قمة مصرية - يونانية ناجحة في أثينا

السيسي: الإرهاب يهدد الإنسانية بأكملها.. ويتطلب تعاون جميع دول العالم لمواجهته

الرئيس السيسى مع نظيره الرئيس اليونانى بافلوبولوس خلال جلسة مباحثات القمة
بافلوبولوس: دور مهم لمصر في تحقيق الاستقرار بالمنطقة
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تطلع مصر إلي المزيد من التعاون مع اليونان في عدد من الملفات المهمة وفي مقدمتها التعاون الاقتصادي ومكافحة الارهاب والتعاون الأمني والعسكري، وقال الرئيس ان الارهاب خطر يهدد الجميع، وتوابعه تتمثل في الدمار وتهجير المواطنين، وهذا ليس في سوريا فقط ولكن في بعض الدول الافريقية ايضاً.
جاء ذلك خلال القمة المصرية - اليونانية التي عقدت امس بين الرئيس السيسي ونظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس بمقر القصر الجمهوري بالعاصمة اليونانية اثينا.
اشار الرئيس إلي أن مكافحة الارهاب تحتاج إلي جهد دولي مشترك واستراتيجية شاملة لمواجهته، لأنه أمر لا يهدد الدول المتواجد فيها فقط. وأنما يهدد منطقة الشرق الاوسط بأكملها وأوروبا والعالم.. وأضاف الرئيس.. نحن نستطيع جميعاً القضاء علي هذه الظاهرة التي تهدد الانسانية بأكملها، ومصر مستعدة دائماً للتعاون في هذا المجال ولكن مكافحة الإرهاب تحتاج لجهد مشترك من جميع دول العالم».
وأكد السيسي أن زيارته إلي اليونان تهدف إلي تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين وقال: «إن شعب مصر لديه طموحات ونحن يجب علينا تلبية هذه الطموحات».
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب قبل بداية القمة عن سعادته بحفاوة الاستقبال من الرئيس اليوناني خلال زيارته للبلاد، مؤكداً أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات بين البلدين منذ آلاف السنوات وحتي الآن.. وأضاف السيسي قبل بداية جلسة المباحثات مع الرئيس اليوناني أن طموحات مصر في تطوير هذه العلاقات المتميزة ليس لها حد، وأن اللقاء الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص سيكون مقدمة لتعاون أكثر توسعاً بين مصر وأوروبا..أشاد السيسي بالموقف اليوناني الإيجابي الداعم للشعب المصري وثورته خلال الشهور الماضية، بالاضافة إلي المساعدة في إيصال وجهة النظر المصرية إلي الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث الرسمي أن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس اليوناني، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفديّ البلدين.. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشاد بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً حرص مصر علي دفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.. وأكد السيسي أهمية استشراف آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات علي المستوي الثنائي. وأشاد بمواقف اليونان الداعمة لمصر واحترامها لارادة الشعب المصري وحرصها علي شرح حقيقة التغيرات التي شهدتها مصر لبقية الدول الاوروبية.
كما أعرب الرئيس عن الاهتمام بتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، ومنها التكامل بين الموانئ المصرية واليونانية لتكون بوابة مهمة لتجارة الدولتين إلي أوروبا وإفريقيا، وكذا الاهتمام بمشاركة الشركات اليونانية في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، حيث أشار في هذا الشأن إلي الموقف الإيجابي للمرشدين اليونانيين إبان تأميم قناة السويس.
وأكد الرئيس علي أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة وإمكانية الاستفادة من قدرات تسييل الغاز بالوحدات المصرية. وأشاد الرئيس اليوناني بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة والذي تم الانتهاء منه في زمن قياسي بأيادٍ وموارد مصرية، منوهاً إلي أهمية هذا المشروع في إثراء حركة التجارة الدولية والملاحة العالمية.
واستعرض الرئيس ملامح خطط التنمية والإصلاح الاقتصادي في مصر وما تم اتخاذه من خطوات طموحة وجادة وإجراءات تشريعية من أجل تحسين مناخ الأعمال وتعزيز ثقة المستثمر في أداء الاقتصاد المصري. وأثني الرئيس اليوناني علي ما حققته مصر علي مسيرة الإصلاح الاقتصادي، مضيفاً أنه لمس من خلال زيارة وفد اقتصادي يوناني لمصر مؤخراً حجم التغير الإيجابي في مناخ الاستثمار والأعمال في مصر والفرص الواعدة والإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها السوق المصرية. مشيراً إلي حرص بلاده علي تعظيم الاستفادة من هذه الفرص.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تعزيز جهود المجتمع الدولي في التعامل مع التحديات الراهنة والتي تزايدت في الآونة الأخيرة وعلي رأسها تحدي الإرهاب الذي يتسع نطاقه علي الساحة العالمية وأزمة الهجرة غير الشرعية.
