إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    منشآت مستثناة من تخفيف أحمال الكهرباء .. تعرف عليها    بايدن يثق بفوزه بولاية ثانية ويشكك في قبول ترامب نتائج الانتخابات    ملف يلا كورة.. حفل تأبين العامري فاروق.. غيابات الزمالك.. ومفاجأة لصالح جمعة    أحمد عيد: هنفرح جماهير المحلة في الدوري الممتاز.. وهذه كانت أصعب لحظة    احتفالات جنونية من لاعبي غزل المحلة مع الجماهير بعد الصعود للممتاز (فيديو وصور)    «الأرصاد» تُحذّر من حالة طقس اليوم الخميس 9 مايو 2024    الفصائل الفلسطينية تشارك في مفاوضات القاهرة    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    سعر البصل والخيار والخضروات بالأسواق فى ختام الأسبوع الخميس 9 مايو 2024    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 9 مايو 2024    الأهلي يفاوض صفقة مغربية جديدة.. بديل علي معلول    ناقد رياضي يصدم الزمالك حول قرار اعتراضه على حكام نهائي الكونفدرالية    خوان ماتا: كنت أتمنى مزاملة ميسي.. وهذا موقفي من الاعتزال    الأوبرا تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة على المسرح الصغير    ماذا طلب كريم عبد العزيز بعد ساعات من وفاة والدته؟    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    ما الأفضل عمرة التطوع أم الإنفاق على الفقراء؟.. الإفتاء توضح    مواد مسرطنة في القهوة منزوعة الكافيين احذرها    حقيقة تعديل جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرفها    «المصريين الأحرار»: بيانات الأحزاب تفويض للدولة للحفاظ على الأمن القومي    شوبير يكشف مفاجأة بشأن تجديد عقد علي معلول في الأهلي.. خلاف حول الراتب.. عاجل    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    جريمة تهز العراق، أب يقتل 12 فردا من عائلته ثم يتخلص من حياته (صور)    مصدر: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    إعلام فلسطيني: غارة إسرائيلية على حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    تعرف على سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الخميس 9 مايو 2024    إنتل تتوقع تراجع إيراداتها خلال الربع الثاني    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    عبد المجيد عبد الله يبدأ أولى حفلاته الثلاثة في الكويت.. الليلة    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    وزير الخارجية العراقي: العراق حريص على حماية وتطوير العلاقات مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    وكيل الخطة والموازنة بمجلس النواب: طالبنا الحكومة بعدم فرض أي ضرائب جديدة    بالصور.. «تضامن الدقهلية» تُطلق المرحلة الثانية من مبادرة «وطن بلا إعاقة»    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    طالب صيدلة يدهس شابا أعلى المحور في الشيخ زايد    متحدث الصحة يعلق على سحب لقاحات أسترازينيكا من جميع أنحاء العالم.. فيديو    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفائزون بجوائز الدولة يتحدثون ل الشروق
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 06 - 2009

عادة ما يثار لغط حول جوائز الدولة فى كل عام عمن يحق لهم التصويت وعن غلبة الموظفين على المثقفين فى لجان‏ الجائزة، ومنح جوائز لمن لا يستحق.
شىء من هذا لم يعد يحدث‏ فى دورة هذا العام، ومن يطلع على الأسماء الفائزة يتأكد أن الفائزين جميعهم يستحقون هذه الجوائز.
فى السطور التالية نقرأ حوارا مع الأديب الكبير بهاء طاهر الفائز بجائزة مبارك فى الآداب والذى كان أول تعليق له عقب فوزه بالجائزة «كنت أتمنى أن تذهب الجائزة للطاهر أحمد مكى أو الدكتور كمال بشر بدلا منى».
وحوار آخر مع رئيس المركز القومى للترجمة الناقد والمفكر الكبير د.جابر عصفور الذى جعل من المجلس الأعلى للثقافة على مدى خمسة عشر عاما شعلة نشاط ومنارة تبث فى أوصال الجسد الثقافى المصرى إشعاعا واستنارة قبل أن ينتقل إلى المركز القومى للترجمة.
