في مفاجأة من العيار الثقيل.. اعلن الاستاذ الدكتور أحمد درويش عالم اللغة والناقد ومقرر لجنة الدراسات الادبية واللغوية بالمجلس الاعلي للثقافة.. ان جائزة مبارك كان اسمها في الاصل »جائزة النيل« وفق ما طالب بعودته اعضاء لجنته امس الاول.. وان احد اعضاء مجلس الشعب من رجال الاعمال هو الذي اقترح اسم مبارك بدلا من النيل.. وذلك اثناء مناقشتها في المجلس السابق ومن قبل اقرارها، واضاف ان الدكتور زكريا عزمي قد طلب تأجيل اطلاق اسم مبارك علي الجائزة حتي يحصل علي الضوء الاخضر من مؤسسة الرئاسة.. وفي اليوم التالي وافق الدكتور زكريا علي اقتراح عضو مجلس الشعب »محمد أبوالعينين« باستبدال اسم النيل باسم مبارك. وقال الدكتور درويش في حوار سريع معه تعليقا علي ما نشر بشأن الاقتراح المقدم من اعضاء لجنته لاعادة اسم النيل إلي الجائزة بدلا من مبارك ان هذا الاقتراح ليس له علاقة »بقلة الاصل« ولكن له علاقة كبيرة بضرورة الا ترتبط الجوائز بأسماء الزعماء أو الرؤساء وحتي لا يحدث ماحدث. وردا علي سؤال بشأن هذه القضية قال الدكتور درويش: ان الفكرة الرئيسية اننا نعيش في عصر حضارات التراكم وبالتالي لا يجب في كل مرحلة أن نبدأ من الصفر ولا ينبغي ان نكرر اخطاء الاجيال السابقة وعلينا ان نقدم المصالح علي الاشخاص مثلما يحدث في كل دول العالم الآن. ذلك لان الامة هي الباقية والاشخاص زائلون. ورغبة من اعضاء لجنة الدراسات الادبية واللغوية في سماع صوت هؤلاء الشباب الذين فجروا هذه الثورة ومخاطبتهم بلغاتهم ووسائلهم التكنولوجية الحديثة فقد رأينا مخاطبتهم بذلك من خلال مجلتنا الالكترونية والتي تسمي مجلة »ياء« كما قررت اللجنة اصدار عددها الجديد علي ان يحمل عنوانا رئيسيا »ما الذي نريده لمصر؟!« كما قررنا في السياق نفسه عقد ندوات كل اسبوعين تشمل حوارا بين الشباب والشيوخ حول صورة مصر التي نتمناها جميعا. كما اشرنا فيما ناقشناه من اقتراحات الي ضرورة ان نصحح العلاقة بين الثقافة والسياسة، واللجنة المشار اليها تضم 52 عالما من كبار علماء مصر. وهم الذين رأوا ضرورة ايضا ان يتم تفعيل دور الامة كلها من اجل تحقيق هذا الهدف. جائزة النيل مرة أخري وردا علي سوال آخر حول ما اذا كان اسراع اللجنة لتبني هذا الاقتراح الخاص بتغيير اسم جائزة مبارك يمثل نوعا من عدم الامانة والثبات علي المبدأ؟! قال الدكتور درويش: ان تبني هذا الاقتراح هو تأكيد لما سبق وكانت عليه هذه الجائزة من قبل لأن الذي حدث ويعلمه الجميع ان المجلس الاعلي للثقافة عندما اقترح ان يكون هناك جائزة كبيرة وعظيمة تناسب قامات علماء مصر وتفوق جائزة الدولة التقديرية اختار ان يكون اسمها جائزة النيل ولكنه عندما نوقشت الجائزة في مجلس الشعب السابق قام احد الاعضاء وغالب الظن انه كان محمد ابوالعينين رجل الاعمال المشهور وقال ان الجائزة لابد وان تحمل اسم مبارك عندئذ حدث حرج اثناء المناقشة، وبالتالي لم تتم الموافقة الفورية علي الاسم وان الدكتور زكريا عزمي هو الذي طلب مهلة من المجلس لمعرفة رأي مؤسسة الرئاسة في الاسم الجديد المقترح وفي اليوم التالي اخبرهم بأن هناك ضوءا اخضر