وزير الأوقاف: بناء جيل جديد من الأئمة المثقفين أكثر وعيًا بقضايا العصر    سعر الدولار في البنك المركزي والمصارف المصرية صباح اليوم السبت 11 مايو 2024    أسعار الفاكهة اليوم، الجوافة تسجل 35 جنيهًا في سوق العبور    وزير الإسكان يتابع تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة    توريد 164 ألف طن قمح لصوامع وشون كفر الشيخ    أستاذ قانون دولي: تدخل ليبيا يعزز دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    "لا يتمتع بأي صفة شرعية".. الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب تصريحاته الأخيرة    خوسيلو ماتو يكشف موقفه من الاستمرار في ريال مدريد    عصام صاصا يحيي حفلًا بالإمارات رغم صدور أمر بضبطه    16 نصيحة ذهبية للإجابة على الأسئلة المقالية بامتحانات الثانوية العامة    مصرع شخص صدمته سيارة طائشة على طريق الكورنيش في بني سويف    السينما وحضارة مصر القديمة، أحدث إصدارات قصور الثقافة    "الوزراء" يكشف 5 مفاجآت جديدة للزائرين بالمتحف المصري الكبير (فيديو)    وزير الصحة: توفير البروتوكولات العلاجية الأكثر تقدما بالعالم لمرضى الأورام    رئيس الرعاية الصحية يتفقد مستشفى الكرنك الدولي    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    مواجهة القمة والقاع| الهلال يلتقي الحزم للتتويج بلقب الدوري السعودي    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو 2024.. بشاي 41 ألف جنيه    بعد قطع العلاقات الدبلوماسية.. رئيس كولومبيا يدعو «الجنائية الدولية» لإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم السبت    لعدم الانضباط .. إحالة طاقم النوبتجية بمركز طب الأسرة ب«الروافع» في سوهاج للتحقيق    وسائل إعلام فلسطينية: إطلاق وابل من القنابل الضوئية في أجواء منطقتي خربة العدس وحي النصر شمالي رفح    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحاضر في ندوة بجامعة سوهاج    غدا.. "الشيوخ" يناقش خطط التوسع بمراكز التنمية الشبابية ودور السياسات المالية لتحقيق التنمية الاقتصادية    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مصرع سيدة سقطت من شرفة منزلها أثناء نشر الغسيل لجرجا سوهاج    تفاصيل إحالة 10 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيق العاجل في أسيوط (صور)    بعد تعاونهما في «البدايات».. هل عاد تامر حسني إلى بسمة بوسيل؟    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    شاروخان يصور فيلمه الجديد في مصر (تفاصيل)    تعليق صادم من جاياردو بعد خماسية الاتفاق    موعد مباراة توتنهام أمام بيرنلي في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    المفتي يحسم الجدل حول حكم الشرع بإيداع الأموال في البنوك    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام نوتينجهام فورست    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    عمال الجيزة: أنشأنا فندقًا بالاتحاد لتعظيم استثمارات الأصول | خاص    التعليم العالي تعلن فتح برامج المبادرة المصرية اليابانية للتعليم EJEP    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    باليه الجمال النائم ينهى عروضه فى دار الأوبرا المصرية الاثنين    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    ثنائي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية: التاريخ يذكر البطل.. وجاهزون لإسعاد الجماهير    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    إصابة 13 عاملًا في حادث انقلاب سيارة بالغربية    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    بلينكن يقدم تقريرا مثيرا للجدل.. هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من سمح لهم بلعب دور الله ؟


ترجمة : هاشم عبد الحميد
شيري فينك نحن ننشر التحقيق الفائز بجائزة بوليتزر الصحفية الكبرى
هذا تحقيق غير عادي عن حدث غير عادي.. وبحصوله علي جائزة بوليتزر الصحفية المرموقة - التي تماثل نوبل في الأدب - لعام 2010 أصبح أكثر جدارة بالاهتمام والمتابعة..« في ذكري الخيارات القاتلة» تحقيق يتعرض لقصة القرارات الحاسمة الفاصلة بين الحياة والموت التي اتخذها بعض أطباء المركز الطبي التذكاري في نيو أورليانز في الأيام العصيبة التي تلت كارثة إعصار كاترينا الذي أغرق المدينة بالكامل، وعن حالات الوفاة المثيرة للجدل التي حققت فيها الجهات الأمنية وتقدم بسببها عدد من الأطباء والممرضات إلي المحاكمة.. وهو يثير أسئلة عصية علي الإجابات عن تحديد أولوية المرضي في تلقي العلاج الصحيح وقت الأزمات.. وهل التضحية بعدد محدود من الميئوس شفاؤهم لصالح الفائدة الأعم يعتبر قتلاً أم عملاً خيريا؟
التحقيق تم نشره بشكل مشترك بين موقع «بروبابليكا» غير الربحي وجريدة نيويورك تايمز، وهي المرة الأولي التي يفوز فيها موقع إخباري علي الإنترنت بأرفع جائزة في عالم الصحافة. شيري فينك كاتبة التحقيق طبيبة وصحفية متخصصة في الشئون الطبية حصلت علي شهادتين جامعيتين من جامعتي هارفارد وستانفورد وتخصصت في نقل أخبار المجهودات الطبية في مناطق الكوارث مثل حرب البوسنة وتسونامي آسيا وزلزال هاييتي.. وكتابها السابق «مستشفي الحرب» حصل علي الجائزة الأولي من الجمعية الأمريكية للكتاب الطبيين وفي السطور القادمة نعرض التحقيق الفائز بالجائزة.