وحواران مع السيناريست وحيد حامد والأديب يوسف القعيد الفائزان بجائزتى الدولة التقديرية فى الفنون والآداب على التوالى، على مجمل أعمالهما الجادة والمؤثرة فى الفن والثقافة.
بهاء طاهر: لو سألونى لمنحتها لكمال بشر أو الطاهر مكى
«شرفت جائزة مبارك فى الآداب بحصول بهاء طاهر عليها». نعم هكذا ينبغى أن يكون الخبر بدون أى مبالغة، فها هو صاحب «واحة الغروب» يحصل أخيرا على أرفع جوائز الدولة وقد بلغ الرابعة والسبعين من العمر.
بعد أن تم تناسيه لسنوات طوال حتى حصل على التقديرية فى 1998، وكان أول الفائزين بجائزة الرواية العربية البوكر فى دورتها الأولى فى 2008، وبين التاريخين نال عدة تكريمات من العواصم الأوروبية، لكنها فى عيونه تختلف عن جائزة الدولة المصرية.
وفور الإعلان عن الجائزة أمس الأول بمقر المجلس الأعلى للثقافة، ألقى بهاء طاهر كلمته قائلا مثل فارس نبيل «أرى أن هناك غيرى من هم جديرون بالجائزة من قبلى وهم الأساتذة الطاهر أحمد مكى وكمال بشر».
سعيد هو رغم كل شىء. يتلقى مكالمات التهنئة بشكل متتالى، لكن ابتسامته تتسع قليلا حين يرسل له الناشر البريطانى «هودر آند ستوطن» غلاف الترجمة الإنجليزية لرواية «واحة الغروب» الحاصلة على البوكر.
والتى ستصدر لها ترجمات فى الخريف بالفرنسية واليونانية، بالإضافة إلى ترجمة انجليزية أخرى تصدر فى كندا. فى أحد أماكنه الأثيرة «مكتبة ديوان» بالزمالك، كانت لنا معه هذه الفضفضة.
الشروق: جلبت لك جائزة الرواية العربية البوكر عائدا أدبيا هائلا يتضمن ترجمة الرواية إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والايطالية، بعيدا عن العائد المادى المتزايد، ما العائد الأدبى الذى يعود عليك من جائزة مبارك للآداب؟
بهاء: فضلا عن العائد المادى، فأى كاتب يفخر أن يحصل على أرفع جائزة أدبية تمنحها مصر من خلال المجلس الأعلى للثقافة.
الشروق: هناك دائما من ترشحهم وتلقى الضوء عليهم بدلا منك، فى البوكر أفردت الثناء والمديح على مكاوى سعيد، وفى ترشيحات جوائز الدولة العام الماضى انسحبت لإعطاء الفرصة كاملة لفوز رجاء النقاش، وها أنت اليوم تشير إلى جدارة الطاهر مكى وكمال بشر عنك. هل تستحى من الجوائز؟
بهاء: لا أريد أن يساء فهم كلمتى عند حصولى على جائزة مبارك، فقد حددت أنى أرى أن هناك غيرى من هم جديرون بالجائزة وهم قبلى بسنين مثل الطاهر مكى وكمال بشر، ولو خيّرت كنت تنازلت لأحد منهما. ولكن بما أنى تنازلت العام الماضى، كان الموقف سيتحول إلى فكاهة وموقف كوميدى يفقد معناه. فهم أساتذة أجلاّء لم يحصلوا على الجائزة حتى اليوم، فالجوائز تتأخر كثيرا حتى إنى أتعجب حين يحصل على نوبل من هو أقل من ثمانين عاما.
الشروق: بعيدا عن هذا الإيثار، عبّرت بصراحة عن فرحتك الغامرة حين حصلت على تقدير القرّاء فى مصر أو حين حصلت على جائزة «جوسبى تشيربى» الإيطالية عن رواية «خالتى صفية والدير» والتى يمنحها لجنة من القراء لعمل مترجم إلى الايطالية؟
بهاء: أرى دائما أن الجائزة الكبرى لأى فنان هى تقدير قرائه وجمهوره له، وأنا والحمد لله مغمور بهذه الجوائز وأشعر بتأثر بالغ مما أسمعه من قراء وناس عاديين أو ما يأتينى فى بعض الرسائل.
