الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    تحقيق استقصائى يكتبه حافظ الشاعر عن : بين "الحصة" والبطالة.. تخبط وزارة التعليم المصرية في ملف تعيين المعلمين    14 شهيدا إثر قصف الاحتلال خيام النازحين في خان يونس    طلقات تحذيرية على الحدود بين الكوريتين ترفع حدة التوتر    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام توتنهام.. موقف «مرموش»    موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة في الدوري والقنوات الناقلة    اليوم.. اجتماع الجمعية العمومية العادية للإسماعيلي لمنافشة الميزانية والحساب الختامي    استئناف مباريات الجولة الأولى بدوري المحترفين    ارتفاع في درجات الحرارة في محافظة كفر الشيخ    بالأسماء.. إصابة 5 أشخاص في تصادم سيارتين بصحراوي قنا    طلاب الثانوية الأزهرية الدور الثانى يؤدون اليوم امتحان التاريخ والفيزياء    السجن المشدد 15 سنة لسباك قتل جاره في الجمالية    حبس سائق بتهمة الاستيلاء على سيارة محملة بحقائب وأموال بالسلام    شيرين عبد الوهاب تكشف حقيقة عودتها لحسام حبيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : إلى أين!?    حملة «100 يوم صحة» تقدّم 59 مليون خدمة طبية مجانية خلال 38 يومًا    جامعة القاهرة تُطلق قافلة تنموية شاملة لمدينة الحوامدية بالجيزة    استشهاد 19 فلسطينيا إثر قصف إسرائيل خيام النازحين بخان يونس ومخيم المغازي    الأمم المتحدة: نصف مليون شخص بغزة محاصرون فى مجاعة    تفاصيل وأسباب تفتيش منزل مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون    وزارة الخارجية الروسية تكشف عدد المواطنين الروس المتبقين في غزة    أمريكا: مقتل خمسة ركاب جراء حادث تحطم حافلة سياحية في نيويورك    3 وفيات ومصاب في حادث تصادم مروّع على طريق أسيوط الزراعي    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    توجيه حكومي جديد لبيع السلع بأسعار مخفضة    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر ربيع الأول اليوم    حسن الخاتمة.. وفاة معتمر أقصري أثناء أدائه مناسك الحج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    أسعار الفراخ اليوم السبت 23-8-2025 فى أسواق محافظة المنوفية    الطماطم ب7 جنيهات والليمون ب15.. أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ اليوم    وزارة الصحة تقدم 3 نصائح هامة لشراء الألبان    تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    القاهرة تسجل 40 مجددا والصعيد يعود إلى "الجحيم"، درجات الحرارة اليوم السبت في مصر    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 23 أغسطس 2025    هل يحق لمكتسبي الجنسية المصرية مباشرة الحقوق السياسية؟ القانون يجيب    سيف الإسلام القذافي يعلن دعمه لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا    إنقاذ حياة مريض بعمل شق حنجري بمستشفى الجامعي بالمنوفية    نقيب الفلاحين: تكلفة كيلو اللحم البلدي على الجزار 270 جنيها.. «لو باع ب 300 كسبان»    الجرام يسجل أقل من 3900 جنيها.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    ملف يلا كورة.. خطة انتخابات الأهلي.. رسائل الزمالك.. واعتماد لجنة الحكام    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    بعثة منتخب مصر للناشئين تؤدي مناسك العمرة عقب مواجهة السعودية    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«دينج لي» مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية :
1٫2 مليار صيني يحلمون بزيارة مصر القمة المصرية-الصينية المرتقبة بالقاهرة انطلاقة جديدة لجذب الاستثمارات
نشر في الأخبار يوم 24 - 12 - 2015

الحوار مع أي دبلوماسي نوع من المقامرة الصحفية فهو عادة ما يرحب بجميع الأسئلة التي تطرحها عليه ويرد عليها بهدوء وثقة لكن غالبا ما تكون المحصلة النهائية للحوارهي أنك لا تخرج منه بأي إجابة شافية علي أي سؤال وجهته له، لكن الحوار مع «دينج لي» مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الصينية كسر هذه القاعدة حيث من الواضح أن الديبلوماسية الصينية تتعامل بوجه واحد عكس ماهو معروف عن الديبلوماسية بشكل عام في أي مكان، كما بدا واضحا من خلال اجابات المسئول الصيني الكبير أن بكين ليس لديها ما تخفيه أو تضطر للف والدوران عند السؤال عنه، التقيت الرجل خلال زيارتي لبكين مؤخرا ضمن الوفد الاعلامي العربي المشارك في منتدي التضامن العربي الصيني وكان هذا الحوار.