طغت رائحة الموت علي المكان بمجرد فتح عامل الإغاثة لواحد من الأبواب الخشبية القديمة للمستشفي المسجي داخله عشرات من الجثث، ترقد بلا حراك علي المهود وعلي الأرض ملفوفين في الملاءات البيضاء، هنا خصلة شعر نافرة وهناك ركبة بارزة أو يد شاحبة تتدلي خارج ثوب المستشفي الأزرق.
في غضون أيام أصبحت الصورة المروعة واضحة أمام المحققين الذين توجهوا لتقصي ما حدث فمياه الفيضان لإعصار كاترينا قطعت بهم السبل عن المركز الطبي في نيوأورليانز، ونتيجة لهذا الإعصار انقطعت الكهرباء والمياه الجارية وارتفعت الحرارة إلي أعلي من مائة درجة ومع ذلك يستغربون من عدد الجثث في المشرحة المؤقتة.. وكان الذهول يسيطر علي العاملين في القطاع الطبي بعد علمهم بقيام طبيبة شهيرة بإعطاء أوامر لممرضتين بحقن بعض المرضي بجرعات عالية من المخدر لإنهاء حياتهم، وفي نهاية المطاف قام عمال المشرحة بإنشاء نصب تذكاري لخمسة وأربعين شخصا من الضحايا وهو عدد أكثر من أي مستشفي آخر في مدينة غرقت بأكملها.
في يوليو من عام 2006 وبعد عام تقريبا من كارثة إعصار كاترينا قام وكلاء وزراء العدل في لويزيانا بإلقاء القبض علي الطبيبة والممرضتين واتهمتهن بالتسبب في وفاة أربعة أشخاص، الطبيبة هي آنا بو التي ظهرت علي شاشات التليفزيون الوطني في الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها وعن دورها في مساعدة المرضي «من خلال آلامهم» وقد تلاشت القضية من السجلات بعد أن رفضت هيئة المحلفين الكبري في لويزيانا توجيه تهمة القتل من الدرجة الثانية.
خلال أربع سنوات من انتهاء إعصار كاترينا ساعدت الطبيبة «بو» في صياغة ثلاثة قوانين في ولاية لويزيانا تهدف إلي تقديم الحصانة للعاملين في مجال الرعاية الصحية خلال فترات الكوارث مثل الأعاصير والأوبئة والهجمات الإرهابية، القوانين أيضا تشجع النيابة العامة لانتظار النتائج التي تتوصل إليها اللجان الطبية قبل أن يقوموا بمقاضاة أصحاب المهن الطبية، «بو» كذلك تقدم المشورة للدولة والمنظمات الطبية الوطنية والمتدربين الطبيين في المجال العسكري كما أنها تدفع لتغيير معايير الرعاية الطبية في حالات الطوارئ.
«بو» تعتبر ما حدث خلال إعصار كاترينا وما تبعه من إلقاء القبض عليها مأساة فائدتها الوحيدة تغيير معايير الرعاية أثناء الأزمات.. وخلال عامين ونصف العام توصلت لنتائج في هذا الشأن لم تكن موجودة مسبقا من خلال مقابلات مع عشرات الأشخاص الذين شاركوا في تلك الأحداث والتحقيقات التي تلتها.
المقابلات والوثائق التي توصلت إليها بو مع زملائها ألقت الضوء علي أن العديد من العاملين في المجال الطبي متورطون في قرارات حقن المرضي خلال الكارثة، حيث كشفت مطابقة الأسماء وتقارير التشريح وعلماء السموم أنه تم حقن 17 مريضا علي الأقل بمادة المورفين المسكنة خاصة في الفترة التي طال فيها أمد الإنتظار لإجلاء المستشفي وتفريغه.. وقد توفي عدد من هؤلاء المرضي ووفقا للمذكرات والمراجعات التي قدمها العاملون في القطاع الطبي للمحققين فإن هؤلاء المرضي كانوا علي حافة الموت.