هناك واقعة أعتبر أنها بمثابة جائزة نوبل بالنسبة لى، كنت أرسل فصولا مسلسلة من «وقالت ضحى» لنشرها فى مجلة المصور أثناء إقامتى فى الخارج وكنت قد أمضيت نحو 13 عاما، ولم أكن أعرف انطباعات الناس فى مصر، وهل يعرفوننى...
الخ. وأثناء سيرى فى ميدان التوفيقية فى الثانية بعد منتصف الليل، جاء شاب مهرعا نحو بائع الجرائد يسأله عن عدد المصور الجديد بهاء: حيث كان العدد الجديد يصدر ليلا بهاء: وأخذ يقلب الصفحات بتعجل وشغف شديدين حتى يعثر على الفصل المنشور من «وقالت ضحى» ويقف ليقرأها تحت عامود النور. هل تظنين أن هناك جائزة أعظم من تلك الجائزة؟!
الشروق: وماذا عن النقّاد؟
بهاء: قد يضع النقاد شروطا أكاديمية يطبقونها على العمل الأدبى فيصبح بلا حياة، أما القرّاء فهم الحكم الحقيقى.
الشروق: شكلت رواية الحب فى المنفى نموذجا للرواية الشعبية التى افتقدناها فى مصر. كيف ترى الفئة الجديدة من شباب القراء والشرائح التى لم يكن لها صلة سابقة بالكتاب؟
بهاء: هذا هو أسعد شىء حد فى الفترة الأخيرة، نحن الآن فى مكتبة ديوان وألاحظ كم الشباب الذى يتردد عليها، ولأول مرة يعترف الناشرون أن توزيع الكتب ازداد.
بعد أن كانوا يشكون دائما من ضعف التوزيع ليس فى مصر وحدها بل فى لبنان أيضا. لا أعرف السبب بالتحديد رغم أن العوامل نفسها ما زالت موجودة فالكتاب سعره مرتفع والأزمة الاقتصادية طاحنة، لكن حركة الكتب منتعشة.
الشروق: وما رأيك فى ظاهرة الأفضل مبيعا التى انتشرت بشكل واسع والتى قد تزج بك إلى جانب كتاب مبتدئين وروايات المواصلات العامة المنتشرة فى الخارج؟
بهاء: الكتّاب الضعاف هم من يخافون الأفضل مبيعا. لكن كل عمل أدبى له جمهوره الخاص، ولا ينبغى أن نوحد القراء لجميع الأعمال لأن هناك من يحب الكتابة الساخرة أو الفانتازيا أو الأدبية الجادة، كلها تتعايش. لكن هناك نقطة مهمة، إن بعض الأعمال قد استفادت من الرواج الجماهيرى لكتابات سهلة ومثيرة تروج لكتابة مضادة للأدب ومعادية له، لا تعتمد على المضمون، بل على الإثارة.
الشروق: هل تقصد أدب المدونات؟
بهاء: لا أقصده تحديدا بل كتب عامة لا داعى لذكر عناوينها. الأدب فى نظرى له شروطه ومواصفاته، «ده الواحد فى بعض الأحيان يظل ينحت فى جملة يوما كاملا»،! أتابع بعض المدونات على النت لمعرفة مزاج الشباب، وأجد بعضها فى منتهى الجدية وقد أسهمت فى الترويج لأفكار حرة وجادة، مثل مدونة محمد علاء الدين وشيماء.
وفكرة لجوء بعض شباب الكتاب للمدونة لتكون مساحة تفاعلية مع القارئ يستفيدون بها فى إبداعهم هى فكرة جيدة، لكن المضر فى الأمر هو الاستسهال. لأن مع وجود جمهور القراء الجديد الذى نتحدث عنه، سيعتاد على هذه الأعمال السهلة ويتصور أن هذا هو الأدب.