نشجع الشركات الصينية علي زيادة مشروعاتها في مصر
ونثق في خطوات الحكومة لتحفيز الاستثمار
لا نتدخل في الشئون الداخلية للدول
لن نشارك بقوات عسكرية في الحرب ضد داعش
من الواضح أن عام 2015 كان عام الزخم الصيني العربي بشكل عام والصيني المصري بشكل خاص، فما دوافع الصين للتقارب مع العرب في هذه الأيام؟
العلاقات الصينية العربية علاقات قديمة وليست وليدة هذا العام فقط، وسوف تحتفل كل من مصر والصين في العام القادم(2016) بمرور 60 عاما علي العلاقات الثنائية لكن رأينا أن هناك حاجة مشتركة بين الجانبين لزيادة أواصر هذه العلاقات خلال الفترة المقبلة خاصة في ظل رغبتنا في الصين في الانفتاح علي العالم العربي بشكل أكبر وكان من الطبيعي أن تكون البداية من مصر باعتبارها مفتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقد شهدت الفترة الماضية خطوات متبادلة لتعزيز التعاون سواء علي المستوي الصيني - العربي أو علي المستوي الصيني المصري حيث استقبلنا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في زيارة كانت ناجحة بكل المقاييس ومن المتوقع أن يزور الرئيس الصيني «تشي جيانج بينج» مصر في مطلع العام القادم وهي زيارة سيترتب علي نتائجها العديد من القرارات المتوقعة لدفع علاقات التعاون بين الصين ومصر إلي آفاق واسعة جدا لذا نسعي بكل قوة لاتمام الزيارة بسرعة خلال الاسابيع القليلة القادمة فمصر مهمة جدا للصين لما لها من دور حيوي ومهم في المنطقة وكذلك نظرا لامكانياتها الاقتصادية الهائلة حيث التعاون معها يعد نموذجا للتعاون بين دول الجنوب،بالاضافة إلي أن الاستثمارات الصينية في مصر حققت معدلات نمو كبيرة جدا خاصة الاستثمارات في المنطقة الصناعية الخاصة في منطقة شمال غرب خليج السويس.كما يوجد لدينا رغبة في زيادة أعداد السائحين الذين يزورن مصر ولن أكون مبالغا إذا قلت لك إن مليار و200 مليون نسمة هم سكان الصين تقريبا يحلمون بزيارة مصر في يوم من الأيام.
رغبة مشتركة
بمناسبة نجاح المشروعات الصينية في منطقة شمال غرب خليج السويس هل هناك تفكير في مشاركة الاستثمارات الصينية في المرحلة الثانية من المشروع؟
هناك اقبال كبير بالفعل علي زيادة استثمارات الشركات الصينية في هذه المنطقة وهناك بالفعل نقاش موسع يجري حاليا بين مصروالصين حول مشاركة الاستمارات الصينية في المرحلة الثانية للمشروع وأعتقد أنها رغبة مشتركة مع مصر أيضا خاصة أن المرحلة الاولي قد زادت من توفير فرص العمل للمصريين ورفعت حصيلة الضرائب والصادرات المصرية والحكومة الصينية تدعم شركاتها للاستثمار في مصر التي تؤكد دائما إلتزامها بتعزيز السياسات المحفزة للاستثمارات لأن الصين كحكومة ليست هي صاحبة القرار في هذا الشأن حيث تكتفي بتقديم الدعم السياسي ولكن رجال الأعمال يفكرون بحسابات المكسب والخسارة لذا أتمني أن نري في مصر سياسة محفزة لجذب الاستثمارات الصينية وهذا الأمر يحتاج إلي جهود مضاعفة من الطرفين. واتوقع أن تسهم زيارة الرئيس الصيني المرتقبة للقاهرة في دعم العلاقات بين البلدين علي جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية وأن تساهم كذلك في زيادة حجم الاستثمارات الصينية في مصر.ومن المتوقع خلال الزيارة ايضا توقيع الاتفاقيات التي تمكن مصر من الحصول علي أول قطار سكك حديدية سريع في المنطقة من انتاج الصين.
