أم أحمد تستغيث لانقاذ ابنها أحد أبطال ثورة 25 يناير مهزلة طبية داخل الغرفة 9 بالدور الاول في مستشفي احمد ماهر.. احمد علي عبد الحميد احد الشباب المصابين في احداث 25 يناير يرقد بين الحياة والموت دون ادني رعاية طبية او صحية لحالته ..بداية فصول المهزلة بدأت عند دخولنا المستشفي حيث ابلغنا الادارة برغبتنا في مقابلة احمد بناء علي مكالمة هاتفية من والدته، واذ بالادارة تؤكد ان المريض ليس موجودا بالمستشفي وانه خرج يوم الاثنين الماضي ولا تعلم عنه شئيا، وهنا قمنا بالاتصال تليفونيا بوالدة "احمد" التي ابلغتنا بأن ابنها يرقد داخل المستشفي وحددت لنا المكان بالضبط وتوجهنا اليه مع تامر مسؤل الادارة،وفوجئنا بالام سمية عبد الرازق حسن تدعو بصوت عال وتقول يارب انقذ ابني، يارب اشفيه، يارب زيح عنه المرض،وخفف عنه العلة . وجدنا احمد يرقد علي سرير المرض تحيط به والدته وجدته وبعض اقاربه ويجمعهم شيء واحد هو الدعاء والبكاء علي ما آلت اليه صحة احمد الذي اكد انه يبلغ من العمر 21 عاما، وعقب انتهائه من عمله يوم الجمعة الموافق 25 يناير قام باغلاق محل قطع غيار السيارات الذي يعمل به بالتوفيقية عائدا الي منزله بالدرب الاحمر، واثناء مروره بميدان التحرير فوجئ بالاف الشباب يرفعون لافتات الحرية والعدل وانهاء الظلم ومحاسبة الفاسدين، وعند ئذ تذكر احمد الاوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها اسرته والتي منعته من ان يكمل تعليمه ويترك دراسته في احد معاهد الحاسب الالي ليعمل بسوق التوفيقية مساعدا اسرته في مواجهة اعباء الحياة . وبالطبع دارت هذه الافكار في رأسي ورأيت من واجبي ان أعبر عن رأيي وان انضم الي الشباب المتظاهر للمطالبة بحقوقنا، هكذا يقول احمد مضيفا انني بعد صلاة العصر قام الامن المركزي بمهاجمة المتظاهرين وتم اطلاق الرصاص بطريقة عشوائية، وقد حصلت علي نصيبي من الرصاص باستقرار رصاصتين احداهما في بطني والاخري في فخذي، ليتم نقلي بواسطة الشباب الي مستشفي احمد ماهر بعد ان فقدت الوعي تماما . انقطع احمد عن الكلام لعدم مقدرته علي المواصلة بسبب شدة الالم في بطنه، والتقطت والدته طرف الحديث وقالت بصوت متقطع مصحوب بدموع منهمرة، اتصل بي اهل الخير وابلغوني بأن ابني مصاب في حادثة سيارة ومتواجد بمستشفي احمد ماهر، وعند وصولي اليه اكتشفت بانهم اخفوا عني السبب الحقيقي لعدم تعرضي لاي صدمات نفسية او عصبية، وفوجئت ان ابني يرقد بين الحياة والوت، وقام الاطباء باجراء عملية جراحية له لاستخراج الرصاص من جسده علي حسب تاكيدات الاطباء لي، وبالفعل خرج ابني من المستشفي بعد 9 ايام من العلاج، وفي يوم الاثنين الماضي جئنا مرة اخري للمتابعة وفوجئت بان الأطباء امروا بحجزه مرة اخري، وقالوا انه يعاني من انسداد في الامعاء، ومنذ ذلك الحين لا يوجد احد يطمئنني علي ابني، ولا يقول لي الحقيقة، والاطباء اكتفوا فقط بالاشعة المقطعية، ورغم الادوية والمحاليل الطبية التي يتم اعطائها لابني الا ان الالم يتزايد، والصراخ لا ينقطع من آن الي اخر . وتسأل الام باستغراب، كيف سمح المستشفي لابني بالخروج، وهو لا يزال يعاني من اثار الرصاص ومصاب ايضا بانسداد في الامعاء، وفي توسلات ارسلتها الام الي المسئولين في الدولة والمتبرعين لعلاج المصابين وقيادات وزارة الصحة قالت ارجوكم انقذوا ابني من الموت، تدخلوا لانقاذ قلب ام يكاد ان يتقطع علي فلذة كبدها، افعلوا اي شئ لمداواة جروح ابني، انقلوه الي مستشفي آخر اكثر اهتماما بصحة وحياة الناس، فابني بطل من ابطال 25 يناير ولا يجوز اهماله بهذه الطريقة البشعة التي تجعله لا يتوقف عن اهات المرض واكتملت فصول المهزلة داخل المستشفي بعد ان طلبنا الطبيب المشرف للاستفسار عن حالته، فجاءنا احد الاطباء قائلا " الدكتور المشرف في اجازة يومي الاحد والاربعاء "، فطلبنا منه اي معلومات نطمئن بها الام الثكلي فقال: "للأسف مش حالتي.. "لما يأتي الطبيب المشرف هو اللي يقول ليكوا "!!