاول استغلالها البلطجية وأصحاب السوابق ومن لهم أغراض خاصة ليفرضوا سيطرتهم وواقعهم بالقوة علي المواطنين .. ولأنهم أدمنوا مخالفة القوانين فلن يريحهم عودة رجال الامن لممارسة عملهم لأنها - ببساطة - ستعيدهم الي جحورهم مرة اخري!
فالاسلوب والطريقة التي يتعامل بها عدد كبير من المواطنين مع رجال الشرطة لن تأتي بالخير وستساهم في زيادة الفجوة بين الشعب والشرطة وهو ما لا نتمناه .. ويجب- للحق- أن نعترف أن رجال الشرطة كانت لهم أخطاء بل خطايا عديدة .. ولكن الوضع يختلف الان .. فالأمن لابد أن يعود والأمان يجب ان يسود.. لأن الحرية بدون امان معادلة صعبة نتيجتها عدد كبير من الأصفار لا نريده ولا نتمناه.. وهو ما قد يجنح بنا إلي حلقة مفرغة من الفوضي يسودها قانون الغابة.
شباب الثورة وشرفاء مصر كلهم عليهم الأن أن يتعاونوا بكل جدية واخلاص مع القوات المسلحة والشرطة - الذين ننتظر عودتهم بكامل قدراتهم وطاقاتهم - لمحاربة كل من تسول له نفسه إشاعة الفوضي وإثارة الرعب بين المواطنين .. لأن وجودهم هو الخطر الحقيقي علي مصر.. وكفانا مظاهرات لم يعد لها فائدة.. وشعارات لا جدوي منها .. ووقفات احتجاجية ليس هذا وقتها.
لا نزايد علي أحد.. ولكن القادم صعب وعلينا ان نجتاز هذه المرحلة الحرجة للخروج من نفق مظلم لا يعلم نهايته الا الله.. فنجاح الثورة علي المحك .. وليعلم الجميع ان الشعور بالامان هو اساس الحياة.. وبدونه لن تنفع حرية ولا تجدي ديمقراطية.
الأيادي المرتعشة لن تكتب حرية.. والقلوب الخائفة لا تعرف ديمقراطية.
الخوف لا يصنع حياة.