الشروق: أنت من الأدباء أصحاب المواقف فى الساحة العامة، ويعتبرك البعض أحد رموز ودعاة التغيير فى مصر، هل خطر ببالك رفض الجائزة واستكمال دورك المعارض؟
بهاء: أنا أفترض أننى أعيش فى بلد ديمقراطى يسمح للإنسان أن يعبر عن وجهة نظره، سواء كانت وجهة نظر مؤيدة أم معارضة للحكم طالما أنها معارضة سلمية، وأعتقد أن هذا يظل مقبولا فى حدود ديمقراطيتنا المنقوصة، بدليل أن صنع الله إبراهيم مثلا رفض جائزة المجلس الأعلى للثقافة فى ملتقى الرواية العربية الأول، وكان رفضه لها مسببا، وتم تقبل ذلك من أجهزة الثقافة فى الدولة.
ورغم أنى معارض للحكومة ومحسوب فى صفوف المعارضة لكنى أيضا فى صف بلدى، فإذا كانت لدينا مؤسسات ثقافية تعمل بشفافية، فأنا أتعامل مع هذه المؤسسات كما يظل من حقى أن أقبل أو أن أرفض.
الشروق: عشت سنوات المنفى الإجبارى فى السبعينيات وعانيت من عدم الاعتراف الرسمى لسنوات، هل يمكن أن تمحى الجائزة مرارة هذه السنوات وتبدأ مرحلة التصالح؟
بهاء: أتقبل هذا شاكرا، ولكنه لا يمنعنى من أن أكون معارضا. ومن يتابع مقالاتى يعرف أننى لم أتخل عن أى مبدأ أؤمن به سواء بالنسبة للقضايا العربية أو بالنسبة للديمقراطية فى الداخل.
وحيد حامد: جائزتى ليست دليلاً على رضا الحكومة عنى
قد تكون جائزة الدولة التقديرية للفنون التى حصل عليها الكاتب الكبير وحيد حامد وحيد: وهو يكمل عامه الخامس والستين وحيد: قد منحته بعض الزهو والسكينة، لكنها أبدا لم تهدئ من ثورة الغضب الكامنة بداخله إزاء الأوضاع السائدة فى مصر، فهو الثائر دائما والباحث عن الكمال فى زمن لا يقبل إلا بأنصاف الحلول.
لايعرف مصر «رايحة على فين»، لكنه يعترف أن «النفاق غزا مساحة كبيرة من شوارعها بدرجة مخيفة».. يرفض اعتبار الجائزة إشارة رضا من النظام، ويشدد على أنها جائزة وطنية تمنح للصفوة من المبدعين.
الشروق: كيف عرفت بنبأ فوزك بجائزة الدولة التقديرية للفنون لهذا العام؟
وحيد: عرفت أننى فزت بالجائزة ما بين الساعة الثالثة والنصف والرابعة ظهرا من خلال محادثة هاتفية من أحد أعضاء اللجنة، هنأنى فيها بالجائزة، وقد غمرتنى سعادة كبيرة وإحساس بالسكينة والطمأنينة.
الشروق: ما سبب هذه السكينة؟
وحيد: سببها أن الدولة قدرت مجهودك ومشوارك الطويل بهذه الجائزة وأيضا إحساسك بأن رسالتك تصل للناس ويفهمونها شعور رائع.
الشروق: هل ترى أن هذه الجائزة تأخرت؟
وحيد: أنا أحمد الله دوما ولدى قناعة أن لكل شىء وقته وهو نصيب وعندما حان وقت الجائزة جاءت، كما أننى أمتلك ولله الحمد رصيدا كبيرا جدا من الجوائز طوال مشوارى لكن هذه الجائزة هى تتويج لكل هذا العدد من الجوائز والتكريمات وخصوصا أنها تأتى من بلدك.
الشروق: هل كنت تتوقع نيل الجائزة هذا العام؟
وحيد: دعنا نبدأ منذ إعلان الأسماء المرشحة لنيلها فهى فى حد ذاتها مفاجأة سارة وأسماء كبرى.. لاتبدأ فقط بمن حصل عليها فجميع المرشحين للجائزة هذا العام هم من اصحاب الكفاءة سواء فنية أو مهنية وكلهم يتميزون بالنبوغ كل فى ميدانه ولو كانت أصابت أيا منهم كانت ستصبح أيضا فى محلها وكونهم لم يحالفهم الحظ فهو شىء لا يقلل من قيمتهم.