في سياق إعدادي لهذا التقرير ذهبت - أي شيري فينك - إلي العديد من المناسبات التي نظمتها الطبيبة «بو»، وهي عدة مؤتمرات تهدف لجمع التبرعات من أجل التعديلات التشريعية التي تدعو إليها في ولاية لويزيانا،كما قمت بمقابلة طويلة مع بو رفضت خلالها بإصرار التعليق علي حالات وفاة المرضي خلال كارثة كاترينا، مشيرة إلي حساسية الأمر نظرا لاستمرار نظر الدعاوي الخاصة بتلك القضية.. لهذا منعت وسائل الإعلام والصحفيين من حضور محاضرات لها حول كاترينا كما قدمت دعوي أمام المحكمة العليا في ولاية لويزيانا تعبر فيها عن معارضتها للإفراج عن الملفات الخاصة بتحقيقات حالات الوفاة خلال إعصار كاترينا بالمركز الطبي والتي جمعها المحققون في 50 ألف صفحة..التفاصيل الكاملة حول ما فعلته بو خلال إعصار كاترينا لايجوز الإفراج عنها في الوقت الحالي، وربما لن يفرج عنها أبدا، ولكنها تحاول الوصول لبراهين تقضي إلي أن العاملين في المجال الطبي خلال حالات الكوارث يجب أن يكونوا في مأمن من الملاحقة القضائية للعمل في أمان، لكي يتمكنوا من أخذ القرارات المؤلمة خلال أحداث مثل تلك.
في المؤتمر الوطني الأخير للتخطيط للكوارث طرحت «بو» سؤالاً مهماً وهو: كم من الوقت ينبغي للعاملين في مجال الرعاية الطبية أن يظلوا بجانب مريض قد لاينجو أبدا؟، قصة المتوفين والنصب التذكاري في كاترينا تثير أيضا العديد من التساؤلات الأخري: من من المرضي يستحق الحصول علي الموارد المحدودة ومن يحدد ذلك؟.
مأوي من العاصفة
يقع المركز الطبي التذكاري وسط عدة تكتلات سكنية ويخدم العديد من العملاء وتم إنشاؤه في العام 1962 وتم إعادة تجديده في عام 1995 وهو ما جعل جدرانه قوية بقدر كافٍ ومأوي جيدا من الإعصار حيث تحصن فيه العديد من المواطنين والموظفين وأسرهم وحتي الحيوانات الأليفة. مع حلول الساعات الأولي من صباح التاسع والعشرين من أغسطس أصبح هناك ألفا شخص متواجدين في المستشفي بينهم أكثر من 200 مريض و 600 من الموظفين .. بعدها هبت العاصفة وبدأ الزجاج في التحطم واهتز المستشفي بعنف من دخول وابل من قطع الحجارة من المباني القريبة إلي داخل المستشفي.
مع الوقت بدأت عملية توريد الطاقة إلي المستشفي والمدينة بأكملها في التعقد وتم إخراج أجهزة التليفزيون إلي خارج غرف المرضي كما خسر المستشفي المولدات الاحتياطية وتوقف نظام تكييف الهواء وحوصر المستشفي بمياه الفيضانات التي ملأت الشوارع المحيطة ولكنه ظل المستشفي الوحيد القادر علي العمل بعد حدوث الإعصار.
عمليات الإجلاء تبدأ
في صباح الثلاثين من أغسطس أشارت ممرضة للطبيبة بو بيدها خارج النافذة وقالت لها انظري!!. ما رأته بو من النافذة كان مستحيل التصديق.. المياه تتدفق من كل اتجاه نحو المستشفي وكأنه طوفان نوح.. حينها قرر الدكتور رينيه جوكس المدير التنفيذي للمستشفي إغلاقه مثل العديد من المستشفيات الأخري في مناطق الفيضان.
