إنتبهوا أيها السادة .. نحن علي شفا إنفجار هائل سيهز مصر بأكملها، والسبب قنبلة موقوته يتم صناعتها حالياً بمحافظة 6 أكتوبر برعاية المحافظ د. فتحي سعد ورئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر المهندس محمد نبيه.. الأمر ليس تهويلاً أو تخويفاً، لكنه نداء عاجل إلي وزير الإسكان لوقف تصنيع هذه القنبلة. وضع أول فتيل في القنبلة ابان ثورة الشباب، حيث انتشر حينها خبر أو شائعة، كما يحب أن يسميها المحافظ، عن توافر وحدات سكنية يتم التقديم لها في مبني المحافظة، وتفاعل الآلاف من المواطنين مع الخبر أؤ الشائعة وذهبوا إلي مبني المحافظة، والأمل يراودهم في الحصول علي وحدة سكنية.. كان لابد لهؤلاء في البداية ان يحصلوا علي إستمارات التقدم لهذه الوحدات، ولم يكن هذا الأمر صعباً، فالاستمارات تباع حول مبني المحافظة من خلال اشخاص يقفون في إشارات المرور. وجهز الجميع إستمارته وذهب إلي مبني المحافظة لتقديمها، فرفض موظفو المحافظة منحهم إيصال إستلام الاستمارة فشعروا حينها أن الأمر ليس جاداً، وهو ما أكده حينها المحافظ الذي قال للأخبار أنا لم أعلن عن توافر وحدات سكنية .. لكن الناس سمعت أن هناك وحدات وجاءت للتقديم .. وأنا في هذا التوقيت الصعب لايمكن أن أقول لهم لاتقدموا فليقدموا وحين تتوافر وحدات سننظر في طلباتهم. كان هذا المشهد وما أعقبه من تصريح المحافظ يوم الثلاثاء الماضي، وبعد أن استمر المواطنون يرابطون أمام مبني المحافظة طوال اليوم في انتظار الإيصال الذي يمنح طلبهم صفة الشرعية والقانونية، فوجئت بإنتقال نفس المشهد وبصورة أكبر بداية من الاسبوع الحالي أمام جهاز مدينة 6 أكتوبر والمنطقة المحيطة به. الصورة بدت لافتة للإنتباه لكل من يزور مدينة 6 أكتوبر، رجال ونساء بل وحتي أطفال يقومون بتوزيع إستمارات الوحدات السكنية بإشارات المرور لدرجة عطلت المرور بالمنطقة المحيطة بالجهاز، ويحصل هؤلاء مبلغ 3 جنيهات نظير الإستمارة. لم يكن هؤلاء فقط هم عناصر المشهد حيث إنتشر آخرون يقدمون خدمة تصوير المستندات، لكل من يرغب في التقديم بإستمارة حجز وحدة سكنية، حيث ترفق الاستمارة بصورة من البطاقة الشخصية، ويصل مقابل التصوير إلي جنيه. وبعد أن تنهي هذه المراحل تقف في طابور طويل لتسليم الاستمارة لموظف لا ينظر حتي فيها، ولايمنحك إثباتا أنك سلمته شيئا، لتشعر في النهاية أنك أمام مسرحية هزلية هدفها الاستخفاف بعقول المواطنين. تصدير المشكلة ورغم أن المهندس محمد نبيه رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يرفض الاعتراف بأن ما يحدث »مسرحية هزلية« إلا أن تصريحه للأخبار يبدو أقرب لذلك. نبيه أعترف بأن الجهاز لايملك وحدات بسكنية جاهزة للتوزيع في الوقت الحالي، وقال أن محافظ 6 أكتوبر إتصل به وطلب منه استقبال طلبات الراغبين في الحجز بالوحدات السكنية، فيما يبدو وكأن د. سعد قام بتصدير المشكلة من المحافظة إلي الجهاز. وعن الاستمارات التي يتم توزيعها في الاشارات، نفي نبيه أن يكون للجهاز صلة بها، وقال: » من يكتب لي طلبا علي ورقة بيضاء سأقبلها«، واستبعد أن يلجأ للشرطة أو القوات المسلحة لوقف هذا البيع، مضيفاً: »هما مش فاضيين للحاجات دي دلوقتي«. مايراه المهندس نبيه لايستدعي تخل الجيش أو الشرطة، كشفت حوارات الأخبار مع الجمهور أنه سيؤدي لكارثة.. الكارثة تأتي من أن الموظف الذي يستقبل طلبات الجمهور يؤكد لهم أن الرد علي طلباتهم سيكون في شهر إبريل المقبل. وإذا كان المهندس نبيه يؤكد أن الجهاز ليست لديه وحدات سكنية جاهزة، فما هو الرد الذي سيقوله الجهاز للجمهور؟ و أكد »محسن محمد«: »ده الوقت اللي ممكن فيه نأخذ حقنا.. لو مخدنهوش دوقتي هنخده أمتي«. وتوعد »أحمد صفوت« مسئولي الجهاز إذا لم يتم البت في طلبه وقال: »ده حقنا وحان وقت الحصول عليه«. من جانبه يرفض المهندس نبيه هذه التهديدات وقال »نحن الآن في مرحلة فوضي.. وليقل كل انسان ما يقوله«. ويعول آمالآ علي إنتهاء ذلك في القريب العاجل، لكن السؤال: أليس من الممكن أن تنفجر قنبلة الفوضي مرة أخري بسبب الوحدات السكنية المزعومة؟!