الصين وافريقيا
تحرص الصين علي زيادة علاقات التعاون مع القارة الافريقة بشكل عام سواء من خلال العلاقات الثنائية مع دول القارة مثل مصر أو من خلال منتدي التعاون الصيني الافريقي فما الذي يقدمه المنتدي لدعم هذه العلاقات ويصعب تحقيقه من خلال العلاقات الثنائية المباشرة؟
منتدي التعاون الصيني الافريقي يعد الاطار الرئيسي للتعاون بين القارة الافريقية والصين كما يعتبر أحد أهم آليات الشراكة بين افريقيا والعالم الخارجي بشكل عام وهذا المنتدي يعكس تطلع الجانبين الصيني والافريقي إلي تعزيز التعاون في اطار الخطة الموضوعة له خلال السنوات الثلاث القادمة من 2016 إلي 2018 وذلك في مختلف المجالات حيث يركز الجانب السياسي علي تعزيز العلاقات وتقريب وجهات النظر في القضايا السياسية وعلي الصعيد الاقتصادي يسعي الجانبان أيضا من خلال المنتدي إلي تحقيق مشروعات جديدة تسمح بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلي 400 مليار دولار بحلول عام 2020 كما نستهدف زيادة الاستثمارات الصينية في القارة الافريقة إلي حوالي 100 مليار دولار نتوقع أن يكون لمصر نصيب الأسد منها خاصة مع اعلان الحكومة الصينية استمرار دعم الصين للاستقرار والتنمية بمصر.وعلي صعيد التعاون في مجالات الأمن والعلاقات العسكرية ومكافحة الارهاب نسعي من خلال التعاون الصيني الافريقي إلي تعزيز قضايا السلم والأمن الأقليميين. ووضع آليات سليمة لتسوية النزاعات وتفعيل التعاون في المسائل القنصلية والمساعدة القانونية والنظر في توقيع اتفاقيات لتسليم الهاربين من العدالة والتعاون في مجال مكافحة الجرائم المنظمة،كما يسعي الجانبان من خلال المنتدي لإيجاد نموذج جديد للتنمية العالمية يقوم علي اسس المساواة والمحاسبة والاحترام المتبادل والالتزام بتأييد مواقف الطرفين في كل المحافل الدولية.
دروس مستفادة
بمناسبة الحديث عن الارهاب وما تتعرض له مصر من هجمات ارهابية هي وغيرها من دول العالم خاصة اوروبا وبالتحديد فرنسا، ما هي رؤية الصين في كيفية مواجهة هذا الخطر الداهم الذي يلتهم أي ثمار لأي محاولة تقدم اقتصادي ناجحة؟
الصين تتفق تماما مع كل الدعوات الدولية التي تدين وترفض هذا الارهاب كما نرفض تماما ربط الارهاب بأي دين سماوي وقد تحفظنا كثيرا ومازلنا نتحفظ علي محاولة بعض وسائل الاعلام الغربية ربط الارهاب بالاسلام علي خلفية الأحداث التي تعرضت لها عدة دول مثل فرنسا والتهديدات التي تواجهها ألمانيا مثلا أو غيرها من الدول الاوربية كما نرفض الازدواجية في المعايير من قبل الغرب الذي يصف مايحدث عندهم من حوادث بأنها عمليات ارهابية بينما لا يرونها كذلك في دول اخري بل ويسمونها مقاومة شعبية،حدث من فترة في الصين أن قام أحد المواطنين بترويع الناس في القطارات فلما تعاملت معه الشرطة فوجئنا ببعض صحف الغرب تنتقد ماحدث وتردد عبارات غريبة عن قمع الصينين الذين يبحثون عن حقوقهم ولا ندري عن أي قمع أو حريات يتحدثون، رؤيتنا تتركز في ضرورة استفادة المجتمع الدولي من دروس هذه الحوادث جيدا ونحن في الصين موقفنا واضح تماما وندين الارهاب بشدة في اي مكان بالعالم.
الاحترام المتبادل
إذا كان هذا هو موقفكم المعلن من قضايا الارهاب فما هو الخط الرئيسي الذي تعتمدون عليه في سياستكم الخارجية ورؤيتكم للصراعات الكبري في المنطقة والعالم وهل يجيء يوم تشارك فيه الصين في العمليات الدولية التي تستهدف الكيانات الارهابية في العالم مثل تنظيم داعش الارهابي سواء في سوريا أو العراق أو غيرها من المناطق الملتهبة؟
دعني اوضح لك أمرا مهما ان الصين لا تتدخل أبدا في الشئون الداخلية لأي دولة، هذه هو مبدأنا الذي نسير عليه ولن يتغير أبدا، نحن عندما ندين الارهاب ونطالب بمكافحته لا نعني أبدا أن نتدخل في شئون دول اخري وسياستنا الخارجية تسير علي هذا النهج دائما لذا لم نتدخل في سوريا مثلا مثل روسيا التي طلب منها بشار الأسد التدخل بشكل مباشر لكننا في الصين لن نتدخل حتي لو كان بطلب مباشر ومصير بشار الاسد حق أصيل للشعب السوري دون غيره، ونتمني حلا سياسيا للأزمة كما أننا في الصين لسنا بعيدين عن متابعة القضية الفلسطينية ونهتم بها تماما لكننا أيضا لا نتدخل ولا نغير مبدأنا، نهتم كثيرا بالوضع في اليمن ونتمني التوصل لحل سياسيي للأزمة حتي عندما قام التنظيم الارهابي باعدام الرهينة الصيني لم يدفعنا هذا لتغيير سياستنا التي نؤمن بها وهي عدم التدخل أو المشاركة بجنود صينيين في الحرب علي التنظيم الارهابي ذلك لأننا أبناء الشعب الصيني هناك اتفاق بيننا وهي أنه يجب علينا دائما أن نلتزم بطريقنا الخاص الذي نسير عليه دائما فنحن نرفض الارهاب بكل اشكاله ونرفض ترويع المواطنين الأبرياء، وندعم الجهود الدولية لمكافحة الارهاب ونبذل جهدا في هذا الصدد ونتعاون مع العديد من الدول في كافحة الارهاب لكننا لم ولن نشارك في التحالف الدولي لضرب داعش.