في الساعة 28: 12 بعث المسئول عن المستشفي برسالة إلي باقي المستشفيات خارج نيو أورليانز عبر البريد الإلكتروني: «النجدة» محذرا أن المستشفي عليه أن يجلي 180 مريضا في وقت واحد تقريبا.. ديفيد ديكمان رئيس مجلس إدارة المستشفي عقد اجتماعا مع الأطباء والمسئولين والممرضين في الطابق الرابع الذي أصبح بمثابة مركز للقيادة في المستشفي وتحولت جميع المحادثات والمشاورات إلي كيفية إخلاء المستشفي مع وجود أطفال رضع وأمهات حوامل علي وشك الولادة وكبار السن في غرف العناية المركزة وكلهم يتعرضون للخطر مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.. وهنا برزت فكرة الأولويات واقترح ديكمان أن يتم إجلاء من لم يتم إفاقتهم بعد في غرف العناية المركزة في آخر القائمة كجزء من خطة الكوارث بالمستشفي، ويوقع الطبيب أمرا بناء علي تفويض وموافقة مسبقة من المريض يوكل لأفراد الرعاية الصحية بشيء واحد هو أن المريض الذي تتوقف ضربات قلبه أو تنفسه يجب ألا يظل علي قيد الحياة.. وفي فترة ما بعد الظهر بدأت الطائرات الهليكوبتر من قوات خفر السواحل والشركات الخاصة في الهبوط علي ساحة انتظار السيارات لتقديم الإسعافات وكان علي الطيارين الصبر فهناك الآلاف من الناس في المدينة يحتاجون إلي المساعدة.. وفي المستشفي رنت أجراس الهاتف قادمة من الطابق الثامن حيث يتواجد المرضي يصرخون طلبا للنجدة، وبعد ظهر هذا اليوم بدا واضحا حالة الارتباك وبدا واضحا أن الاتصال بالحكومة في حالة فوضي.
فرز القرارات المصيرية
في الثانية صباحا من يوم الأربعاء 31 أغسطس وبعد 48 ساعة من الإعصار توقفت مولدات الطاقة الاحتياطية في المستشفي وبدأت معاناة المرضي المصابين بأمراض بأمراض خطيرة في الظهور وبدأ المتطوعون في نقل بعض المرضي كبار السن وأصحاب الحالات الحرجة ولغياب الطاقة والأكسجين لفترة توفي رجل يبلغ من العمر 80 عاما أثناء عملية الإجلاء العشوائية.
في هذا الصباح قرر الأطباء إنزال أكثر من مائة مريض إلي الطابق الأسفل من المستشفي، قسموا المرضي علي ثلاث مجموعات للمساعدة في سرعة الإجلاء الأولي لمن كانوا في صحة جيدة حيث يمكن الجلوس والمشي بينما تتكون المجموعة الثانية من المرضي الذين يحتاجون قدرا أكبر من المساعدة أما الثالثة فهي المجموعة التي قرر الأطباء أنها من شديدي المرض.
وعلي الرغم من عدم وجود طبيب واحد مكلف رسميا بالمسئولية عن تقسيم هؤلاء المرضي كانت الطبيبة «بو» الأكثر نشاطا في القيام بهذا الأمر وفقا لاثنتين من الممرضات اللاتي كن يعملن معها حيث كانت ترافق جميع الفرق الطبية وتقوم بالإشراف علي استقبال المرضي وأفراد أسرهم في اللوبي بالطابق الثاني.
والمثير للدهشة أنه لم يكن هناك توافق في الآراء بشأن أفضل السبل لمعالجة الأمور إلا أن العاملين في الرعاية الطبية قسموا العمل فيما بينهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة لأكبر عدد من الناس إلا أنه ظل هناك نقاش مستمر حول كيفية القيام بذلك وما هي أفضل الوسائل للحفاظ علي أكبر عدد ممكن من الأرواح.
هناك تسعة نظم معروفة للفرز الطبي في مثل تلك الحالات ويتم إرجاء إجلاء المرضي الذين يعانون من إصابات طفيفة لحساب الحالات الأكثر سوءا وهي الفئة الأكثر شيوعا خلال حدوث كوارث تماما مثلما تنفجر شاحنة ملغومة في منطقة حرب يتواجد العديد من الضحايا المصابين بجروح خطيرة أكثر من عدد سيارات الإسعاف والممرضات.
وكانت «بو» وزملاؤها يواجهون مشكلة عدم وجود نظم تدريب جيدة في الأصل للأطقم الطبية التي تقوم بفرز المرضي بجانب نقص الموارد والعناصر البشرية لذلك كان يطلب من عمال الإنقاذ ذوي الخبرة المساعدة في تصنيف المرضي، وكانت هناك مشكلة تواجههم هي تغير ظروف حالات المرضي وتدهور بعضها إلي حالات ميئوس منها فيتم إعادة تقييم المرضي من جديد.