وأكد الرئيس علي أهمية أن تكون مواجهة الإرهاب شاملة ولا تقتصر علي الجانبين العسكري والأمني ولكن تشمل أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والفكرية. وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، أكد علي أهمية البعد التنموي في القضاء علي الدوافع الحقيقية للهجرة والتي تتمثل في البحث عن فرص العمل وتحقيق ظروف معيشية أفضل.
من جانبه، رحب الرئيس اليوناني بافلوبولوس بالرئيس السيسي في اليونان.. مشيرا إلي أن هذه الضيافة بمثابة رد علي الضيافة القلبية والحارة التي قدمت لهم عند زيارتهم للقاهرة.. مشيرا إلي أن ما تم تداوله في القاهره بين الجانبين، مازال ساريا ويتأكد يوما بعد يوم.
وأشاد الرئيس اليوناني بالدور الفعال وعامل الاستقرار الذي تقوم به مصر، ليس فقط علي مستوي المنطقة بالمعني الضيق، ولكن علي مستوي المنطقة بالمفهوم الأوسع، ويشمل ذلك المنطقة الأفريقية.. كما أشاد بالدور الذي تقوم به مصر أيضا بالتعاون لإنهاء الحرب والأزمة في سوريا من منطلق إنساني بمواجهة مأساة اللاجئين، وأيضا مواجهة الإرهابيين من تنظيم داعش الذين يبثون الإرهاب في المنطقة.. وجدد بافلوبولوس إشادته بالتقدم المبهر الذي ينجزه الشعب المصري، ليس فقط في المجال الاقتصادي، ولكن علي سبيل المثال في المجال الاقتصادي تم افتتاح قناة السويس الجديدة.. مشيرا إلي أن هذا المشروع يضاهي عظمة وتاريخ الشعب المصري، وأيضا بالتعاون مع ميناء شرق بورسعيد.. لافتا إلي أن هذا سيؤدي إلي المزيد من التقارب مع أوروبا.. وعبر الرئيس اليوناني عن مشاعر الصداقة والود والتهنئة علي اكتشاف الاحتياطي الضخم للنفط الذي هو ملك لمصر، قائلا «أود أن أشيد بالتعاون الثلاثي بين اليونان ومصر وقبرص».. مشيرا إلي أن هذا التعاون مثلا يحتذي به بالنسبة لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، فضلا عن أنه يمثل احتراما لمواثيق القانون الدولي سواء المواثيق المكتوبة أو الأعراف القانونية، «وهو مثل موجه إلي البعض وهي تركيا، خاصة أن اليونان تتعاون مع مصر وفقا للقانون الدولي، ولافتا إلي أن أثينا لا تسعي إلي أخذ شئ ليس ملكا لها ولن تقدم أي تنازلات علي ماهو معترف أنه ملك لها».. وجدد الرئيس اليوناني ترحيبه بالرئيس السيسي، متمنيا له أن تكون هذه الزيارة موفقة مع رئيس الوزراء اليوناني الكيس سيبراس والرئيس القبرصي.. معربا عن أمنياته بمواصلة هذه الصداقة بين مصر واليونان التي تمتد علي مدار 40 قرنا من الزمن، حيث إنها صداقة وتعايش سلمي وتعاون فيما بيننا.
وأشار الرئيس اليوناني إلي ثقل مصر التاريخي والاستراتيجي ودورها المحوري كركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والقارة الافريقية، فضلاً عن دورها في تسوية النزاعات السياسية المختلفة، مؤكداً علي أهمية استثمار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين من أجل تطوير التعاون بينهما في شتي المجالات.
وكان الرئيس السيسي قد وصل بعد ظهر أمس مقر القصر الجمهوري بالعاصمة اليونانية اثينا حيث كان في استقباله امام القصر الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، واستعرض السيسي ونظيره اليوناني حرس الشرف ثم قام بمصافحة كبار الشخصيات اليونانية الذين كانوا في استقباله وعلي رأسهم رئيس البرلمان اليوناني نيكولاس فوتسيس ووزير شئون مجلس الوزراء نيكولاس باباس ورئيس أركان الجيش اليوناني وقائد القوات الجوية وعميد السلك الدبلوماسي والسفير اليوناني بالقاهرة، كما صافح الرئيس اليوناني أعضاء الوفد المصري والذي ضم كلا من سامح شكري وزير الخارحية واشرف سالمان وزير الاستثمار والمهندس طارق المُلا وزير البترول والثروة المعدنية واللواء مصطفي شريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس والسفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية والسفير احمد البديوي سفير مصر في اليونان.