قوة عظمي
رغم النجاح الكبير للصين علي المستوي الاقتصادي والسياسي إلا أن هناك آراء كثيرة في العالم تبدي اندهاشها من عدم ظهور الصين كقوة عظمي حتي الآن في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية رغم امتلاكها لمؤهلات القوي العظمي فما هو ردكم علي هذه الأراء؟
أولا نحن نعترف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر قوة عظمي في العالم وهذا لا يعيبنا ولا ينتقص من قدرنا فالصين هي البلد الوحيد الذي احتفظ بالتطور الاقتصادي وساهم في تطور الاقتصاد العالمي بشكل كبير في ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008 ولدينا الدروس الوطنية وتجاربنا الفريدة في اقامة اقتصاد سوق يعتمد علي العرض والطلب مع عدم اغفال دور الحكومة وحتي هذه اللحظة أثبتت التجارب أننا أصحاب أنجح تجربة ومايحدث في الاقتصاد الصيني من نمو او انكماش يؤثر في كل العالم، نحن لا تهمنا المسميات ولا موقعنا من القوي العظمي قدر ما يهمنا النجاح في تحقيق الحياة المستقرة لابناء الشعب وايجاد علاقات قوية مع كل الدول والقوي الاقليمة في العالم، نحن نعترف في الصين بأن أمريكا وبعض الدول الغربية لديهم مزايا كبيرة في نشر المعلومات ويحتكرون هذا المجال ونقر أيضا بأنه قد آن الأوان للصين والدول العربية أن تستقي المعلومات من مصادرها بدلا من الاعتماد علي اطراف اخري ربما لا تتسم بالمصداقية مع تأكيدنا علي ضرورة الاستماع لاصوات الدول النامية بشكل يناسب أهميتها والتطورات التي تحققها.
حقوق قانونية
لا يخفي علي أحد حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة الأمريكة في منطقة بحر الصين الجنوبي خاصة بعد زيارة أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي لحاملة الطائرات الأمريكة (يو اس تيودور روزفلت) في هذه المنطقة فما هي رؤية الصين لحل هذه المشكلة وتقليل حدة التوتر في هذه المنطقة؟
الصين أعلنت وتعلن دائما بوضوح رفضها للتصرفات الاستفزازية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية والتي قد تدفع في اتجاه تسليح منطقة بحر الصين الجنوبي. كما قامت الخارجية الصينية في شهر اكتوبر الماضي باستدعاء «ماكس باوكوس»السفير الأمريكي ببكين وسلمناه احتجاجا شديد اللهجة وأعربنا له عن استياء الصين الشديد من دخول السفينة الحربية الأمريكية «لاسين» إلي المياه القريبة من جزر نانشا في بحر الصين الجنوبي دون تنسيق أو إذن من الحكومة الصينية واعتبرنا هذا التصرف الأمريكي يحمل تهديدا لسيادة الصين ومصالحها الأمنية ويمثل استفزازا خطيرا لنا، فهذه المنطقة من أكثر الممرات البحرية ازدحاما بحركة سفن البضائع حيث تبلغ قيمة البضائع التي تمر منه حوالي 5 تريليونات دولار سنويا بما يعادل أكثر من 50% من حركة الشحن في العالم، نحن نحترم سيادة كل دولة علي أراضيها ونرفض المحاولات الأمريكية التي لا تعاملنا بالمثل، رغم توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين لبناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبري كما سبق وأن أكدت الصين أن الخلاف بينها وبين الدول الاخري المطلة علي بحر الصين الجنوبي مثل الفلبين وتايوان وماليزيا وفيتنام وبروناي يمكن حلها بالحوار المباشر بدون تدخل أطراف خارجية خصوصا الولات المتحدة الامريكية التي تري الحكومة الصينية انها قد تدفع المنطقة نحو التسلح ومخاطر حروب ونزاعات طويلة وفي هذا الاطار نفسه سبق وأن رفضنا