استمر سلاح الجو في تقديم المساعدة للمرضي عن طريق عدة طائرات هليكوبتر بينما في مدخل الطابق السابع انتابت أنجيلا مكمانوس حالة من الذعر - وهي ابنة مريضة تبلغ من العمر 70 عاما - فور سماعها لحديث بعض العاملين بتأجيل عمليات إخلاء المرضي وقامت أنجيلا بالتوسل للعاملين،مشيرة أن حالة والدتها متدهورة فأخبروها أنه لا يوجد حاليا أطقم طبية كافية للقيام بهذا الأمر، وبحلول ظهر يوم الأربعاء بدا الإعياء واضحا علي الطبيب أوينج كوك وأصبح مستنفدا جسديا وعقليا وانتابته حالة من اليأس وأصيب بنوبة قلبية وهو في سن 61 عاما .
إحدي المريضات بالغة من العمر 79 عاما وتدعي جاني بورجس تعاني من حالة متأخرة من سرطان الرحم والفشل الكلوي تم الاكتفاء بحقنها بمخدر المورفين لدرجة فقدان الوعي وكانت هناك عدة أسباب لذلك أولا كانت هناك صعوبة في صعودها إلي العناية المركزة مرة أخري بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود طريقة للعودة مرة أخري إلي أعلي كما أن وجودها يسبب مشكلة حيث تحتاج للرعاية والاهتمام 24 ساعة عن طريق 4 ممرضات.. المورفين ومخدرات قوية كثيرا ما تستخدم للسيطرة علي ألم شديد ولكنها تسبب أيضا بطئا في التنفس وقد تؤدي الجرعات الزائدة إلي التسبب في حالات وفاة.. كان أول ما قاله لي كوك عند حديثه هي جملة «لقد قتلناهم».
إن التمييز في الواقع بين القتل الرحيم والرعاية الطبية يعود لنية الشخص الذي يقوم بإدارة عملية الحقن بالمخدرات ويشذ عن هذه القاعدة فقط وفقا لكوك الأمراض الصدرية.. وهو كطبيب اتخذ من قبل العديد من القرارات بفصل أجهزة التنفس الصناعي عن الحالات الميئوس منها سواء كان قراره أو قرار عائلة المريض، وكثيرا ما وجد كوك أن تحقيق مستوي الراحة المطلوب عن طريق المورفين هو قمع تنفس المريض بشكل ملحوظ أي أن الهدف كان توفير الراحة وكانت النتيجة هي التعجيل بالموت وكوك علي علم بذلك وبالنسبة له الفرق بين الشيء الأخلاقي وغير القانوني هو أمر غير واضح.
وبحلول الظهر من هذا اليوم بدأ توافد الطائرات في التقلص بالتزامن من ازدياد حالات المرضي سوءاً، وكانت معاناتهم تتضاعف مع الوقت.
كانت التعليمات تأتي ببطء شديد وكان هناك الكثير من العاملين يحتاجون إلي الراحة، وكان كوك في وضع يائس ولم يكن يفكر سوي في خيارين بالنسبة للمرضي إما التسريع بوفاتهم أو التخلي عنهم، وفي الواقع ووفقا لوصف كوك كان الأمر إنسانيا فأنت لا يمكنك التخلي عنهم وكان الحل الوحيد والإنساني هو أن تذهب بهم إلي حتفهم.
في مذكرات نشرت عام 2006 للطبيب ريتشارد ديتشمان مدير المستشفي التذكاري حول أيام إعصار كاترينا تحت عنوان «القانون الأزرق» ذكر الطبيب أنه في ذلك اليوم التقي الطبيبة مولدريتش وحدثته حول القتل الرحيم وأخبرته بأنه أمر غير قانوني ورد عليها حينها أنه لا حاجة أصلا للقتل غير الرحيم وأعرب عن اعتقاده بأن الجميع سيتم إجلاؤهم في النهاية.
مع حلول الظلام انتشرت شائعات أن عمليات الإنقاذ ستتوقف ليلا لأن الناس سيقومون بإطلاق النار علي عمال الإنقاذ لذلك تم توزيع أسلحة علي موظفي الأمن والصيانة الذين يطوقون المستشفي ليلا وفي تلك الليلة تم وضع عشرات المرضي في الأسرة المتسخة التي تفوح منها رائحة العرق في ردهة الطابق الثاني وكانت الطبيبة «بو» وأطقم الممرضات الطبية يعملن في ضوء المصابيح الخافتة التي تستمد طاقتها من المولدات المحمولة وذلك لليلة الثالثة علي التوالي وكانت بو تنام بالكاد لساعة يوميا وتقوم برعاية المرضي وإعطائهم المياه وتستريح قليلا مع الممرضات للصلاة.