الشروق: البعض يرى فى جوائز الدولة علامة رضا ودعوة للدخول فى حظيرة النظام؟
وحيد: أنا لا أنظر لهذه الجائزة تحديدا بمثل هذه الطريقة، فالمحكمون كلهم شخصيات عامة، وليسوا رجال الدولة بقدر قيمتهم الفكرية والعلمية، ولو راجعت الأسماء المتواجدة فيها ومن فاز بها لتأكدت من أنها ليست جائزة حكومية بل جائزة وطنية يتم منحها للصفوة الإبداعية.
الشروق: يعيب البعض على هذه الجائزة طريقة منحها والتى تتطلب عددا معينا من الأصوات يجب الحصول عليه لا الأغلبية؟
وحيد: أنا لا أعرف طريقة الاختيار لكننى دوما أحترم التصويت ودلالته الديمقراطية ولمعلوماتك وكما أخبرتك من قبل هذا العام كانت الترشيحات كلها قوية ومن يختار فهو يفاضل بين الأفاضل.
الشروق: الجائزة تتزامن مع عرض فيلمك الجديد «احكى يا شهرزاد» مما يعده البعض فألا حسنا برغم عرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا؟
وحيد: أنا شخصيا سعيد بهذه المصادفة ومعلومتك المتعلقة بمهرجان فينسيا صحيحة والفيلم كان سيتم عرضه داخل المسابقة الرسمية ولكن للأسف سيتم عرضه خارجها، وهو شىء جميل أيضا أن يتم عرض فيلمك فى أكبر مهرجانات العالم حتى ولو كان خارج المسابقة الرسمية.
الشروق: البعض ربط بين قصة محمود حميدة وسناء عكرود فى الفيلم والقصة التى روتها يسرا فى فيلمك «معالى الوزير»؟
وحيد: هذا ليس صحيحا ولم أتعمده وكل قصص الفيلم حقيقية وأشخاصها موجودون فى الواقع ويعيشون بيننا حتى الآن واعفنى من ذكر الأسماء الحقيقية لها مثل الوزير والدكتورة والتى كانت قصتهم قضية شهيرة نظرها القضاء، ولمعلوماتك الرجل ما زال باقيا فى منصبه وهو فى موقع رسمى أهميته أقوى من وزير، وحكاية سوسن بدر وحسين الإمام ومعها قصة ال 3 بنات حقيقية وتفاصيلها تم نشرها فى الجرائد، شخصيات فيلمى شخصيات من الواقع المصرى.
الشروق: ما هى أبرز مشكلة تواجهها مصر من وجهة نظرك؟
وحيد: النفاق فى المجتمع المصرى له مساحة واسعة، فنحن نقول للمهنى يا بشمهندس وننافق رؤساءنا فى العمل وحتى مع زوجاتنا وبين المعلم وتلاميذه.. سأعطيك واقعة حدثت لى شخصيا.. منذ عدة سنوات أسند لى معهد السينما الإشراف على ورشة السيناريو وفوجئت أثناء المحاضرات ببعض الطلاب يقولون لى يا دكتور طلبت منهم أن يتوقفوا عن هذا فأنا لست دكتورا وهو نوع من التملق الذى أرفضه.
الشروق: من وجهة نظر وحيد حامد مصر رايحة على فين؟
وحيد: أنا شخصيا أتمنى أن يخبرنى إلى أين تذهب مصر ولو وجدت أحدا يعرف فأتمنى أن تخبرنى.
التقديرية للمصرى الفصيح.. يوسف القعيد
يوسف القعيد الأديب والقاص المصرى الذى تمتزج طيبة ملامحه مع سمرتها وريفيتها، المهموم بأدق تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية المصرية بشقيها المدنى والريفى، ابن مركز رشيد بالبحيرة، حصد هذا العام جائزة الدولة التقديرية والتى سعى لترشيحه لها الدكتور نصار عبدالله من خلال جامعة سوهاج.
يعد القعيد من ألمع كتاب جيل الستينيات، الذين أدركوا زخم وغنى حياة القرية فدارت كتاباتهم فى أجواء الريف المصرى، حيث رأى أن القرى خلقها الله أما المدينة فبناها البشر.