حكم محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي قبلت طلب دولة الفلبين التحكيم في بحر الصين الجنوبي واعتبرنا الحكم كأن لم يكن وليس له أي أثر ملزم علي الصين لأن لدينا سيادة لاتنازع علي الجزر الواقعة في بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة له. وقد أوضحنا للعالم كله عمليات البناء واستصلاح الأراضي وسلاسل الصخور علي جزر نانشا بهدف تحسين ظروف العمل والمعيشة لقاطني هذه الجزر وجميع المنشآت التي تم انشائها تخدم الملاحة الدولية ولا نفكر مطلقا في أي اجراءات تفرض قيودا علي حركة الملاحة بعد اكتمال حركة البناء علي الجزر لأن الصين كانت وستظل حريصة علي حرية الملاحة الدولية وحمايتها لها وكل ماتم انشاؤه من منارات في هذه المنطقة يؤكد ذلك لذا نؤكد أن مسألة الجزر لا تخضع للنقاش وموقفنا منها ثابت ولا يتغير بأنها أرض صينية خالصة تقدم خدماتها للمجتمع الدولي كله لكن سيادة الصين علي الجزر مدعومة قانونا وترتكز علي حقائق واضحة لكن الاكتشافات البترولية التي تمت في بحر الصين الجنوبي في فترة الستينيات هي التي دفعت بعض الدول لمحاولات السيطرة علي الجزر.
التجربة الاقتصادية
تجربة الصين الاقتصادية مكنتها من تحقيق نسبة نمو عالية رغم تصنيف غالبية المدن الصينية ضمن المدن الأكثر تلوثا للبيئة في العالم فكيف يمكن تقييم هذه التجربة؟
في الماضي نجحت الصين في تحقيق معدلات عالية في نمو الناتج المحلي الاجمالي بلغت 10%سنويا وقد بدأنا بالفعل في مراعاة البعد البيئي من خلال اتباع طريقا تنمويا يناسب ظروفنا وهناك حوالي 150ألف صيني يعيشون تحت خط الفقر وتبذل الحكومة جهودا كبيرة من أجلهم ونصف سكان الصين يعيشون في الريف وهناك تقديس لقيمة العمل بين أبناء الشعب الصيني ولدينا شركات كبيرة مملوكة للدولة وبدأنا اعطاء دفعة كبيرة للقطاع الخاص الذي ينمو ويتطور بشكل سريع والآن نقوم بتفعيل آليات السوق بما يناسب ظروفنا لتلعب الحكومة دور الحكم بين جميع الاطراف وتنسحب من ممارسة الأنشطة بنفسها باستثناء الانشطة الحيوية بالنسبة للمواطن مثل الكهرباء والبترول والنقل وتترك بقية الانشطة للقطاع الخاص القادر علي توظيف فرص العمل خاصة في مجالات الانتاج والخدمات وتكنولوجيا المعلومات وقد أقرت الحكومة مؤخرا اعفاء هذه الشركات من الضرائب لو كان حجم تجارتها يقل عن 15 ألف دولار سنويا.
فيس بوك وتويتر
في الوقت الذي انتشرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي في العالم كله لاتزال الصين تتعامل معها بحذر وحرص شديدين فكيف تفسر ذلك بينما كل الشواهد تؤكد اصرار الصين علي الانفتاح علي العالم كله؟
إذا كنت تقصد «الفيس بوك وتويتر» فلدينا شبكة داخلية مفتوحة أمام جميع أبناء الصين أما بالنسبة لعدم التواصل مع مواقع التواصل عالميا ذلك لأننا نري أن معدلات انتشار هذه المواقع أكبر من قدرة الصين في الوقت الحالي علي استيعابها من النواحي القانونية، لكن هذا لا يمنع أن الأصل في الموضوع أن الشعب الصيني ارتضي لنفسه طريقا اساسيا نحو العمل والانتاج وعدم الانشغال بمثل هذه المواقع التي قد تكون سببا في تعطيل الأعمال كما أنها في كثير من لأحيان تخترق خصوصيات الناس وتحد من حرياتهم الشخصية فهناك مثل صيني يقول: إنه إذا كان من حقك أن تفكر لنفسك في النصف الأول من الليل فينبغي عليك في النصف الثاني منه أن تفكر في الآخرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.