العناية المريحة أو القتل الرحيم؟
في مقابلة مع مجلة نيوزويك في عام 2007 اعترفت بو أنها أقدمت علي حقن المرضي من الفئة الثالثة بعد مناقشات مع بعض الأطباء وكان ذلك بهدف مساعدة المرضي الذين كانوا يعتصرون من الألم وكنا علي ثقة بأنهم سيذهبون إلي يوم آخر من الجحيم في حياتهم، ووفقا لتريز منديز وهي ممرضة في وحدة لايف كير فإنه في نحو الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا شاهدت طائرات الهليكوبتر وشاهدت خط الإخلاء يبدأ في التحرك من جديد إلا أنها عندما عادت لتنظر إلي المرضي كان الوضع سيئا جدا وكانت حالة أغلبيتهم تبشر بالموت وخلال يوم الأربعاء توفي اثنان من المرضي بينما عاش آخرون طوال الليل بعد إعطائهم جرعات قليلة من المورفين المهدئة لكي يتمكنوا من الراحة، منديز أشارت للمحققين أن الطبيبة بو اتخذت القرار بإعطاء جرعات قاتلة من المورفين وغيرها من المخدرات إلا أنها أكدت أنها كانت في صراع مع نفسها فيما تفعله.
ووفقا للمعلومات التي أدلي بها ستيفن هاريس صيدلي المستشفي للمحققين فإنه أرسل سبع قناني من المورفين سريع المفعول يستخدم في الغالب قبل الجراحات الطبية وهو يقلل التنفس وقد شدد علي الأطباء في الحذر أثناء استخدامه، وقد ذكرت كريستي جونسون مديرة الطب البدني للمحققين أنها شاهدت الطبيبة بو وممرضتين يضعن السوائل من القارورة إلي المحاقن ثم قادتهن جونسون بنفسها إلي غرفة المريض إيفرت وتقول إنها سمعت في طريقها للغرفة الطبيبة «بو» وهي تتحدث مع الممرضتين حول حقنه بشيء يسبب له دوخة ثم دخلت الغرفة وأغلقت الباب وراءها.. في غرفة أخري تولت جونسون أمر مريضة في التسعين من عمرها بمسك يدها والصلاة معها في حين كانت تقوم ممرضة بحقن تلك السيدة بالمورفين.. وتقول جونسون إنها حاولت ألا تنظر لأسفل لتري ما تقوم به الممرضة. يقول عمال الدور الثاني في المستشفي أن الطبيبة بو حضرت للدور الثاني الذي يتواجد فيه مرضي الفئة الثالثة حاملة حقنة من الحقن وقالت للمرضي الراقدين بجوار أجهزة الصراف الآلي في اللوبي «سأعطيكم شيئا لتشعروا بأنكم أفضل» وكان هناك عدد قليل من المرضي يصنفون بأنهم ميئوس من شفائهم ودار حديث بين أفراد الطاقم الطبي حول القتل الرحيم وفقا لرواية لبراينت كينج أحد أفراد الطاقم الطبي الذي توجه إلي أحد قوارب الإنقاذ للرحيل عندما رأي المحاقن في أيدي «بو»، ويعتقد بعض أفراد الطاقم الطبي أن كينج هو من بعث برسائل لوسائل الإعلام فور رحيله وأخبرهم بمناقشة الأطباء لاستخدام الموت الرحيم للمساعدة في التعجيل بوفاتهم.
جورج والش وهو طبيب جراح في المستشفي كان يجلس علي مقعد من شدة التعب متسرخيا إلا أنه كان يسمع عن موت أشخاص ويسمع تشكيكات أخري حول حدوث ذلك وأكد والش أنه زامل الطبيبة بو لعام تقريبا ووصفها بأنها رحيمة وكانت تكرس كل وقتها لمرضاها وأضاف لاحقا أنه متأكد أنها فعلت الصواب.
وطوال اليوم كانت القوارب والطائرات الهليكوبتر تجلي المرضي والزوار من المستشفي وفي نحو التاسعة ليلا كانت رودني سكوت وهي مريضة تتعافي من أمراض السمنة ومتاعب في القلب بوحدة العناية المركزة تستعد للإجلاء وكان عمال الإغاثة يحاولون دفع سكوت - التي يصل وزنها لثلاثمائة كيلو جرام - عبر كرسي متحرك لتدحرج نحو مروحية خفر السواحل وهم يصرخون «ادفع ادفع»..
قاضي التحقيق الجنائي في مأزق
في يوم الأحد 11 سبتمبر 2005 وبعد 13 يوما من ضرب الإعصار للمنطقة عثر عمال مشرحة علي 45 جثة متحللة في المركز الطبي التذكاري وفي اليوم التالي فتح المدعي العام بولاية نيو أورليانز تشاركز فوتي تحقيقا وسط مكالمات هاتفية تتوالي علي الادعاء تتحدث عن تخلي طاقم التمريض عن المرضي واستخدامهم للقتل الرحيم.