القعيد سعيد بالجائزة التقديرية وإن لاحظ أنها تأخرت عنه قليلا، كما أشار لعدم حصوله على الجائزة التشجيعية لرفضه أن يتقدم هو لها لذلك لم يتقدم لنيلها ،لأنه يرى أيضا أن الجائزة تمنح للإنسان دون أن يتقدم لطلبها، ويتساءل القعيد ايضا عن عدم تغير هذا الشرط للتقدم للجائزة التشجيعية منذ أن ظهرت فى العام 58.
وحول المعايير الخاصة بجوائز الدولة ومدى شفافيتها يقول القعيد: هناك شيئان مهمان يجب أن يتوافرا لدى لجان الفحص فى الأجهزة المعنية باختيار الجوائز ومنحها: الأول أن تعلن جميع الأسماء التى تقدمت للجائزة، الأمر الثانى أن تقسم القوائم وإعلان الأسماء التى تحويها جميعا على غرار البوكر الذى يتضمن إعلان القائمة الطويلة والقصيرة والمتوسطة دون أن يترك ذلك حساسية عند أحد، وذلك ما تفتقده جوائز الدولة.
وعن تجنب جوائز الدولة لبعض القامات الثقافية فى حياتهم كما حدث عندما لحقت التقديرية يوسف إدريس وهو فى مرضه الأخير، أو حصول يوسف أبورية عليها بعد وفاته، يقول القعيد: وأذكر مثلا آخر أقوى من ذلك، وهو عدم حصول كاتب شديد الأهمية بقدر عبدالحكيم قاسم لأى جائزة طوال حياته، وأما يوسف أبورية فحجبت عنه الجائزة السنة الماضية أى فى حياته ولم يحصل عليها إلا بعد وفاته، وأقول إن ذلك يشبه الفراعنة الذين يحتفون كثيرا بموتاهم.
ويرى القعيد أن هناك مشكلة تتعلق بقصة الحجب والمجلس مسئول عنها لأنه لو لم يتقدم نص يرقى لمستوى الجائزة، فعلى لجان الاختيار بموجب القانون ترشيح عمل آخر، ولو لم يحدث فإن ذلك يعد تقاعسا وإهمالا جسيما، وقد تم هذا العام حجب 15 جائزة من أصل 52.
بعد فوزه بالتقديرية: زغاريد فى الأوبرا لجابر عصفور
عندما طرح اسمه فى ترشيحات جوائز الدولة التقديرية، استنتج البعض أن فوز الدكتور جابر عصفور بها أكيد، ولكنهم لم يتوقعوا أن تنطلق «الزغاريد» من أفواه موظفات المجلس الأعلى للثقافة، اللاتى قضى بينهن خمسة عشر عاما، كانت هى الأهم فى تاريخ المجلس، ولم يتوقعوا شبه إجماع الأعضاء عليه، ليحصد واحدا وأربعين صوتا من ثلاثة وأربعين.
كانت تظاهرة فى حب رجل أفنى الكثير للارتقاء بحال ثقافة «بلدنا»، تظاهرة وضعتنى فى حيرة عند بداية الحوار
الشروق: سألته: ألم يراودك شعور بأن الجائزة تأخرت فى الوصول إليك؟
جابر: لا، لم تتأخر.. لأنه كانت هناك خمسة عشر عاما شغلت خلالها منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وعرض على الترشيح للجائزة من جهات عديدة فى تلك الفترة، ولكننى كنت أرفض وفى بعض الأحيان لم أكن أخبر أعضاء المجلس، لأنه لم يكن من المعقول أن أقبل الترشيح وأنا رئيس للجهة القائمة على إعداد الجوائز، احتراما لنفسى، ولكرامة المنصب الذى كنت أتقلده ونزاهته، ولمصداقية الجائزة.
الشروق: وهل كانت رئاستك للمجلس ضريبة كافية لعدم نيل الجائزة؟
جابر: كانت ضريبة مرضية جدا، لأن الخدمات والإنجازات التى قدمها المجلس للثقافة المصرية والعربية لم تكن قليلة وأشبعتنى بما يكفى، وكانت تستحق أن أفنى فيها الكثير من الوقت، والتنازل عن الترشيح للجائزة كان أقل ما يمكن تقديمه فى سبيل هذه المنجزات، ولا تنس أننى فى تلك السنوات حصلت على جوائز عديدة عربية وعالمية، كان آخرها جائزة منظمة اليونسكو.