لاختيار اسم مبارك. اذن الاقتراح السابق والاساسي هو الذي نطالب فيه بإعادة اسم النيل مرة اخري وقد طالبنا بذلك ايضا في عز سطوة النظام السابق. ودعني اقول لك انه اقتراح ملائم جدا وينبع من ضرورة الا ترتبط الجوائز بالاسماء. الرموز أهم وهل هناك فرق بين ان تحمل الجائزة اسم شخص أو ان تكون رمزا للوطن؟! - لقد عانينا من قبل.. في عالمنا العربي من الذين حصلوا علي جوائز رؤساء رحلوا مثل صدام حسين، وعندما سقط اعادوها. وايضا بهاء طاهر ذلك الروائي الكبير الذي تنازل مؤخرا عن جائزة مبارك. ولو كان هؤلاء الذين يحملون جوائز باسم الرؤساء يحملونها باسم رموز في بلادهم مثلا عندنا اسم النيل. فلا يمكن ان يتم التنازل عنها ابدا.. ايضا ولا تنس ان الافراد يتغيرون والامة هي الباقية. وعلي ذلك فإنني اعود وأؤكد لك ان مطالبة لجنة الدراسات الادبية واللغوية بتغيير اسم هذه الجائزة لا يعد انتقاصا من هذا الشخص او ذاك.. بل هو مواكبة للاحداث الجديدة التي تشهدها بلدنا حاليا وقد نشرت صحيفتكم الغراء في نفس اليوم صورة كبيرة من داخل مجلس الوزراء بتغيير صورة الرئيس وانزالها من فوق الحائط.. اذن من هنا لا تستطيع ان تقول ان ما طالبنا به هو »قلة اصل« كما نشر كما لا تستطيع ان تقول في نفس الوقت ان من يخالف وضعا جديدا فرض نفسه امامك هو ايضا »من قلة الاصل«. اسماء رجال السلطة وكيف يتم تفعيل هذا الاقتراح؟! يمكن تفعيله من خلال الصحافة التي اعتبرها منبرا للامة. ودائما يكون لدينا مبدأ مهم في ظل الثورة وما انتجته من اوضاع جديدة.. وهو الا نستخدم اسماء من هم في السلطة ونطلقها علي مشاريعنا الثقافية وربما نوافق علي ذلك بعد ان يرحل.. وفق ما قدمه لمصر من خدمات.. أو ان نطلق اسم صاحب الجائزة او المشروع علي الذي يتفق عليه تكريما له. واذا ما عدنا من جديد الي جائزة مبارك.. فهل هو الذي كان يمولها؟! ابدا مبارك نفسه اكد ذلك بقوله. ان الجائزة تمولها وزارة الثقافة مثل بقية الجوائز الاخري. وفي هذا السياق نسأل.. وكيف يمكن ان نكرم زعماء مصر؟! - علينا اولا ان نفهم لفظ الزعامة. كما لابد لنا ان نفرق بين نوعين من الذين يجب ان نكرمهم ثم يعقب ذلك ايضا ضرورة ان نغير السلوك في تكريمنا للنوعين معا. وذلك من خلال لجان تتعقب اعمال كل من يقدم لمصر الخير وتقترح هذا التكريم ونوعه. وعلينا ان نبدأ اولا بالعلماء وبالمفكرين حتي من قبل ان يرحلوا عن عالمنا وذلك بهدف خلق نوع من الريادة للاجيال الجديدة التي من الممكن ان تتطلع هي الاخري لمثل هذا التكريم وبالتالي تجتهد كي تقدم لمصر اعمالا متميزة. تكريم الشهداء وما هي اهم مظاهر التكريم؟! دعني احدثك بهذه المناسبة عن كيفية مثلا تكريم شهداء ثورة 52 يناير. لابد وان نقيم قوسا للنصر في قلب ميدان التحرير، وننقش أو نكتب عليه اسماء كل هؤلاء الشهداء من الشباب.. ونكتب تحت اسماء هؤلاء عبارة »الوطن يعترف لكم«. وهذا القوس موجود في أشهر ميادين فرنسا حاليا وإنني ادعو الي ضرورة الاسراع في اقامة مثل هذا القوس لتكريم هؤلاء الشهداء.. وعلي ذلك فليست صورة تكريم هؤلاء تقتصر فقط علي الاموال أو المعاشات أو خلافه.