وفي مقابلة مع المحققين نقل أحد الأشخاص تقريرا عن تسعة مرضي أكدوا أن الطبيبة والممرضات بالمركز الطبي التذكاري أعطين المرضي جرعات مميتة من المخدر وفي حادث منفصل طلب الطبيب الشرعي في نيو أورليانز تشريح مائة جثة لفحص نسبة المخدرات فيها، وبعد تشريح الجثث بأحد المختبرات الخاصة في ولاية بنسلفينيا تم الكشف عن جرعات المورفين في تسعة مرضي ممن اعتبروا ضحايا محتملين.
مكتب النائب العام استعان ب «سيريل يشت» أحد خبراء الطب الشرعي لاستعراض الأدلة في وفاة المرضي استنادا إلي تقارير علم السموم والسجلات الطبية التي حصلوا عليها وخلصت شيت أن أربع وفيات تعتبر جرائم قتل ناجمة عن تدخل بشري.
وبعد أشهر من إجراء المقابلات وجمع الوثائق أكد المحققون أن الأطباء والممرضين أشاروا إلي ما يصل إلي عشرين حالة من القتل الرحيم في المركز الطبي إلا أنه كانت هناك حاجة لسجلات طبية لإثبات الأمر وهي ما لم تكن متوافرة.. وقرر الادعاء اتهام الطبيبة آنا بو بالإضافة لشيري لاندري وبودو لوري بالمسئولية في تلك الوفيات لتجد بعد ذلك الطبيبة «آنا بو» رجال الأمن يطرقون باب منزلها في التاسعة من صباح يوم 17 يوليو 2006 بعد عام تقريبا من كارثة الإعصار ويلقون القبض عليها وفقا لمذكرة بها أربع تهم رئيسية بالقتل من الدرجة الثانية ،وتم إرسالها إلي سجن نيو أورليانز بصحبة بودو ولاندري وكن جميعا صامتات تماما.
تم احتجاز «بو» وإطلاق سراحها في منتصف الليل، وفي اليوم التالي ظهر وزير العدل في مؤتمر صحفي بالسي إن إن ليعلن النتائج الأولية لتقارير التحقيق حول القتل الرحيم في المركز الطبي التذكاري بقوله «هذه ليست عملية للقتل الرحيم إنها وبشكل واضح جريمة قتل»، وفي مؤتمر صحفي بوقت لاحق من نفس اليوم أكدت محامية بو أن موكلتها بريئة وأن ما أعلن صباح هذا اليوم من جانب وزير العدل كان لأهداف انتخابية، من جانبها وفي مقابلة مع السي إن إن روت كاري إيفرت أرملة إيميت إيفرت أنها ظلت لأسبوعين تبحث عن زوجها قبل أن تعلم أنه توفي، وأضافت أنها رفعت دعوي قضائية ضد «بو» وبودو ولاندري تتهمهم بالقتل مشيرا بقولها «من أعطي لهم الحق للعب دور الله؟». نتائج التحاليل التي أجريت في مختبر ميدلبيرج أظهرت أن أكثر من نصف عدد الجثث التي تم فحصها بالمركز الطبي التذكاري والتي تبلغ 41 كانت إيجابية بشأن المورفين.
كانت هناك 13 حالة أخري تم فحصها من جانب الطبيب الشرعي كانت بجانب الصراف الآلي في الدور الثاني وجد في أجسادهم أيضا كميات كبيرة من المورفين كانوا يحقنون بها من جانب الطبيبة «آنا بو» وقد تم إرسال عيناتهم إلي ثلاثة خبراء آخرين في علوم السموم والتشريح للحصول علي نتائج من جهة مستقلة بينما أصدرت الجمعية الطبية الأمريكية بيانا أكدت فيه أنها فخورة بالأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الطبية وبطولاتهم خلال إعصار كاترينا وكيف ضحوا بأنفسهم.
قرار هيئة المحلفين الكبري
في مارس 2007 أدي أعضاء هيئة المحلفين الذين سيقررون مصير «آنا بو»، القسم ثم بدأوا جلساتهم مرة واحدة في الاسبوع في مكان سري، إلا أن مايكل موراليس مساعد وكيل النيابة الذي يتلقي يوميا رسائل إدانة لرفع قضية ضد «بو»، أخبرني أنه لم يكن متحمسا للقضية هو والمحامي إيدي جوردان إذ قال؛ لم نشعر بالحماسة في متابعتنا لهذه القضية، وقد كان علينا أن نحترم المدعي عليه.. إذ أن بو لم تكن مثل أي مجرم متهم في جريمة قتل، كما قال أنه شخصيا لم يكن مهتماً بالنتائج بطريقة أو بأخري.