الشروق: على ذكر الجوائز الأخرى التى حصدتها، هل اختلفت فرحتك بها عن فرحتك بجائزة الدولة التقديرية؟
جابر: لا شك أن جائزة الدولة التقديرية هى الأفضل على كل المستويات، لأنها تعبر عن تكريم الدولة وتقديرها للمجهود الذى تبذله، ورغم أن الجوائز التى حصلت عليها من بلدان أخرى كان بها ما يفوق جائزة الدولة من الناحية المادية، لكن فرحى بجائزة الدولة لم يماثله فرحى بأى جائزة أخرى، خاصة وأن نسبة الأصوات التى حصلت عليها كانت أقرب إلى الإجماع «واحد وأربعون صوتا من ثلاث وأربعين لهم حق التصويت»، وفوجئت بموظفات المجلس من السيدات يطلقن الزغاريد فرحة بفوزى، وعندما دخلت إلى قاعة إعلان الجوائز قوبلت بعاصفة شديدة من التصفيق، مما عددته تكريما على المستوى المعنوى، وكانت من أجمل لحظات حياتى.
بالإضافة إلى أن هذه هى أول جائزة كبرى تعطيها لى بلدى، وهذا يشعرك أن الوطن الذى خرجت منه ثقافتك، وفنيت عمرك من أجل الارتقاء بثقافته يقدم لك الشكر، وجاء هذا فى مظاهر عديدة، لدرجة أننى عندما علمت بعدد الأصوات التى حصدتها قلت لنفسى إذا كان من يرون أنك لا تصلح لم يتعدوا الشخصين فيجب أن تشكر الله على ذلك.
الشروق: دائما ما تأتى جوائز الدولة مصحوبة بكثير من الجدل حول مصداقيتها، والمحسوبيات، والتربيطات التى تتدخل فيها، ألم يقلقك هذا خاصة وأنك مازلت من قيادات وزارة الثقافة؟
جابر: القيمة الحقيقية تفرض نفسها فى أى ظروف، وفى أى سياق، وليس هناك نظام كامل مائة فى المائة، أحيانا يتصادف أن يحصل عليها شخص لا يستحق ولكن هذا يحدث عن طريق الخطأ، وأذكر لك فى إحدى السنوات كان هناك شخص، لا داعى لذكر اسمه، كان يذهب لكل عضو من أعضاء المجلس على حدة، ويقول له إنه يعرف عدم استحقاقه الجائزة.
ويطلب من العضو أن يعطيه صوته فقط لكى لا يكون رصيده فى الأصوات صفر، وفعل هذا مع جميع أعضاء المجلس إلى أن حاز معظم الأصوات وفاز عن طريق الالتفاف والخديعة، لكن فى نهاية الأمر تظل هذه نسبة بسيطة، وليست معيارا لعدم المصداقية، وقد تكون جائزة الدولة التشجيعية هى التى ترى بعض المجاملات، فلدهشتى يوم إعلان النتيجة، عرفت أن بعض الفائزين بالتشجيعية تخطى عمرهم الستين.
رغم أنه من المفترض عدم تخطيه الأربعين بحد أقصى، ومن أكبر الأدلة على مصداقية الجائزة، فوز الروائى الكبير جمال الغيطانى بها فى إحدى الدورات رغم أنه فى تلك الفترة كان فى عز خلافاته مع وزارة الثقافة، ومن خلال خبرتى بالمجلس الأعلى للثقافة أؤكد لك أن القيمة الحقيقية تفرض نفسها.
الشروق: نفهم من هذا أنك راضٍ عن نتائج هذا العام؟
جابر: بالطبع.. فكل من حصدوا الجوائز هذا العام أسماء لها وزنها واحترامها فى الوسط الثقافى والأدبى، وسعدت لحصول بهاء طاهر أعلى نسبة أصوات فى جائزة مبارك، لأنه شخص محترم وكاتب كبير، وقيمة تستحق التقدير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.