شكوكو يجمع تبرعات المجهود الحربى من البسطاء اولاد البلد .. ويسلم تبرعات دعم الجيش لضباط القوات المسلحة لم ينتظر مثل غيره في بيته، لم يلطم الخدود او يتأخر عن تلبية الواجب الوطني، بالعكس استغل شهرته وشعبيته الكبيرة بين لناس الذين يحبونه، نزل إلي التجمعات الشعبية يحمل صندوقا، ركب الباصات، تشعلق في الترام، طاف الأزقة والحواري والشوارع الراقية، يرافقه اثنان من عساكر الشرطة العسكرية، التف الناس من حوله،وضع كل منهم من ماله الجنيهات والقروش في الصندوق تبرعا لدعم الجيش الوطني في معركته ضد قوات الاحتلال البريطاني الفرنسي الصهيوني - العدوان الثلاثي الغاشم - انه الفنان شكوكو ابن البلد الوطني المحبوب من كل فئات الشعب. لم يكتف شكوكو بيوم او يومين لجمع تبرعات الاغنياء والبسطاء، انما ظل يطوف هنا وهناك، والناس ما إن تراه حتي تلتف من حوله، يتبرعون لجيش بلادهم عن طيب خاطر وهم يقدرون الظرف والموقف، ويقدرون الموقف الوطني الذي يقوم به ابن بلدهم المحبوب محمود شكوكو، الذي قرر من تلقاء نفسه ان يقوم بعمل وطني بارز مثله مثل غيره ممن يؤدون هذه الادوار في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن لتكاتف الجميع علي قلب واحد. شكوكو لا يري فيما يقوم به من دور وطني مجرد جمع تبرعات لمساندة الدولة والجيش، انما يري ان ما يقوم به له دلالة رمزية هامة تشحن الشعب البسيط بالانتماء الوطني وتحرك فيهم نبل الانتماء فمن لا يستطيع التطوع لحمل السلاح ومحابة الغازي الغاشم المعتدي، يستطيع ان يجاهد في ميدان آخر وهو دفع المال والعرق والدم في هذه المعركة الوطنية التي ستنتصر فيها مصر علي العدوان الغاشم. ويقول محمود شكوكو : " لست وحدي من يقوم بهذا العمل الوطني، هناك فنانون وفنانات يقومون اكثر مني بهذا الدور ومنهم السيدة فاتن حمامة والسيدة شادية والسيدة تحية كاريوكا، واخرون يجري في عروقهم حب مصر التي اعطتنا كل شيء وحان ان نرد لها الجميل ولن نوفيها ". رافقنا محمود شكوكو وهو يقدم لقيادات الجيش ما جمعه من تبرعات، وأحسسنا كم هو سعيد بما قام به، وعايشنا كيف احتفي به الضباط الذين تسلموا منه التبرعات، وقد تم تكريمه لقيامه بهذا العمل الوطني. اسمه الحقيقي محمود ابراهيم اسماعيل موسي المولود في احدي حواري حيّ الجمالية الشعبي بالقاهرة وفي بداية حياة شكوكو الفنية نال أكثر من علقة من والده، لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي، وكان في المرحلة الأولي يقلد الفنانين ويغني لمحمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب ولم يجد استجابة فأدرك بفطرته أنه ليس مطربا،ولو اتجه إلي فن المونولوج سيكون أفضل كثيرا، والده يعمل في مهنة النجارة التي ورثها عن أبيه وورثها أبوه عن أجداده، وكان من الطبيعي أن يعمل محمود شكوكو... نجارا مثل والده وكلمة شكوكو... جزء من اسم محمود... وأدرجت في شهادة ميلاده، وأصبح له اسم مركب "محمود شكوكو"، وقد أطلقه عليه جده اسماعيل موسي، الذي كان يهوي تربية الديوك الرومي "الدندي"، وكانت الديوك تتعارك فيما بينها وأحدها الأكبر حجما كان يطلق صيحة متميزة عندما يشتبك مع الديوك الأخري، ويبدو كأنه يقول «ش ش كوكو» فأعجب الجد بهذا الديك، وكان يهتم به أكثر من الديوك الأخري. وعندما أنجب ابنه ابراهيم ولدا أراد الأب أن يسميه "محمود"، وتمسك الجد باسم «شكوكو» وارضاء للاثنين تمت كتابته في شهادة الميلاد محمود والشهرة "شكوكو" ثم أعيد قيد اسمه مركبا "محمود شكوكو" في السجلات.. بدأت شهرته وشعبيته تزداد يوما بعد يوم بعد أن اقتحم مجال التمثيل والمنولوج واشتهر محمود شكوكو بالجلباب البلدي والطاقية الطويلة... التي يضعها علي رأسه وهو يغني ويمثل... ومن شدة اعجاب أحد النحاتين به... صنع له تمثالا من طين الصلصال وعرضه للبيع، ومن هنا انتشرت تماثيل شكوكو، وظهر أكثر من صانع في جميع محافظات مصر، ولاحتياج قوات المناضلين ضد الاحتلال الانجليزي في الحرب العالميه الثانية كانوا يزايدون علي من يمنحهم زجاجات فارغه وحتي يتمكنوا من ملئها بالغازات السامه وقذفها علي العدو فكان الباعه ينادون "شكوكو بقزازه " اي من يمنح البائع زجاجة فارغه يأتي له بتمثال ؟ مجلة الفن - أغسطس 1956 *** من الجدير بالذكر ان محمود شكوكو من مواليد 1مايو 1912 ورحل عن دنيانا 21 فبراير 1985، ولم تلق ذكري رحيله ال 13 الاحتفاء اللائق في الفضائيات وأجهزة الإعلام بملك المنولوج وأول من ادخل فن العرائس في مصر.