وبدلا من تقديم الأدلة إلي هيئة المحلفين، كما يفعل دائما قال أنه دعا المحلفين ليكونوا بمثابة المحققين لتقرير الأدلة، وقد جرت جلسات استماع هيئة المحلفين الكبري في الخفاء مما جعل من الصعب معرفة ما سمعه المحلفون، وقد أخبرني مينيارد أنه في النهاية قرر أن 4 حالات من ضمن التسعة موتي في الطابق السابع كانت جرائم قتل بما فيهم إيميت إيفيريت ورز سافوي. وحتي الآن، فإنه لم يتم الكشف علانية عن هذا الاستنتاج، وقال كذلك عن بو؛ «لا أعتقد أبدا أنها خططت لقتل أي شخص لكن يبدو أنها فعلت ذلك».
وقد استمعت الهيئة لمينيارد لكن لم تستمع لأحد من خبراء الطب الشرعي ولا من اثنين من أفراد الأسرة كانوا موجودين في طابق الرعاية في «لايف كير» خلال الجزء الأكبر من المحنة كما لم تستمع إلي المحقق الرئيسي بوزارة العدل، والذي ساعد في جمع 50 ألف صفحة من الأدلة، وفقط اثنين من الشهود في «لايف كير» هما اللذان وقفا أمام المحلفين في وقت متأخر من التحقيقات، وهما بودو ولاندري اللذان اضطرا للإدلاء بشهاداتهما بعدما أكد وكيل النيابة عدم محاكمتهما، وقد أعربا عن دعمهما العلني ل«آنا بو».
وقد عاشت هيئة المحلفين وسط العامة الذين أيدوا «د. آنا بو» بشدة، وقد كان ل«آنا بو» واحدة من وكالات العلاقات العامة في نيو أورليانز التي تمثلها، وقد قام محامي «بو» بعمل استطلاع للرأي وجد أن القليلين في نيو أورليانز يوافقون علي لائحة الاتهام الموجهة لها.
وإذا فتح أحد من أعضاء هيئة المحلفين الراديو أو التليفزيون أو قرأ الجرائد أو تصفح الانترنت كان ليجد أصوات الدعم تنطلق من كل صوب وحدب وكل يوم تقريبا حتي أن جارلاند روبينيت الإذاعي الأكثر شعبية في نيو أورليانز، كان يتساءل بغضب عن الشيء الذي تم فعله «لهؤلاء الثلاثة.. ولإنقاذ الأرواح» وفي 17 يوليو 2007 خرجت مظاهرة حاشدة مؤيدة ل«آنابو» في ذكري اعتقالها الأولي وقد ظهر الناس في برنامج روبينيت وفي كل برامج الأخبار المحلية، وتجمع مئات في حديقة المدينة ليوجهوا تعليقاتهم إلي هيئة المحلفين محذرين من أن الخبراء الطبيين سوف يفرون من لويزيانا إذا تم توجه الاتهام لطبيب خدم وقت وقوع الكارثة.
وفي أسبوع المظاهرات تلك توقفت هيئة المحلفين عن الاستماع إلي الأدلة كما أعد المدعي العام في المقاطعة 10 تهم في لائحة الاتهام في القضية من أجل وضعها أمام هيئة المحلفين الكبري للنظر فيها، ومن بين التهم تهمة بالقتل من الدرجة الثانية في قضية إيميت إيفيرت وتسع تهم أخري منها التآمر لارتكاب جرائم قتل من الدرجة الثانية لكل الضحايا في الطابق السابع من لايف كير.
وهذا يعني أنه كان علي هيئة المحلفين أن يقرروا ما إذا كانت الأدلة التي اطلعوا عليها قد أقنعتهم بوجود «نية محددة ومسبقة للقتل» - وهو ما يعد قتلاً من الدرجة الثانية تبعا لقانون ولاية لويزيانا - لدي «بو» أم لا.
وفي 24 يوليو 2007 قدم أعضاء هيئة المحلفين القضية لدائرة هاء في المحكمة الجنائية لدائرة نيو أورليانز، بدأ القاضي كالفين جونسون في قراءة لائحة الاتهام ذات التهم العشر بصوت مرتفع، وكانت النتيجة أن الهيئة لم توجه الاتهام ل«بو» في أي منها وبرأتها من القضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.